تقليد تراثي يستهوي الفتيات في العيد.. رواج نقوش «الحناء» في سوق واقف

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

سجلت خبيرات نقوش الحناء حضوراً بارزاً في عيد الفطر، مع تزايد الإقبال من الفتيات من مختلف الأعمار لرسم النقوش التراثية أو العصرية الخفيفة على أيديهن في سوق واقف، الذي يشهد أجواء مميزة من الترفيه والسعادة والمرح. 


وامتزجت مظاهر الاحتفال بعيد الفطر السعيد برائحة الحناء التي تطيب جنبات السوق وجمال النقوش التي تزين سواعد الفتيات، في أحد مظاهر الفرح والسرور التي تعم الجميع بمقدم العيد السعيد.
واستعرضت «أمنية» - خبيرة نقوش الحناء - تنوع أشكال النقش الخاص بالفتيات ومنها نقش الورود واللازوردي والعماني والطاووس إضافة لنقشي الخليجي والهندي، اللذين يعدان من أكثر الأنواع تفضيلا عند النساء في قطر، خاصة في المناسبات السعيدة والأعياد، حيث تمتاز الأولى بالورود الصغيرة، بينما تتخذ الثانية هيئة نقشات دقيقة على شكل أساور أو سلاسل، والتي تمتد إلى كوع اليد، مبينة أن المدة التي يستغرقها النقش في المناسبات ومنها العيد تستمر ساعة تقريبا، بينما يزيد وقت النقش للعروس لأكثر من 5 ساعات تقريبا.

نقوش عصرية
وأكدت على تزايد الإقبال على الحناء من الفتيات بمختلف الجنسيات والأعمار، بصفته أحد أهم أشكال الاحتفاء بالمناسبات السعيدة والأفراح والأعياد، خاصة أن الحناء يصنع الفرح والبهجة في نفوس الفتيات خلال أيام عيد الفطر المبارك، وأكدت أن الصالونات والحنايات يتسابقن على تقديم خدمة الحنة في العيد خاصة في الأماكن الحيوية والسياحية في الدولة مثل سوق واقف والحي الثقافي ومشيرب وغيرها من الأماكن.. لكثرة الطلب عليه.
وأوضحت أن الكثير من الفتيات يتطلعن إلى تخضيب أيديهن بنقوش عصرية خفيفة، تُظهر جمال اليد وتضفي عليها نقشا جميلا، ولكن هناك من بين الفتيات من يطلبن النقوش التراثية الكلاسيكية، ولا سيما خلال المناسبات الوطنية والأعياد. وتسجل هذه النقوش طلباً عالياً بين النساء والشابات.
وتعتبر الحناء من الممارسات التراثية، التي امتدت عبر العصور بين فئات المجتمع المختلفة ومازالت منتشرة حتى يومنا هذا في استخدامات الزينة الأساسية عند المرأة والعلاج والتداوي.
وتعتبر الحناء هي أحد أبرز الرموز الثقافية والتراثية في العالم العربي، وتعد من الموروث الشعبي لما لها من مكانة متميزة.

رمز ثقافي
وأكدت أن الحناء رمز ثقافي وتراثي في قطر ودول الخليج العربي ولها مكانة متميزة لدى غالبية النساء كونها أحد عناصر التميز في المناسبات والحفلات والأفراح، كما تعتبر الحناء علاجا لبعض الأمراض الجلدية وكان يستخدمها الرجال والنساء على حد سواء وكذلك الأطفال.
وأشارت إلى أن الصالونات والحنايات توفر خيارات كثيرة من أشكال النقوش القديمة والعصرية التي تقبل عليها الشابات، وبعضها يعرض هذه الأشكال الهندسية عبر «الكتالوجات» ومن خلال «الأيباد» وما تتيحه شبكة الإنترنت، وكلها تُطلب من «الحناية» التي تعمل على تنفيذها طبقاً للأصل، لافتة إلى أن الإقبال المتزايد على النقش في المناسبات والأعياد جعلها تقليدا تراثيا مستمرا، يتطور ويمارس كمهنة ومصدر للرزق في كثير من المواسم والأفراح بأنواعها، ويكون له رسومات بألوان مختلفة، مع تلبية طلبات الفتيات بما يخترن من أشكال، مع تفاوت في الأسعار حسب نوع وطريقة تحضير النقش ودقة الرسمة وحجمها وطولها.

20250331_1743447345-947.jpg?1743447345

مواد طبيعية
وتحرص بعض خبيرات الحناء على اضافة مواد طبيعية على «الخلطة» للحصول على اللون الأحمر القاني بينما لون الحناء الأصلي هو الأخضر. أما أوراقها فتشبه أوراق شجرة الزيتون، ولونها يميل للون البني بينما أزهارها بيضاء اللون، فيما يبلغ طول شجرة الحناء من (10 - 12) قدما، وتزرع في جميع الأراضي الصالحة للزراعة.
وبالنسبة للون صبغ الحناء فهو اللون الأحمر الفاتح، واللون الأسود.
أما طريقة استعمالها فتأخذ أوراقها وتجفف ثم تطحن، ويضاف إليها القليل من الليمون والملح لزيادة التماسك والثبات إضافة إلى الماء، ثم تكون على شكل عجينة لينة تصبح الحناء بعد ذلك جاهزة للاستعمال، فيكون لونها في هذه الحالة لوناً أخضر، وله رائحة عطرية فواحة جميلة.
وفي كتابه «الحناء زينة المرأة في الخليج» تناول الكاتب والإعلامي صالح غريب الخصائص المميزة للمرأة العربية أناقتها وطريقة اهتمامها بنفسها ومظهرها، والتي تعتمد بالأساس على ثلاثة عناصر مهمة هي: الكحل والحناء والعطور العربية التقليدية.
كما يتناول الكتاب تاريخ الحناء وأنواعها ومميزاتها واختلافها من بلد إلى آخر، وكيف تتزين بها النساء كأول خطوة للاحتفال بأهم قراراتها في الحياة وهو الزواج، ومكانة الحناء عند المرأة العربية لا سيما القطرية، حيث تخصص ليلة كاملة خلال احتفالات الزواج للحناء، فتجتمع العائلة والأصدقاء حول العروس وتزين بالحناء قبل ليلة الزفاف، كما أن وضع الحناء لا يقتصر على الأيدي بل على الأرجل كذلك التراث العالمي.

إرث ثقافي على قائمة «اليونسكو»

تسعى دولة قطر ممثلة في وزارة الثقافة والمؤسسات المعنية وعدد من الدول العربية إلى إدراج الحناء على قائمة التراث الثقافي غير المادي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، كخطوة مهمة لإبراز الأهمية التي تتمتّع بها الحنّاء في ثقافتنا وهويتنا العربية والخليجية، والتي تتقاطع فيها مع العديد من ثقافات العالم، فقد تنوعت استخدامات الحنّاء في مجتمعاتنا بين الطبابة والزينة، إضافة إلى أنها رمز خاص في المناسبات الاجتماعية ومظهر من مظاهر الاحتفال وأداة خاصة للتعبير عن الفرح والابتهاج.
وينضم هذا الملف إلى ثمانية ملفات عربية وخليجية مشتركة وتجمع الدول العربية روابط ثقافية وتاريخية وجغرافية تمهد الطريق نحو المزيد من التكامل في جهودنا لصون وتسجيل موروثنا الشعبي وعاداتنا وتقاليدنا العريقة، لما يختزله التراث الثقافي غير المادي من رصيد معرفي، ومخزون حضاري.

الحناء.. نبتة معمرة

شجرة الحناء نبتة معمرة مستديمة الخضرة خضراء اللون وتتحول للبني عند النضج اوراقها بيضاوية الشكل وازهارها بيضاء ذات رائحة عطرية قوية ومميزة ولان الحناء عرفت منذ القدم فهي ارتبطت ببعض المعتقدات مما جعل لها مكانة مميزة عند بعض الحضارات والتي تمتد اثرها على الأجيال المتلاحقة. وتستخدم الحناء في علاج الامراض الجلدية والامراض الفطرية والحروق فالحناء تعتبر مضادة للفيروسات والالتهابات وتحتوي على مواد مطهرة تعمل على تنقية البشرة ومواد قابضة تساعد على وقف النزيف.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق