خيام «إفطار صائم».. موائد رحمة وبرامج إيمانية لتعزيز القيم الإسلامية

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

وسط أجواء إيمانية تسودها أواصر الأخوة والتراحم، يتوافد آلاف الصائمين يومياً إلى خيام «إفطار صائم» التي تنظمها وتشرف عليها الإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بدعم سخي من الواقفين والمحسنين وأهل الخير.
ولم يقتصر مشروع إفطار صائم على تقديم وجبات الإفطار فقط، بل امتد ليشمل برامج إيمانية وتوعوية دينية، تهدف إلى تعريف العمال بأمور دينهم، وتعزيز القيم الإسلامية الصحيحة، عبر محاضرات يلقيها دعاة متخصصون من مركز الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي، باللغة الأوردية.

مشروع إفطار صائم يرسخ مفهوم التكافل الاجتماعي
وأوضح السيد محمد حسن التميمي نائب رئيس لجنة إفطار صائم بوزارة الأوقاف أن المشروع يهدف هذا العام إلى إفطار 300 ألف صائم طوال الشهر الكريم، إلى جانب نشر الثقافة الشرعية بين فئة العمال، بما يعينهم على فهم تعاليم الإسلام بالطريقة الصحيحة والمتوازنة، لافتاً إلى أن خيام مشروع إفطار صائم يرسخ مفهوم التكافل الاجتماعي في الإسلام، باعتباره منهجًا متكاملاً يُعزز الترابط بين أفراد المجتمع، ويحث على الشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين، انطلاقًا من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».

برامج دعوية تهدف إلى نشر الثقافة الإسلامية
وأضاف: إن المحاضرات تُقام عدة أيام في الأسبوع لمدة نصف ساعة قبل أذان المغرب، وينتهي البرنامج التثقيفي قبل الإفطار بعشر دقائق، حيث يُشارك فيه نخبة من الدعاة بوزارة الأوقاف والمرشحين من قِبل مركز الشيخ عبدالله بن زيد، وهم: الداعية خدائي نور محمد، الداعية محمد فريد، الداعية يوسف نور نبي، الداعية محمد موسى سيد، الداعية مدثر أحمد، والداعية مولوي محمد إسحاق.

جهود مستمرة لتعزيز الوعي الديني بين فئات المجتمع
وأكد التميمي أن هذه البرامج الدعوية والمحاضرات التثقيفية تُعد جزءًا من التزام وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بنشر التوعية الدينية بين مختلف الفئات في المجتمع، لا سيما بين العمال والجاليات الناطقة بغير اللغة العربية، وهذه الخيام الرمضانية تمثل فرصة عظيمة لتوعيتهم نظراً لتجمع أكثر من ألف صائم يومياً في موائد الإفطار من بعد صلاة العصر وحتى أذان المغرب لتناول وجبة الإفطار، وبعض هذه الخيام يتجمع فيها قرابة ألفين صائم يومياً، ما يجعل خيام «إفطار صائم» نموذجاً رائعاً للعمل الخيري المتكامل، حيث تتلاقى المشاعر الإيمانية مع المعرفة والثقافة الإسلامية، وتترسخ قيم التكافل الاجتماعي والتراحم بين فئات المجتمع المسلم بجميع جنسياته ولغاته في أجواءٍ إيمانية في ظلال شهر رمضان المبارك، لتعزز هذه المحاضرات وهذه الخيام الوعي الديني بين العمال، وتساهم في إرشادهم إلى القيم والممارسات الصحيحة، بما يؤصل لديهم مفاهيم الوسطية والاعتدال، وبناء مجتمع متماسك يسوده التراحم والتكافل.


مضامين المحاضرات.. التوحيد وفقه العبادة وقيم العمل
وتركز المحاضرات على تناول محاور متعددة، أهمها: فضائل شهر رمضان وفضل الصيام، وضرورة استثمار أوقاته في العبادة والطاعة، أهمية الصلاة في وقتها والمحافظة على صلاة الجماعة، باعتبارها عمود الدين وأول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة، التركيز على أسس التوحيد والعقيدة الصحيحة، وتعريف الحاضرين بمحاسن الإسلام والتراحم بين الناس، التأكيد على أن الإسلام أولى قيم التكافل الاجتماعي وأهمية مساعدة المحتاجين ومد يد العون للفقراء الكثير من الاهتمام ووعد القائمين على هذا العمل بالأجر العظيم والدرجات العلا في الجنة، كما ترسخ موضوعات المحاضرات لإتقان العمل وأداؤه بإخلاص، والتأكيد على أن العمل عبادة، ويجب أن يكون ابتغاءً لوجه الله.
كلمات بعض الدعاة ..وأبرز ما يتناولونه في محاضراتهم من جهته، أوضح الداعية محمد موسى سيد أنه يسعى من خلال هذه الدروس إلى تبسيط مفاهيم الدين الإسلامي للعمال، وأن تكون الرسائل واضحة وعملية، بحيث يستطيعون تطبيقها في حياتهم اليومية.
وأضاف الداعية خدائي نور محمد إن هذه المحاضرات تُعد فرصة ثمينة لتعريف الإخوة العمال بتعاليم الإسلام الصحيحة، خاصة فيما يتعلق بالتوحيد وأهمية الإخلاص في العبادات، لافتاً إلى حرصه على تبسيط المفاهيم وإيصالها بأسلوب سهل يناسب الجميع، مع التركيز على أهمية الصلاة والصيام في حياة المسلم، وحثّهم على استثمار شهر رمضان في الطاعات والذكر وقراءة القرآن، فهو فرصة عظيمة لمغفرة الذنوب ورفع الدرجات. وأكد الداعية محمد فريد أن الدعاة يحرصون على تسليط الضوء على القيم الإسلامية التي تجعل المسلم نموذجاً مشرفاً من خلال الأخلاق الحسنة، والتعامل بالحسنى مع الآخرين، كما نبين لهم أن العمل عبادة، وأن إتقانه من الأمور التي يحبها الله ورسوله، ونركز كذلك على معاني التكافل الاجتماعي، وكيف أن مساعدة المحتاجين ومد يد العون لهم تُعدّ من أسمى القربات ويتضاعف أجرها في هذا الشهر الفضيل.
وتابع الداعية يوسف نور نبي أن أكثر ما نحرص عليه هو ترسيخ العقيدة الصحيحة، وتعريف المفطرين بأسس التوحيد، وأهمية التمسك بالسنة النبوية في عباداتهم وتعاملاتهم، كما نركز على أن شهر رمضان يعزز تربية النفس على الصبر، والإخلاص، والتقوى، ونحثهم على ضرورة اغتنام أوقاته في الدعاء والعبادة.
وقال إننا نلمس تفاعلًا كبيرًا من الإخوة الصائمين من العمال على اختلاف جنسياتهم ولغاتهم، ونسأل الله أن يجعل هذه الجهود في ميزان حسنات الواقفين والمحسنين الذين دعموا هذا المشروع.

شهادات العمال.. تقدير وامتنان لموائد إفطار صائم
وعبر عدد كبير من العمال المفطرين على موائد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عن امتنانهم العميق لهذه الجهود الدعوية، التي منحتهم فرصة ليس فقط للحصول على وجبة الإفطار والالتقاء والاستئناس مع إخوانهم وأصدقائهم بشكل يومي طوال أيام الشهر الفضيل، ولكن أيضًا لاكتساب المعرفة الدينية الصحيحة.
محمد إدريس، أحد العمال الحاضرين، قال: لم أكن أعرف الكثير عن تفاصيل الصلاة وصيام التطوع، ولكن من خلال هذه المحاضرات تعلمت الكثير من الأمور التي أحرص على تطبيقها بشكل دقيق.
أما فضل الرحمن، وهو أحد العمال المنتظمين على موائد إفطار صائم والمتابعين لهذه المحاضرات، فقد أشار إلى أن هذه الدروس جعلته أكثر التزاماً بالصلاة وقراءة القرآن، قائلاً: كنت أسمع عن فضائل رمضان، ولكنني لم أدرك مدى أهميته وعظيم فضله إلا بعد حضوري لهذه الدروس.
وفي سياق متصل، أعرب الكثير من العمال عن شكرهم العميق لكل من ساهم في إقامة خيام إفطار صائم وتنظيم هذه البرامج الدينية، مقدمين الدعاء للواقفين والمحسنين الكرام الذين دعموا هذه الخيام بأموالهم، مؤكدين أنهم يشعرون بأنهم في وطن كريم يحتضن الجميع ويسارع فيه أهل الخير لدعم الفقير والمسكين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق