بين احتواء الهجوم واستمرار الضغط الأميركي على الكويت

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ما جرى أخيراً من تصعيد، ثم تهدئة بين الولايات المتحدة والكويت، يجب قراءته لا كزوبعة انتهت، بل كرسالة سياسية مغلفة بأسلوب الضغط الناعم.

التفاعل الكويتي السريع- من استدعاء السفيرة الأميركية، إلى زيارة السفيرة الكويتية لوزير التجارة في واشنطن، ثم الاتصال الذي أجراه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بنظيره الكويتي، وصولاً إلى إشادة ترامب بالكويت، خلال حفل إفطار رسمي – شكّل بلا شك استجابة ديبلوماسية منظمة وهادئة، ساهمت في امتصاص الهجوم، واحتواء تداعياته الشكلية.

لكن من الخطأ اعتبار ما حدث إنهاءً للخطر، أو نفياً لوجود توجه أميركي للضغط على الكويت، فواشنطن لم تسحب التصريحات، ولم تنفِ مضمونها، بل اختارت تلطيف الأجواء من دون التراجع عن نواياها.

الأهم من ذلك، أن وزير التجارة الأميركي نفسه لم يقدّم أي اعتذار، أو حتى توضيح علني. لم يقل إنه أُسيء فهمه، ولم يلمّح إلى تراجع، ولم يدلِ بأي تصريح لاحق.

هذا الغياب اللافت لا يمكن تفسيره إلا أنه تمسك ضمني بالتصريح، ورفض لتحمّل أي كلفة سياسية أو معنوية له، بل ويمكن اعتباره مؤشراً على استخفاف واضح بردة الفعل، أو على الأقل يقين أن الرد الكويتي لن يتجاوز حدود التهدئة الشكلية.

الملفات التي يُعتقد أن الولايات المتحدة تسعى الى تحريكها باتجاه الكويت تشمل:

• دفع الكويت للاستثمار في مشروعات أميركية ستراتيجية.

• تقديم تسهيلات اقتصادية، أو تجارية أوسع للشركات الأميركية.

• التجاوب، ولو رمزياً، مع مسار التطبيع مع إسرائيل.

• إعادة ضبط موقف الكويت من إيران ليتماهى مع سياسة ترامب التصعيدية.

بمعنى آخر، واشنطن وجهت إنذاراً ناعماً، وراقبت رد الفعل الكويتي، واحتوته دون أن تتراجع عن رسالتها الأصلية.

أما الإشادة بالكويت، فهي جزء من البروتوكول السياسي الأميركي التقليدي الذي لا يلغي الحسابات الستراتيجية الكامنة.

وما حصل كان امتصاصاً ذكياً للهجوم، لا نهاية للخطر. والتحدي اليوم ليس فقط في الردود الديبلوماسية، بل في بناء رؤية ستراتيجية كويتية تفكك الرسائل الأميركية، وتستعد للمرحلة المقبلة بما يوازن السيادة مع متطلبات التحالف، دون رضوخ أو اندفاع.

إخترنا لك

0 تعليق