انخفضت أسعار النفط الآجلة في تداولات الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوياتها في أكثر من ثلاثة أعوام مسجلة خسائر أسبوعية نسبتها بلغت نحو 10 بالمئة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم على واردات الولايات المتحدة من جميع دول العالم هي الأعلى منذ أكثر من قرن.

وأكد عدد من الخبراء والمختصين في شؤون النفط والطاقة في تصريحات لـ "كونا" أن من أسباب انخفاض أسعار النفط ارتفاع مخزونات النفط الخام التجارية الأمريكية بنحو 6.2 مليون برميل لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ يوليو 2024 وهي 8 .439 مليون برميل مدفوعة بزيادة حادة في واردات النفط الخام الكندية.

وقال المحلل النفطي ورئيس مركز الأفق للاستشارات الإدارية خالد بودي إن قرار رفع الرسوم الجمركية شكل عامل ضغط على الأسعار بسبب المخاوف من حدوث ركود اقتصادي حيث أدت هذه المخاوف إلى انسحاب الكثير من المضاربين من سوق النفط متوقعا تراجع أسعار النفط خاصة أن المضاربات تشكل ما بين 30 و 40 بالمئة من الطلب على النفط.

وأضاف أن هذا الانخفاض مؤقت وقد يؤثر على الأسعار لفترة لا تزيد عن ستة أشهر إذ من المتوقع أن تتعافى الأسعار بعد ذلك بسبب النمو المستمر في الطلب على النفط.

وأفاد أن قرار (أوبك بلس) يوم الخميس الماضي برفع زيادة إنتاج النفط من الزيادة المقررة سابقا وهي 135 ألف برميل يوميا إلى 414 ألف برميل يوميا شكل أيضا ضغطا كبيرا على الأسعار.

بدوره قال المستشار في مجال النفط والبتروكيماويات جمال الغربللي إن أسواق النفط شهدت تراجعا ملحوظا بعد إعلان ترامب فرض رسوم جمركية على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة عازيا هذا التراجع إلى المخاوف من اندلاع حرب تجارية عالمية قد تؤثر سلبا على النمو الاقتصادي والطلب على الوقود.

من جانبه قال الخبير والاستشاري النفطي الدكتور عبدالسميع بهبهاني إن التعريفات الجمركية تشكل إحدى أبرز الأدوات الاقتصادية المستخدمة خلال الأزمات إلا أن تأثيرها على الاقتصاد العالمي يظل موضوعا معقدا.

وأضاف أنه في ظل التوترات التجارية تشهد أسواق المال تراجعا مؤقتا لكنها تعاود الانتعاش بسرعة نسبية نظرا لطبيعة تعاملها الديناميكي مع الأحداث .