غزة على رأس الأولويات... تقرير لـ «فرانس برس»: دور قطري بارز في الوساطة الإقليمية والدولية

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كشف تقرير لوكالة «فرانس برس» عن الدور اللافت الذي تلعبه قطر في صناعة السلام، حيث تبرز كوسيط إقليمي ودولي يسعى لحل النزاعات المستعصية. وليست الدوحة وحدها في هذا المضمار، إذ تشارك دول خليجية أخرى في معالجة قضايا عالمية، لكن قطر تتألق بجهودها الدبلوماسية المكثفة التي باتت علامة فارقة في سياستها الخارجية.
وأبرز التقرير أن الدوحة انخرطت في الأشهر الأخيرة، بقوة في مفاوضات شائكة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة «حماس»، بهدف إخماد نيران (العدوان على قطاع غزة). مشيرة إلى أن هذه الجهود لم تأتِ من فراغ، بل تعكس التزام الدوحة الراسخ بإنهاء المعاناة وإحلال الاستقرار في المنطقة.
وأظهر التقرير أن مساعي قطر لم تقتصر على الشرق الأوسط، فقد امتدت جسور وساطتها لتشمل إيران في السابق، وصولاً إلى استضافة محادثات حاسمة بين الحكومة الكونغولية وحركة «أم 23» في الدوحة، حيث التقى الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي بنظيره الرواندي بول كاغامي، في محاولة لإطفاء شرارة القتال في شرق الكونغو.
ولم تتوقف الجهود هنا، فقد نجحت قطر في إعادة أطفال أوكرانيين كانوا قد نُقلوا إلى روسيا، في خطوة إنسانية أثارت الإعجاب.

ركيزة سياسية
والوساطة ليست مجرد أداة دبلوماسية عابرة بالنسبة لقطر، بل ركيزة سياسية تعكس رؤيتها لعالم يسوده السلام. تعتمد الدوحة على الحوار والدبلوماسية الوقائية كأولوية، ما جعلها ملاذًا موثوقًا تلوذ به الأطراف المتنازعة طلبًا للحلول.
وبفضل حيادها ومصداقيتها، اكتسبت قطر سمعة عالمية كوسيط يُدعى لحل الأزمات، شريطة موافقة جميع الأطراف.
وفي عام 2023، عززت الدوحة هذا الدور بتعيينات وزارية جديدة في الخارجية، مكرسة فرقًا متخصصة من كبار المسؤولين والدبلوماسيين لتطوير آليات الوساطة. ولم تكتفِ بذلك، بل عمقت تعاونها مع دول رائدة مثل السويد والنرويج وفنلندا عبر توقيع مذكرات تفاهم لتعزيز السلام وحل النزاعات. وتتبنى قطر استراتيجية متعددة الأبعاد في صناعة السلام، فتفتح قنوات تواصل مع أطراف غير حكومية، وتدعم الفئات المهمشة كالنازحين والنساء، وهذا النهج الشمولي يعزز مسارات الحوار الرسمية وغير الرسمية، ليصبح أداة فعالة في بناء السلام المستدام.

مسيرة تتألق
ومنذ عام 2004، تصاعدت جهود قطر في مجال الوساطة بوتيرة مذهلة. سواء كان ذلك بوقف إطلاق النار، أو استعادة العلاقات الدبلوماسية، أو الإفراج عن الرهائن، أو تبادل الأسرى، أو دعم الحوارات الوطنية، أو تسوية النزاعات الحدودية، أو تعزيز الجهود الإنسانية؛ فقد تركت الدوحة بصمة واضحة في توقيع اتفاقيات سلام غيرت ملامح الصراعات الإقليمية والدولية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق