عثمان كامارا خريج جورجتاون: حفظي للقرآن الكريم مبكراً شكل مسار حياتي

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تعد رحلة عثمان كامارا من غامبيا إلى جامعة جورجتاون في قطر، وعودته مرة أخرى، شهادة على إيمانه العميق ومرونته وقوة التعليم في تغيير الحياة. «لقد حفظت القرآن، وشكّل مسار حياتي بأكملها، وفتح الطريق ليس فقط لمتابعة التعليم العالي، ولكن لرد الجميل للمجتمعات في جميع أنحاء أفريقيا».
قبيل العام الأخير من المدرسة الثانوية، فاز عثمان بمسابقة تلاوة القرآن الكريم حيث فاز بمنحة دراسية مدفوعة بالكامل لمعهد الدراسات الدينية للبنين، الذي تديره وزارة التربية والتعليم والتعلم العالي في قطر. كانت بداية رحلة ذات مغزى أعدته لمتابعة مهمة حياته التي أخذها على عاتقه والمتمثلة في تحسين التعليم في أفريقيا.
بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، فتحت مصادفة لقاء أثناء وجوده في المسجد الطريق أمامه لحضور برنامج الجسر الأكاديمي (ABP) في مؤسسة قطر، وتقديمه طلب الالتحاق وقبوله في جامعة جورجتاون في قطر.
كان للالتزام بالخدمة المجتمعية بجامعة جورجتاون في قطر صدى عميق مع قيم عثمان الأساسية المتمثلة في التعاطف والعدالة وتمكين المجتمع. لقد انغمس في المبادرات التي تتماشى مع مهمة خدمة الآخرين: توجيه الزملاء والاقران، وتقديم الدعم المعنوي، والدعوة إلى العدالة التعليمية. حتى أن رؤيته غير الأنانية للآخرين أكسبته سمعة كخاطبة: وهو يتذكر باعتزاز قائلا: «تزوج عدد قليل من الأصدقاء بناء على نصيحتي».
عندما تحققت أحلامه الأكاديمية، عاد يفكر دوما بكيفية تحسين المدارس التي تعاني من نقص التمويل في وطنه غامبيا. وفي نهاية عام 2018، سمع أن مدرسته لتحفيظ ودراسة القرآن لن تستمر خلال موسم الأمطار، وبدأ أول حملة تعليمية لجمع التبرعات، وعن هذا يقول: «كانت خطتي هي جمع 100 ألف ريال قطري لبناء مدرسة جديدة تماما» من خلال التبرعات الشخصية من الأصدقاء، وبالفعل جمع 60 ألف ريال قطري، وهو مبلغ أكثر من كاف لبدء البناء.
منذ تخرجه من جامعة جورجتاون في عام 2019، أسس عثمان مؤسسة تعليم جيل (EAG) في غامبيا، ويعمل كمستشار تعليمي في جميع أنحاء أفريقيا، حيث يقود مبادرات مثل «الأطفال في التكنولوجيا» لإدماج وتكامل برامج محو الأمية الرقمية في المدارس الأفريقية.
كما قام عثمان مؤخرا بتصميم وإطلاق «برنامج الجسر الأكاديمي» الخاص به في “أكاديمية لامين وكادي باه” في سيراليون، وعن هذا يقول: «إنه مشروع شخصي للغاية مستوحى من تجربتي التحويلية في برنامج الجسر الأكاديمي التابع لمؤسسة قطر، لقد فهمت بشكل مباشر كيف يمكن لبرنامج إعداد تحضيري منظم أن يمكن الطلاب من المهارات ويمنحهم الثقة والمعرفة للتفوق في أفضل الجامعات».
كما طور المناهج الدراسية التي تركز على إتقان اللغة الإنجليزية، والبحث والكتابة، والتفكير النقدي، ومهارات القيادة، وتدريب المعلمين والموجهين، وإعداد استشارات الصحة النفسية والعقلية، كجزء من روح الرعاية الشاملة، وهو يتذكر ذلك قائلا: «فقد تسعون بالمائة من الطلاب في الأكاديمية والديهم أثناء تفشي وبائي الإيبولا وكوفيد-19. بالنسبة لهؤلاء الطلاب، يعتبر برنامج الجسر أكثر بكثير من مجرد مبادرة أكاديمية. إنه شريان الحياة، والفرصة لإعادة بناء مستقبلهم واليقين بأنهم أيضا يمكنهم التطلع إلى أحلام أوسع وآمال أكبر».
يتأثر عمل عثمان بشدة بالقيم التي غرست فيه أثناء دراسته في جامعة جورجتاون في قطر: القيادة الأخلاقية، والمنظور العالمي والتفكير النقدي، والالتزام بالخدمة المجتمعية. ويركز مشروعه التالي على توسيع دائرة الخبراء في المزيد من البلدان الأفريقية، والدعوة إلى دعم الصحة النفسية في المدارس، وبناء شراكات استراتيجية لتعزيز سياسات التعليم.
نصح عثمان الشباب المتطلع إلى رد الجميل؟ بالقول «ابدأ من حيث أنت الآن. تول القيادة بهدف واضح ونزاهة، لابد من الإيمان بقوة التعليم، حافظ على مرونتك، كقادة شباب، فإن مسؤوليتنا الكبرى التي وهبها الله لنا هي تمكين الجيل القادم. يعتمد مستقبل أفريقيا وتقدم العالم على مدى جودة تعليمنا وزرع الحماس والهمة والارتقاء بأولئك الذين يأتون من بعدنا».
تحتفل جامعة جورجتاون في قطر الآن بالذكرى العشرين لتأسيسها في الدوحة، وتفخر بأنها لعبت دورا ملموسا في تنمية القادة المدفوعين بالقيم الذين يتمتعون بعقلية خدمية مثل عثمان.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق