بدر بورسلي: «مفتون» بالكويت... وأبكي إذا فارقتها

المصدر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف


- خالي سمع «يا رسول الزين» وقال لي: «إنت انجح في المدرسة أول... وبعدين حط هدومك على راسك»
- كلما مرّ الوقت وقابلت أناساً طيبين... ازداد تواضعي
- راضٍ على مَن علموني... لكي أوصل ما تعلمته إلى الآخرين
- لم يحدث أن عنّفت نفسي ذات يوم... وأنا أضع رأسي على المخدة
- الجسمي لم يستأذن مني لغناء «مرني»... وأنا أحترمه وأقدّر نجاحاته

لقاء للتاريخ، ذاكَ الذي كان ضيفه «شاعر الوطن» بدر بورسلي، وقدمه رئيس تحرير برنامج «مسرح الحياة» الإعلامي السعودي علي العلياني، في العاشر من شهر رمضان المبارك، ليفتح من خلاله «بوناصر» باب قلبه على شاشة تلفزيون «الراي» ومنصة «ROD»، مضيئاً على مراحل حياته، وأهم محطاته، وتعلّقه باللهجة الكويتية التي تراقصت طرباً في أشعاره.

كما لم يخفِ بورسلي حنينه إلى «وطن النهار»، مؤكداً أنه «مفتون» بها، ويشتاق إلى ترابها، في كل حين، حتى وإن تواجد على أرضها.

منذ يوم

8 مارس 2025

«لا تعلم»

ولعلّ العلياني، أصاب عندما قال في مقدمة البرنامج «في ما يتعلّق بضيفنا لهذا المساء، أنت لا تعلم من أين تسلّل إلهام الشعر إلى روحه، أهي جينات ورثها من خال والدته الملا علي الموسى السيف؟... أم من خاله فهد بورسلي (شاعر زمانه)، أم من بيئة ضمّت «فرجان» الكويت وأحياءها، أم من حاضنة الفن والفنانين«ديوانية الفنان سعود الراشد»، أم أن الإلهام جاءهُ عابراً للحدود من أرض الكنانة تحديداً، عبر قصائد الشاعر المصري مرسي جميل عزيز».

وأضاف العلياني «هو (شاعر الوطن) الذي أشرقت أحرفه نهاراً، تغنّى بها الكويتيون في كويتهم المحررة».

وقال العلياني مخاطباً بورسلي في مستهل الحلقة: «أهلا وسهلاً. ما تتصور مدى سعادتي أن أحاور قامة شعرية وإعلامية مثلك، وأشعر بأنني في هذه الحلقة كما لو كنت ذاهباً لأمسية ممتعة، فيها من أحاسيس العشاق».

«حالة التواضع»

وبسؤاله عن حالة التواضع التي يتسم بها «شاعر الوطن» إن هي جاءت عن قناعة، أم من التسامي والزهد، ردّ بورسلي: «لا أبداً. هذا أنا ما تغير شيء، ولكن كلما مرّ الوقت وقابلت أناساً طيبين (مثلك وشرواك) ازداد تواضعي. وربما أكون محظوظاً جداً لأن بداياتي كانت مع الفنانَيْن سعود الراشد وعوض دوخي (رحمهما الله)، ومِنْ ثَم مررت بمرحلة التعاون مع الشباب الذين أتعامل معهم وأرى فيهم مستقبلاً، وتدفق النشاط. وما بين جزء من هنا وجزء من هناك، شعرت أن الدنيا لا تتوقف عند شيء، ومهما طوّلت في مسيرتك فستجد نفسك في مكان قد تكون عشت به منذ الصغر من دون أن تعرف... هذا أنا».

«مفهوم المجايلة»

وعن «مفهوم المجايلة» واحترامه لكل الأجيال، ورحابة صدره في المدح أو النقد، علّق «بوناصر»: «أنا راضٍ على كل مرحلة مررت بها. راضٍ على من علموني لكي أوصل ما تعلمته إلى الآخرين، وكنت وما زلتُ أقولها دائماً (أنا ماني أحسن الخيل) ولكنني أشعر بالرضا على ناس تعبوا وياي ليستخرجوا أحسن ما عندي، وعلى ناس يتنافسون ليعطوني أفضل ما لديهم».

«السلام الداخلي»

وحول السلام الداخلي الذي يعيشه وسرعة اتخاذه القرار،

لاسيما بعد «تورطه» بدراسة الهندسة في الولايات المتحدة، قبل عدوله وتوجهه إلى التخصص في الإعلام، أوضح «شاعر الوطن» أنه لا يحبذ تعقيد الأمور، بل ينحاز إلى البساطة في كل شيء، مردفاً «لم يحدث أن عنّفت نفسي ذات يوم وأنا أضع رأسي على المخدة، ولم أقل بحياتي يا ليت فعلت كذا أو ليتني ذهبت إلى هنا أو هناك، فأنا أشعر بالرضا دائماً».

ولم يُخفِ بورسلي شعوره الكبير بالحنين إلى «وطن النهار» خلال سنوات الدراسة في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه «مفتون بالكويت. (أوله عليها) وأبكي على فراقها حتى وإن غبت عنها أسبوعاً بداعي السفر، بل يعتريني الشوق إليها حتى وأنا موجود فيها، وحالي حال كل الكويتيين، وكل شخص يمشي على أرض يحبها».

وفي ما يتعلّق بعلاقته مع الفنان سعود الراشد، تحدّث قائلاً: «في فريجنا بمنطقة (جبلة) كان جارنا الفنان سعود الراشد (رحمه الله) وكنت كثير التواجد في بيته، آكل وأشرب عندهم، وهم بمثابة أهلي، وكان يأتي إليه فنانون كثر، منهم عوض دوخي وعبدالحميد السيد ومجموعة أخرى كبيرة من الفنانين. كنتُ أستمع إلى حواراتهم الفنية وأستمتع بها، لأنها تشعرني بأنني أجلس في عالم جميل، وغريب عن العالم الذي أعيش به، خصوصاً وأنني مفتون بـ (الغناية)، حتى جاءت الفرصة التي منحني إياها الفنان سعود الراشد، لأكتب سامرية (يا رسول الزين) على وزنٍ أعدّه بنفسه. ومن الفرحة بها كتبت اسمي كاملاً بدر ناصر بورسلي، ولكن خالي صالح الذي رباني (رحمة الله عليه) سمع الأغنية في الراديو وناداني ليقول: (إنت انجح في المدرسة أول، وبعدين حط هدومك فوق راسك محد يحاچيك) فقمت من بعدها بتغيير الاسم لبدر ناصر، واستمر هذا الأمر لفترة من الزمن حتى كتبت اسمي بدر بورسلي».

«أحبهم كلهم»

ولدى سؤاله أيهما يُحب أكثر، «الصوت الجريح» عبدالكريم عبدالقادر أم الموسيقار الدكتور عبدالرب إدريس، قال بورسلي: «أحبهم كلهم». ليدخل إدريس على خط الحوار عبر اتصال هاتفي، مستذكراً بعض الهوايات التي جمعته برفيق دربه «بوناصر»، خصوصاً لعبة كرة القدم.

وحول الأكثر عنداً منهما، قال بورسلي: «هو العنيد»، ليرد إدريس مازحاً: «يا رجال».

كما استحضرا ذكريات أغنية «غريب» التي كتبها بورسلي ولحنها إدريس، قبل أن يتفق الطرفان على تعاون جديد خلال الفترة المقبلة.

ولفت بورسلي إلى أنه كان يعرف عبدالرب إدريس منذ زمن قديم، غير أن التعاون بينهما لم يأتِ إلا متأخراً، «إذ كتبت أغنية (غريب) خصيصاً لكي يُلحنها بنفسه، وليشدو بها عبدالكريم عبدالقادر، ومِنْ بعدها ابتدأ درب جديد بيننا نحن الثلاثة، وكنت أبحث عن هذا الدرب طويلاً حتى وجدته مع إدريس وعبدالقادر».

وأشار إلى أنه من بعد أغنية «غريب» قدم مع إدريس وعبدالقادر أغاني عدة، بينها «أعترفلچ»، «مرني»، «باختصار» و«هذا أنا»، بالإضافة إلى الأغاني القصيرة على غرار «تأخرتي».

وذكر أن أغنية «مرني» التي تغنّى بها عبدالكريم عبدالقادر ولحنها الدكتور عبدالرب إدريس لم يكتب لها النجاح في بادئ الأمر، ولكنها بعد مرور فترة من الوقت أحبها الجمهور.

وحول إعادة الفنان الإماراتي حسين الجسمي لأغنية «مرني» بصوته، أكد «بوناصر» أن الجسمي لم يستأذن منه لغنائها، مبدياً استغرابه أيضاً من الجهة التي بثّت الأغنية في ذلك الوقت من دون الإشارة إلى اسم الشاعر والملحن والمطرب الحقيقيين.

ولدى سؤال العلياني، عمّا إذا كان بورسلي يودّ توجيه كلام إلى الجسمي بهذا الخصوص، علّق بالقول: «لن أقول له شيئاً ولن أعتب عليه، فأنا أحترم الرجل وأُقدّر نجاحاته».

«القصة في الشعر»

كما تطرق بورسلي إلى تأثره بالأخوين رحباني، وبالشاعر المصري مرسي جميل عزيز، الذي قال إنه يكتب الشعر القصصي، وهو الأسلوب ذاته الذي يتبعه «شاعر الوطن» في معظم أشعاره المغناة.

وزاد: «حلو إنك تقول قصة في الشعر، وهذا ما كان يُطربنا ويُبهرنا ونحنُ أطفال، لأن اختيار المفردة أمر مهم للغاية، فأنا أكتب المذهب مرة ومرتين من دون ملل، حتى أصل إلى الخيال الذي أبتغيه، وإن لم يحظ النص بإعجاب الجمهور أقوم بتفريغه حتى أضع يدي على الخلل، وأتلمس التقصير والخطأ، لأن المتلقي هو الذي يُقيّم المفردة وليس الشاعر (فلا تبلش المستمعين)».

«مو زعلان»

ولم يَفت بورسلي الإشادة بتعاونه مع مجموعة من أبناء الجيل الحالي، مبيناً أنه ذاق الحرمان في بداياته لعدم غناء النصوص التي كان يكتبها، ومن هذا المبدأ يواصل تعاونه مع كل فنان شاب.

وأكمل «أحرص على تقديم أفضل ما لديّ من كلمات، وأتعب عليها أسوة بالكتابة إلى الفنانين الكبار».

ومضى يقول: «مو زعلان على مَنْ لم يتغنَ بما كنتُ أكتبه، ربما رأى البعض أن تلك النصوص لا تصلح للغناء»، كاشفاً عن أن رصيده في الشعر لا يجتاز 250 نصاً منذ الستينات وحتى يومنا هذا، «غير أنه في ذهني الكثير من المفردات والأبيات».

توثيق التاريخ

شدّد «بوناصر» على أن الشعر يؤرخ ثقافة الشعوب، مبيناً أنه جزء لا يتجزأ من تاريخ الأوطان، خصوصاً عند العرب، عازياً الحزن في رائعته «وطن النهار» إلى الأجواء التي خيّمت على البلاد خلال الغزو العراقي الغاشم للكويت وامتزجت بفرحة التحرير.

البحث عن فنان

في ردّه على سؤال العلياني «عمّن يبحث عن الآخر، الشاعر أم الفنان»، أجاب بورسلي: «أنا أبحث عن الفنان وما زلت»، مبيناً أن آخر فنان طرق بابه كان مشعل العروج.

المنبرية في الشعر

حول رأيه في المنبرية بالشعر، أكد بورسلي أنه أقام بعض الأمسيات في السابق، ولكنه ليس من الشعراء الذين يحفظون أشعارهم كاملة، بل يكتب ليصدح بها صوت المطرب ليوصلها بدوره إلى الناس، كما لم يرفض الشاعر القدير فكرة غناء الشعر النبطي، مشدداً على ضرورة وجوده في بعض الحالات، «فهناك شعراء يَطرِب لهم الخاطر».

التمسّك باللهجة الكويتية

عبّر بورسلي، عن فخره واعتزازه بالتمسك باللهجة الكويتية في شعره وكلامه، لافتاً إلى أنه كتب أغنية «كلك نظر» بدلاً من «كلچ نظر» لـ «فنان العرب» محمد عبده، لإيمانه بأن الأغنية ستصل إلى الكويتيين قبل السعوديين، مبيناً أن تغيير المفردة ليس بالأمر الحسّاس أو المؤذي.

وأوضح بورسلي أنه لا يوجد لهجة جديدة نشأت داخل اللهجة الكويتية، عازياً دخول بعض المفردات عليها إلى التطوّر الحياتي والتكنولوجيا، وتعدد الجاليات التي اندمجت في المجتمع.

عائلتي «ما فيها بالشعر»

عمّا إذا كان قد ورث موهبة الشعر من عائلته، أجاب «بوناصر» قائلاً: «ما أعتقد أن عائلتي (بورسلي) فيها بالشعر، ولكن خوالي وخوال أمي مثل الملا علي الموسى السيف كان شاعراً، وكذلك خالي فهد بورسلي شاعر معروف ومشهور في الكويت».

«وليما الحين»

استذكر العلياني مقولة طريفة لـ «شاعر الوطن» جاء فيها: «عندما كنتُ صغيراً لم يبان على وجهي بأن أكون شاعراً»، فأكمل بورسلي مازحاً: «وليما الحين».

مرحلة لم يواكبها

خلال تواجده في مدرج «مسرح الحياة» شاهد بورسلي أغنية مصورة في العام 1934 للفنان القدير الراحل عبداللطيف الكويتي يشيد خلالها بالملك عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه، والتي كتبها خال والدته الشاعر الملا علي الموسى السيف.

وقال «بوناصر» إنه لم يواكب تلك الفترة ولا يتذكر منها شيئاً.

لعبة الأرقام

خاض العلياني، لعبة الأرقام مع «شاعر الوطن» والتي يتم من خلالها وضع عدد من النصوص التي تعاون بها الأخير مع كل مطرب.

وبمساعدة العلياني، تذكّر بورسلي أنه كتب لعبدالكريم عبدالقادر 17 أغنية، ولعبدالله الرويشد 15 أغنية، وللفنانة نوال 9 أغانٍ، وأغنيتين لكل من «نبض الكويت» الفنان القدير نبيل شعيل و«فنان العرب» محمد عبده، ولطلال مداح أغنية واحدة.

الرجل المضياف

من مفاجآت الحلقة، مشاركة «فنان العرب» محمد عبده في تسجيل صوتي، مثنياً على العلاقة الوطيدة بينه وبين «بوناصر» والتي تمتد إلى الأهل، واصفاً إياه بأنه معلم من معالم الشعر، ومؤكداً أن أول بيت دخله في الكويت «كان بيت الشاعر بدر بورسلي، هذا الرجل الكريم المضياف، وذلك خلال العام 1966».

وأضاف عبده أن «التعاون مع هذا العملاق في أغنيتي (كلك نظر) و(محتاج لها) كان له صدى كبير ما زال إلى اليوم».

في حين، وصف «بو ناصر» «أبو نورة» بأنه إنسان وفي ومسالم وطيب، وأن في مجالسته متعة لا تُضاهى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق