فتاوى معاصرة.. هل يجب إعلان المزكي عن زكاته؟

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

سؤال اليوم: إذا دفع الغني زكاة ماله لعلاج رجل معسر، فهل يعلمه أنها من الزكاة؟ يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور فضل مراد أستاذ الفقه وقضاياه المعاصرة بجامعة قطر- قائلاً: ليس من شرطه أن يعلمه، أو أن يقول له هذه من الزكوات، بل يدفعها إليه فقط، فالأعمال بالنيات ولكل أمرئ ما نوى، فلا يجب عليه أن يخبره، خاصةً أن بعض الناس يتعفف، ولا يقبل الصدقات، وبعضهم لا يقبل الزكوات، فليس عليه أن يعلمه بأنها من الزكاة أو من الصدقة، بل يسلمها له طيبة بها نفسه.
وعلى موقع الشبكة الإسلامية «إسلام ويب» جاء سؤال: هل يجب إعلام الشخص الذي ستعطى له زكاة المال بأن هذا المبلغ هو زكاة أموالي. أو يكتفى بالنية فقط.؟ وجزاكم الله خيراً.
وكان الجواب:  فلا يجب إعلام من تدفع له الزكاة أنها زكاة وإنما يشترط أن ينوي المزكي ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى»، الحديث متفق عليه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بل إن بعض أهل العلم كره للمزكي أن يخبر الفقير أن ما يدفعه له زكاة لئلا يخجله أو يكسر قلبه.
ونقل ابن قدامة في المغني أنه قيل للإمام أحمد: يدفع الرجل الزكاة إلى رجل فيقول هذا من الزكاة، أو يسكت؟ قال: ولِمَ يُبَكِّتُه بهذا القول؟ يعطيه ويسكت، وما حاجته إلى أن يقرعه؟
وننبه هنا إلى أن الراجح هو أن إظهار الزكاة أفضل من إخفائها لأنها إحدى دعائم الإسلام وشعائره العظمى التي في إظهارها منفعة ومصلحة راجحة للفرد وللمجتمع.
قال القرطبي في تفسير قوله تعالى (إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ) [ البقرة: 271]: ذهب جمهور المفسرين إلى أن هذه الآية في صدقة التطوع لأن الإخفاء فيها أفضل من الإظهار، وكذلك سائر العبادات، الإخفاء أفضل في تطوعها لانتفاء الرياء عنها، وليس كذلك الواجبات.
والله أعلم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق