حوارات
يُسبِّب بعض الأفراد الإجهاد النفسيّ السلبيّ لأنفسهم، وكأنّهم يحرّضون أنفسهم ذاتيّا على الانغماس في مزيد من المعاناة، البدنيّة والنفسية، في حياتهم الخاصة، وأثناء تعاملهم مع الآخرين في العالم الخارجي، مما يؤدّي الى إجهادهم، نفسيّا وبدنيّا، ومن بعض أسباب الإجهاد النفسيّ السلبيّ ذاتِيّ النَّشأة، نذكر ما يلي:
-تحميل النفس والجسم ما لا يطاق: يحمّل بعض الأفراد أجسامهم وعقولهم ما لا تطيق، إمّا بسبب نسيانهم أنّ لأنفسهم عليهم حق،وإما بسبب سعيهم لإثارة اعجاب الآخرين،وإما للحصول على قبولهم ورضاهم، وينغمسون تلقائيّاً في كثير من المعاناة ذاتيّة النشأة، بسبب تناسيهم لحدود طاقاتهم البشرية.
-إهمال الاهتمام بالحالة النفسية والبدنيّة: يهمل البعض حالاتهم النفسية والبدنيّة، فلا يحرصون على سبيل المثال على ممارسة الرياضة، أو تعلّم وسائل الاسترخاء، ويستمرون يأكلون الأطعمة المضرّة (الأغذية المصنّعة)، ولا يشربون الماء بشكل كافٍِ، ولا يتناولون المكمّلات الغذائية الضرورية، ولا يهتمون بتقوية مناعتهم النفسية، عن طريق تعلّم المهارات الاجتماعية الفعّالة.
- تحمّل مسؤولية أخطاء الآخرين: يزيد المرء نفسه إجهاداً إذا أخذ على عاتقه تحمّل مسؤوليات أخطاء أشخاص بالغين، بزعم المساعدة أوالتأييد النفسيّ.
ويفرط في تضييع طاقاته البدنيّة والنفسيّة لرفع المعاناة عن أفراد آخرين يمتلكون القدرات المناسبة، لتحمّل مسؤوليات أقوالهم وأفعالهم، ولكنهم يفضّلون ممارسة الاتكاليّة السلبية على الآخرين.
- الحساسيّة النفسيّة المفرطة: تزيد شدّة الإجهاد النفسي الطبيعي إذا كان الفرد يعاني من الحساسية النفسية المفرطة، فيكون تأثير الأحداث الحياتية الاعتيادية عليه أكثر مما يستطيع تحمّله، بسبب عدم اهتمامه بتقوية مناعته النفسية، وعدم رغبته تعلّم مهارات التكيّف، والتصدّي الفعّال للمتلاعبين، أو التعامل الناجح مع الضغوط النفسية التي تتسبّب بها بيئة العمل الوظيفي على سبيل المثال، فيصبح المرء معرّضاً غالب الوقت للتأثّر السلبيّ الشديد بكل ما يتعرّض له من تحديّات حياتية طبيعية، ومتوقّعة في عالم اليوم المضطرب.
- التفكير الزائد عن الحد في نوايا الآخرين: يشكّك البعض في نوايا كل الناس، ممّا يسبّب لهم مزيداً من الضغوط النفسيّة، وما يزيد عن حدّه سينقلب حتماً الى ضدّه.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@
0 تعليق