حوارات
المُفَكِّر العقلانيّ هو الانسان المتعلّم والمثقّف، لا سيما ذو التأهيل العلمي العالي، خصوصا من يُعمِل فكره النيّر في قراءة وفهم والتعامل الفعّال مع ما يشاهده، ويتعرّض له في حياته.
يترفّع هذا النوع من الأفراد المنفتحين فكرياً عن الْإِجْحَاف (الظلم والجور وإنكار الحقّ والتحيّز العنصري والقبلي والفئوي والطائفي والطبقي) بحقّ الآخرين المختلفين عنهم، عرقياً أو دينياً أو ثقافياً واجتماعياً، أو طبقيّاً.
ومن بعض أسباب تنزّه المفكّر العقلانيّ عن كل أنواع البغي (التعدّي والظلم والْإِجْحَاف) نذكر ما يلي:
- المُفَكِّر لا يعاني من عقد النّقص: لا يوجد عقد نقص يتوجّب علاجها عند المرء المُفَكِّر، ولا يسعى الى تعويض أي شعور بالدونيّة لديه عن طريق إسقاط معاناته الشخصية على الآخرين المختلفين عنه.
ويترفّع هذا النوع من الأفراد العقلانيّين عن الْإِجْحَاف ضدّ من المختلفين عنهم، ويرفضون الافتراء عليهم، وينظرون الى بني البشر الآخرين كمساوين لهم في الحقوق والمسؤوليات الأخلاقية.
- الاستقلالية الفكرية: يرفض المُفَكِّر العقلانيّ التبعيّة العمياء لكل الأيديولوجيات، وبخاصة ما تؤدّي الى تقييد عقول تابعيها وتحصر أفق تفكيرهم في نطاقها الأيديولوجي الضيّق.
- التنزّه عن التحيّزات السلبية: لا يتحيّز المُفَكِّر بشكل سلبيّ مسبّق ضدّ الأشخاص والثقافات والمجتمعات بسبب أنه منفتح العقل، ولا يُصدر أحكامه الشخصية، دون الوقوف على جميع الحقائق، ويدرك تماماً أن كل إنسان إبن لبيئته، وإنه لو أتيح له تبديل بيئته المحيطة ببيئة أفضل منها لأصبح إنسانا أفضل ممّا هو عليه حاليَّا.
- المُفَكِّر يعامل الناس كما يحبّ أن يعاملوه: يدرك المُفَكِّر أنّ الناس ليسوا ملائكة، لكنه يعرف أيضاً أن من يزرع السلوك الايجابي حوله، سوف يجني ثماره من أغلبية الناس العقلاء، وستجد المُفَكِّر الأكثر تسامحاً ورفقاً وإيجابية في تعامله مع الانسان الآخر، ويمتنع عن التكبّر والتفاخر المفرط.
- المُفَكِّر ليس إنساناً متناقضاً: يمارس المثقّف المستنير سلوكيّاته العقلانية والأخلاقية في السرّ والعلن، فهو لا يقول شيئاً في الحياة العامة، ويمارس نقيضه في حياته الخاصة، ولا يكتب أو يتحدّث عن أخلاقيّات وسلوكيّات ويعظ الناس بها، ويمارس نقائضها في حياته الواقعية!
كاتب كويتي
DrAljenfawi@
0 تعليق