
أفراد عائلة أبو عكر ينعون أقاربهم الذين قتلوا خلال غارة لجيش الاحتلال الإسرائيلي قبل دفنهم في المستشفى المعمداني في مدينة غزة (أب)
نفت مقايضة التهجير بالمال... والاحتلال لاجتياح واسع ويقصف مستشفى ناصر... وتل السلطان تتحول لمقبرة
غزة، القاهرة، عواصم - وكالات: فيما أكدت مصادر أن مصر اقترحت الإفراج عن كل الرهائن لدى حركة "حماس" في غزة، مقابل انسحاب إسرائيلي كامل من القطاع بضمانات أميركية، كشف مسؤولان أن مصر طرحت مقترحا جديدا لمحاولة إعادة وقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال و"حماس" إلى مساره، وقال مسؤول مصري إن "حماس" ستفرج عن خمسة رهائن أحياء بينهم مواطن أميركي إسرائيلي، مقابل سماح إسرائيل بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ووقف إطلاق النار لمدة أسبوع، كما ستفرج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين، فيما أكد مسؤول في "حماس" أن الحركة ردت بإيجابية على المقترح المصري دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.
من جانبها، كشفت مصادر لوكالة "رويترز" أن القاهرة اقترحت تحديد جدول زمني لإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل جدول زمني للانسحاب الإسرائيلي الكامل بضمانات أميركية، موضحة أن المقترح المصري نص على أن تطلق "حماس" سراح خمس رهائن كل أسبوع، بشرط أن تبدأ إسرائيل تنفيذ المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بعد الأسبوع الأول.
على صعيد متصل، نفت مصر مزاعم متداولة إعلاميا بشأن قبولها لخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة مقابل حصولها على مساعدات اقتصادية، مجددة موقفها الثابت الرافض لاي محاولات لتهجير الفلسطينيين، وأكدت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية أن السياسة الخارجية عموما لم تقم قط على مقايضة المصالح المصرية والعربية العليا بأي مقابل أيا كان نوعه، مشددة على أن الموقف المصري بهذا الشأن ثابت ومبدئي، وهو الرفض القاطع والنهائي لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين من غزة قسرا أو طوعا لأي مكان خصوصا إلى مصر، لما يمثله هذا من تصفية للقضية الفلسطينية وخطر داهم على الأمن القومي المصري، مشيرة إلى أن موقف مصر لنحو ثلاثة أرباع القرن ظل مبدئيا راسخا يعلي من اعتبارات الأمن القومي وحقوق الشعب الفلسطيني.
ولفتت إلى أن مصر تحملت جراء هذا الموقف راضية وصابرة أعباء اقتصادية ومالية هائلة لم تدفعها مطلقا في أي لحظة نحو أي تنازل ولو طفيف في مقتضيات أمنها القومي الخاص وأمن أمتها العربية ولا في حق واحد مشروع للشعب الفلسطيني، مبينة أن مصر لم تكتف برفضها القاطع والنهائي لمشروع التهجير المطروح منذ بدء العدوان على غزة في المسارات السياسية والديبلوماسية، بل أعلنته صراحة منذ الساعات الأولى للعدوان على لسان قيادتها السياسية اتساقا مع أمنها القومي والمصالح العربية العليا وحفاظا على القضية الفلسطينية، مجددة تمسك مصر بمبادئ سياستها الخارجية التي تقوم على الأخلاق والرفض التام لاي اعتبارات يمكن تأثيرها على هذه السياسة.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أن خطة إعادة إعمار قطاع غزة التي أعدتها مصر واعتمدتها القمة العربية الطارئة بالقاهرة والقمة الإسلامية في جدة، ستشهد المزيد من التنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية من أجل الاتفاق على مختلف الجوانب التنفيذية لها، مشددا خلال استقباله رئيس وزراء فلسطين وزير الخارجية محمد مصطفى، على ضرورة الحفاظ على إيقاف إطلاق النار في غزة حتى يتسنى وقف نزيف دماء الشعب الفلسطيني والبدء في عملية التعافي المبكر وإعادة الإعمار، واتفق الجانبان على استمرار التشاور والتنسيق خلال الفترة المقبلة لدعم التحركات الهادفة لتنفيذ خطة إعادة الإعمار والحفاظ على إيقاف إطلاق النار.
في المقابل، شدد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على أن تل أبيب لن تدخل مساعدات لقطاع غزة إذا كانت "حماس" ستستفيد منها، قائلا في مؤتمر صحافي مشترك مع مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالس، إنه "يمكن وقف الحرب غداً إذا تخلت حماس عن سلاحها وأفرجت عن الرهائن."، بينما شددت كالس على أنه يجب ألا يكون لحماس أي دور بغزة في المستقبل، مؤكدة ضرورة بذل مزيد من الجهد للعمل بشأن مستقبل قطاع غزة.
في غضون ذلك، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية استنادا إلى مصادر أن الاحتلال الإسرائيلي يستعد لشن عملية عسكرية هجومية برية واسعة النطاق في غزة، قائلة إن رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو وفريقه الجديد للأمن القومي يخططون لشن هجوم بري كبير، اعتقادا بأن احتلال أجزاء من الأراضي سيسمح لهم بهزيمة "حماس"، فيما أشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو وفريقه المتشدد من كبار مساعديه الذين تم تعيينهم في الأشهر الأخيرة يعتقدون أنه يجب هزيمة "حماس" في ساحة المعركة بالقوة العسكرية قبل التقدم في أي حل سياسي بشأن مصير غزة، قائلة إن نتنياهو وفريقه الجديد، بما في ذلك وزير الحرب يسرائيل كاتس وقائد الجيش إيال زامير يعتقدون أن الهزيمة العسكرية لحزب الله في لبنان العام الماضي واستعداد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدعم تجديد الهجوم ضد "حماس" يمنحهم مزيدا من الحرية في القتال.
من جانبها، حذرت بلدية رفح من أن حي تل السلطان في رفح يتعرض لإبادة جماعية، حيث لا يزال آلاف المدنيين، بينهم أطفال ونساء وكبار سن، محاصرين تحت نيران القصف الإسرائيلي العنيف، بينما أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال استهدف أكبر مستشفى في جنوب القطاع، قائلة إن القصف تسبب في اندلاع حريق كبير في مبنى الجراحة بمستشفى ناصر في مدينة خان يونس.
0 تعليق