لا يمكن لأي إنسان أن ينام بسلام، إذا كان يواجه ضغطاً، أو نزاعات في حياته.
فأحياناً، تأخذ الأشياء منعطفاً غير متوقع، وتتسبب في تغيير مسارنا الذي كنا نخطط له.
قد ينجم عن هذه التغييرات نزاعات ومشكلات، لكن في نهاية المطاف، سيحاسبنا الحق على كيفية تعاملنا معها.
قد يتجاهل البعض أهمية الحق ويصر على الحفاظ على موقفهم أو اعتقاداتهم بغض النظر عن الظروف، لكن الحقيقة هي أن الحق قديم وثابت، وهو ما يجب أن نلتزم به في كل الأوقات، وبخاصة عندما نخطئ الطريق، لكن ماذا يعني الرجوع إلى الحق؟
عندما نتعامل مع مواقف الحياة بطريقة غير صحيحة، أو نخطئ في اتخاذ القرار، لذا يجب أن نراجع أنفسنا ونعود إلى الحق، فهو القاعدة الأساسية للأخلاق، والأخلاقيات، وعندما ننحرف عنها نشعر بالندم والإحباط.
قد يكون من السهل تجاهل أخطائنا، وعدم الاعتراف بها، لكن الحقيقة هي أنها ستظل موجودة وتؤثر على حياتنا في المستقبل، لذلك من الأفضل أن نعترف بأخطائنا ونتوجه نحو الحق، لأن بمجرد أن نفعل ذلك سنشعر بتحسن كبير في حياتنا اليومية.
ليست هناك حقيقة واحدة فقط في الحياة، لكن الحق هو ما ينبغي أن نلتزم به لنستمتع بحياة صحية وسعيدة. ورغم أن الباطل قد يبدو أكثر جاذبية في بعض الأحيان، إلا أن الشخص الذي يعود إلى الحق سيكون أكثر توازناً وناجحاً في النهاية.
يجب أن نتذكر أن الحق ليس فقط عبارة عن قواعد وأخلاقيات، بل هو أيضاً عن الحقوق والواجبات.
يجب أن نحترم حقوق الآخرين، ونعاملهم بإحسان وليس بالظلم أو الاستغلال، ومن المهم أيضاً أن نلتزم واجباتنا تجاه الأسرة والمجتمع، ونساعد في خدمة الآخرين، وتحقيق الخير للجميع.
يجب أن نعترف أن العيش في الباطل يؤثر على حياتنا، فعندما نعتمد على الكذب والخداع نشعر بالخوف والارتباك، وتفقد حياتنا أي اتجاه وهدف، وعندما نلتزم الحق، نشعر بالسلام والثقة، ونستطيع النظر إلى أعلى وإلى الأمام.
في النهاية، الحق هو أساس حياتنا، ولا يمكننا تجاهله أو نسيانه، عندما نرجع إليه، نجد السلام الداخلي، ونستعيد توازننا، فإذا واجهت تحديات في حياتك وضغوطات، لا تستمر في الباطل، بل اعترف بأخطائك وعد إلى الحق، فهذا هو السبيل للتغلب على الصعاب وبناء حياة أفضل لنا وللآخرين من حولنا.
في النهاية، كما قال فولتير: "الحقيقة دائماً مرة واحدة واضحة ومستقرة، بينما الباطل متعدد ومتغير وضبابي"، لذلك، لن يكون هناك أي شيء أفضل من الحق، فلنعد إليه ونستمتع بحياتنا بنهج صحيح وسليم.
كاتب كويتي
0 تعليق