إسرائيل تقصف ضاحية بيروت للمرة الأولى منذ اتفاق الهدنة

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
XEM107
play icon

الدخان يغطي سماء العاصمة اللبنانية بيروت للمرة الأولى منذ اتفاق الهدنة (أب)

سلام يكثّف المساعي لكبح التصعيد... وواشنطن تعاقب شبكة دعم لـ"حزب الله" وتقدم 10 ملايين دولار لمن يعطل تمويله

بيروت، عواصم - وكالات: في تصعيد هو الأخطر، قصفت إسرائيل العاصمة اللبنانية بيروت للمرة الأولى منذ التوصل لوقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب الأخيرة مع "حزب الله" في نوفمبر الماضي، حيث تم سماع دوي انفجارين ورؤية دخان أسود يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت، وزعم جيش الاحتلال استهدافه موقعا كان يتم استخدامه لتخزين الطائرات المسيرة من قبل الوحدة الجوية 127 التابعة لحزب الله في منطقة الضاحية، فيما سمع دويا هائلا وتمت مشاهدة دخان يتصاعد من المنطقة التي تعهد جيش الاحتلال بضربها، ونفّذ طيران الاحتلال غارة بصاروخين على مبنى في منطقة الحدث بالضاحية الجنوبية لبيروت ودمره تدميراً كاملاً، بعد ثلاث غارات تحذيرية على المنطقة، كما شنّ غارات على عدد من المناطق في جنوب لبنان، وقصفت المدفعية الإسرائيلية عددا من المناطق في جنوب لبنان.

وعقب إعلانه اعتراض قذيفتين تم إطلاقهما من لبنان، استبق جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه بتحذير عاجل للسكان بضرورة إخلاء أجزاء من ضاحية بيروت الجنوبية، وتعهد بالرد على ضربات قال إنه تم شنها من لبنان على شمال إسرائيل، ، وشهدت منطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية لبيروت عملية إخلاء ونزوح كثيف بعد الإنذار الإسرائيلي، وقررت وزيرة التربية والتعليم العالي اللبنانية ريما كرامي دعوة مديري المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية والخاصة الواقعة في هذه المناطق، ومجمع الرئيس رفيق الحريري الجامعي في منطقة الحدث، إلى تعطيلها وإخلائها من المتعلمين والمعلمين والإداريين، وتوخي الحذر في نقل الأولاد حفاظاً على سلامة الجميع، وقال وزير حرب الاحتلال يسرائيل كاتس إنه إذا لم يكن هناك سلام في البلدات الشمالية لإسرائيل، فلن يكون هناك سلام في بيروت أيضا، بينما أعربت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جانين هينيس بلاسخارت عن قلقها البالغ إزاء تبادل إطلاق النار، قائلة "هذه فترة حرجة يمر بها لبنان والمنطقة بأسرها".

وبينما نفى مصدر مسؤول في "حزب الله" أي علاقة للحزب بإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، مؤكداً التزام الحزب باتفاق وقف إطلاق النار، أعلن الجيش اللبناني أنه تمكن من تحديد موقع انطلاق الصواريخ في منطقة قعقعية الجسر - النبطية شمال نهر الليطاني، مشيراً إلى أن إسرائيل صعدت اعتداءاتها على لبنان متذرعة بإطلاق صاروخين من الأراضي اللبنانية، وشن طيران الاحتلال سلسلة غارات على أطراف بلدة كفرحونة بمنطقة جزين، ومرتفعات الريحان - الجبور، وبلدتي عرمتى وسجد في جنوب لبنان، وقصفت المدفعية الإسرائيلية مناطق عدة في جنوب لبنان، وتم إغلاق عدة مدارس رسمية وخاصة في منطقة صور في جنوب لبنان.

من جانبه، واصل رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام مساعيه لوقف التصعيد الإسرائيلي في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، وطلب من قائد الجيش اللبناني رودولف هيكل التحرك السريع لإجراء التحقيقات اللازمة لكشف الجهات التي تقف خلف إطلاق الصواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل، محذّراً من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، وأجرى سلام سلسلة اتصالات بينها اتصال بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وآخر بنائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورجان أورتاجوس، وأدان سلام استهداف إسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت، واصفاً إياه "بالتصعيد الخطير"، مشدداً على وجوب وقف الخروقات الإسرائيلية الدائمة للترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية والانسحاب الكامل من النقاط التي لا زالت تحتلها إسرائيل بأسرع وقت ممكن، منددا بالاعتداءات الإسرائيلية التي تطال المدنيين والمناطق السكنية الآمنة التي تنتشر فيها المدارس والجامعات.

بدوره، شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على موقف بلاده الداعم للبنان وإدانتها الكاملة لقصف بيروت، معيدا في اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، التأكيد على رفض مصر لأية تحركات من شأنها أن تمس أمن وسلامة واستقرار الشعب اللبناني، محذرا من مخاطر التصعيد التي قد تؤدي لانزلاق المنطقة إلى مواجهة خطيرة تهدد الأمن الإقليمي.

من جهته، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعم باريس سيادة لبنان ووحدة أراضيه، قائلا في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس اللبناني جوزاف عون إن غارات الاحتلال على بيروت تنتهك اتفاق إيقاف إطلاق النار، واصفا الغارات التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت بـ"غير المقبولة" وتخالف الاتفاق، بينما دعا عون المجتمع الدولي الى إرغام الاحتلال الاسرائيلي على الالتزام بإيقاف إطلاق النار والتحرك بسرعة لإيقاف تدهور الأوضاع، مدينا المحاولات "البغيضة" لإعادة لبنان إلى دوامة العنف.

في غضون ذلك، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية فرض عقوبات على شبكة مقرها لبنان تضم خمسة أفراد وثلاث شركات بتهمة دعم "حزب الله" من خلال التهرب من العقوبات الأميركية، كما رصدت مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل معلومات تسهم في تعطيل آليات تمويل الحزب.

إخترنا لك

0 تعليق