احتضن ميدان السعد في مدينة لوسيل فعالية ليلة القرنقعوه، التي نظمها برنامج «ساعة وساعة» تحت شعار «هويتنا في تراثنا»، بالتعاون مع شركة الديار القطرية للاستثمار العقاري ونادي السيلية الرياضي وسط حضور جماهيري كبير، وتفاعل واسع من العائلات والأطفال الذين استمتعوا بالأجواء التراثية والتفاعلية.
انطلقت الأمسية بعرض «أهازيج القرنقعوه» من أداء طالبات مدرسة ميمونة الابتدائية للبنات، ليأخذ بعدها طلاب أكاديمية قطر - سدرة الجمهور في مشهد تمثيلي مستوحى من قصة «مملكة القرنقعوه» للكاتبة القطرية أسماء الكواري، حيث أبدع الأطفال في تقديم عرض مستوحى من التراث بأسلوب قصصي ممتع.
كما استمتع الحضور بعروض تراثية قدمتها طالبات مدرسة خولة بنت الأزور الابتدائية للبنات، قبل أن تتجه الأنظار إلى المسابقة الثقافية «فكر وجاوب»، التي قدمها الإعلامي إبراهيم الجفيري والطالبة ميثة اليافعي، حيث أضفت المنافسة روح الحماس بين الجمهور.
وكان للأطفال موعد مع شخصياتهم المحببة من مسلسل «سراج»، كما قدمت طالبات مدرسة ميمونة الابتدائية للبنات عرض «المذيعة الصغيرة» ومسرح الدمى، مما أضفى أجواءً مليئة بالمرح والمتعة.
فعاليات مصاحبة تعكس
التراث القطري
إلى جانب العروض المسرحية، استمتع الزوار بباقة من الأنشطة والفعاليات المصاحبة التي تنوعت بين الفن، الحرف، والموروث الشعبي، ومنها الخيمة القطرية وفقرة الحزاوي بإشراف أمينة البدر، التي أعادت إحياء فنون السرد التراثي. بالإضافة إلى فقرة الأكل الشعبي بقيادة الشيف لولوة الدوسري، والتي قدمت للزوار تجربة تذوق للأطباق القطرية التقليدية وعروض الفرقة الشعبية، الألعاب الشعبية، والصقارة والبوني التي جذبت اهتمام العائلات والأطفال ومعرض الفن التشكيلي والمخطوطات بتنظيم جاليري 38 كتارا، حيث تم عرض أعمال فنية مستوحاة من التراث.
كما تضمنت الفعالية ورشا تفاعلية للأطفال والشباب، وكان من بينها الرسم على الفخاريات والمدود بالقلم الرصاص والكتابة على الشنط والخشب، والرسم والتلوين على علبة القرنقعوه، وورشة طي الورق «فانوس رمضان» بتنظيم مدرسة ميمونة الابتدائية إضافة إلى الألعاب الشعبية وورشة المدود بتنظيم مدرسة الخنساء الابتدائية.
ونظمت مدرسة التقنية الثانوية للبنات مجموعة من الورش الإبداعية مثل «سباق الخير»، «ريشة رمضان»، و»Bag قرنقعوه made with أيدينا»
بالاضافة إلى معرض فني لأعمال المنتسبين من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذي استعرض إبداعات المشاركين في مختلف المجالات الفنية، وحرف يدوية قطرية، مثل الخياطة، حياكة البشوت، صناعة الطاوش، صناعة القرقور، صناعة الرحى، وصناعة العطور بمشاركة ظبية الحميدي، بوتيك إلهام الأنصاري، ومحلات بشت السالم.
وقدمت الفعالية مجموعة من الأنشطة الترفيهية للأطفال بتنظيم شركة أورورا ميغابوليس كيدز موندو، إضافةً إلى شخصيات تشكي تشيز التي أضفت أجواءً من المرح.
من جانبه شارك مجلس الشباب والجهاز الشبابي لنادي السيلية الرياضي في الفعالية بتنظيم فقرات تفاعلية تضمنت ألعابًا ومسابقات ممتعة.
وقدمت مؤسسة الرعاية الأولية فقرة توعوية صحية وإرشادات صحية حول العادات الغذائية والنشاط البدني.
وفي حديثها عن الفعالية، أكدت السيدة تماني اليافعي، الرئيس التنفيذي لبرنامج «ساعة وساعة» أن «ليلة القرنقعوه هي احتفال بروح التراث القطري، وتهدف إلى ترسيخ الهوية الوطنية في نفوس الأجيال القادمة من خلال أنشطة تفاعلية تجمع بين المتعة والتعليم. وأضافت: نسعى من خلال هذا الحدث إلى تقديم تجربة ثقافية غنية تعكس القيم القطرية الأصيلة بأسلوب يتناسب مع الأطفال والعائلات».
وأضافت: «لقد حرصنا هذا العام على تقديم برنامج شامل ومتجدد، يدمج بين الفنون الشعبية، الحرف التقليدية، والأنشطة التفاعلية، مما جعل ليلة القرنقعوه تجربة لا تُنسى للحضور.»
بدور أكد الدكتور محمد بن علي المري رئيس نادي السيلية أن النادي يحرص على تنظيم الفعاليات التي تسهم في تعزيز الهوية الوطنية والحفاظ على التراث القطري، مشيرًا إلى أن التراث ليس مجرد ماضٍ، بل هو روح حية نعيشها ونعمل على نقلها للأجيال الجديدة.
من جهتها أكدت عزلاء القحطاني رئيس الثقافة والهوية في التعليم ما قبل الجامعي ان الاحتفال بالقرنقعوه يوم مميز ينتظره الصغير والكبير ويتميز بطابعه التراثي والاجتماعي يرتدي فيه الصغار اجمل اللباس التقليدي وأزهى الحلي وهذا الاحتفال يعزز الهوية الوطنية ويحافظ على التراث الشعبي كما يعكس الثقافة القطرية.
وقد حظيت الفعالية بتفاعل واسع من الحضور ومن جميع فئات المجتمع، حيث عبر الزوار عن سعادتهم بالأجواء الاحتفالية التي أعادت إحياء التقاليد القطرية بأسلوب مبتكر يجمع بين الأصالة والحداثة.
واختتمت الأمسية بتوزيع القرنقعوه على الأطفال، في لفتة تعكس روح العطاء والتواصل المجتمعي لهذه المناسبة المميزة.
0 تعليق