تطور العلاقات الثقافية بين قطر ومصر يعكس عمق الروابط التاريخية

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

محليات

22

13 أبريل 2025 , 08:11م
alsharq

قطر ومصر

الدوحة - قنا

 

تشهد العلاقات الثقافية بين دولة قطر وجمهورية مصر العربية، تطورا ملحوظا، انعكاسا للعلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، حيث يجمعهما العديد من المشتركات الثقافية والفنية والتراثية، تنطلق من عمق الثقافة العربية، وجذورها الممتدة عبر التاريخ.

وترسخ الفعاليات الثقافية المتبادلة بين البلدين، روح الأخوة والتفاهم، وسط حرص الجانبين على تعميقها، في ظل تطلع مبدعي الدولتين الدائم إلى مزيد من التعاون الثقافي والفني المشترك، على نحو ما تعكسه مشاركاتهم في الفعاليات الثقافية المختلفة، بما يسهم بدوره في تعزيز التقارب وتبادل الخبرات والتجارب بينهم، انطلاقا مما يزخر به البلدان من عمق ثقافي، وحراك فني، وجذور تراثية.

ويتجلى التعاون الثقافي المشترك بين البلدين في جوانب متنوعة ما في ذلك الفعاليات الثقافية المتبادلة مثل الأسبوع الثقافي المصري الذي استضافته دولة قطر خلال شهر يناير الماضي، في درب الساعي، حيث شكلت فعالياته، محطة انطلاق جديدة للتعاون الثقافي بين البلدين، إذ قدمت خلاله وزارة الثقافة المصرية مختلف ألوان الحياة المصرية إلى الجمهور في قطر، من فنون وموسيقى ومأكولات مصرية شعبية، استقطبت إليها جمهورا غفيرا من المواطنين والمقيمين.

وأعاد هذا الأسبوع، الذاكرة إلى أسبوع مماثل، شاركت به وزارة الثقافة المصرية، الدوحة، اختيارها عاصمة للثقافة العربية في عام 2010، عندما جرى تقديم عرض مسرحي، ومعرض للفن التشكيلي، وندوات أدبية، عن الثقافة المصرية، والمشترك بينها وبين نظيرتها القطرية، بمشاركة نخبة من مبدعي البلدين.

ويدعم البلدان الجهود العربية المشتركة، لحفظ التراث، وتحقيق تكامل عربي من خلال مشروعات رقمية، وورش عمل إقليمية، لاسيما التعاون المشترك مع لجنة "ذاكرة العالم" للمنطقة العربية، والتي جرى إطلاقها في ختام المؤتمر الإقليمي "الذاكرة في التراث: تعزيز التعاون بشأن التراث الوثائقي في المنطقة العربية"، ونظمته دار الوثائق القطرية خلال شهر يناير الماضي، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/، وشهد انتخاب الدكتور أحمد عبدالله البوعينين أمين عام دار الوثائق القطرية، رئيسا للجنة، والدكتور شريف كامل شاهين، أستاذ المكتبات والوثائق في كلية الآداب بجامعة القاهرة، نائبا للرئيس.

وفي هذا السياق، يظهر التعاون في الملفات التراثية المشتركة لتسجيل عناصر تراثية عربية ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي التابعة لـ/اليونسكو/، مثل ملفات النخلة، والخط العربي، وغيرهما، والاتجاه حاليا إلى ترشيح "السنبوك: المراكب الشراعية"، كملف عربي مشترك، حيث شهدت الدوحة خلال شهر فبراير الماضي، الاجتماع الثاني لهذا الغرض، ضمن اجتماعات متتالية، تمهيدا لإعداد هذا الملف.

وتعزيزا للتعاون الثقافي بين البلدين، سبق أن أعلنت وزارة الثقافة المصرية عن أن دولة قطر ستحل ضيف شرف النسخة الثامنة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2027، ما يعكس عمق العلاقات الثقافية بين البلدين، لاسيما في المشاركات المتبادلة لمعارض الكتاب.

وعلى هذا النحو، جاءت مشاركة مكتبات سور الأزبكية بالقاهرة، لأول مرة في خارج مصر، في النسخة الثالثة والثلاثين لمعرض الدوحة الدولي للكتاب 2024، لتعكس التعاون الثقافي المتنامي بين قطر ومصر، حيث تم جلب ثماني مكتبات من سور الأزبكية العريق، التي يصل عمرها إلى 100 عام، ليقدمها المعرض إلى جمهوره، بالإضافة إلى مشاركة دور النشر المصرية المختلفة في ذات النسخة، وسط حفاوة كبيرة من عشاق القراءة، واقتناء الكتب القديمة.

وفي المقابل، شكلت مشاركة دولة قطر في فعاليات الدورة السادسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في يناير الماضي، انعكاسا مهما لتعزيز التعاون الثقافي المشترك، واعتبرت هذه المشاركة الأكبر لدولة قطر على مدى دورات هذا المعرض، حيث ضمت المشاركة أجنحة لوزارة الثقافة، والهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم، وأكاديمية الشرطة، ودار الوتد، إلى جانب دار روزا، ودار كتارا للنشر.

كما تضمنت المشاركة القطرية في ذات النسخة من المعرض، ندوات وجلسات حوارية ناقشت المشهد الثقافي العام، ومنها صناعة النشر في العالم العربي، وإلقاء الضوء على الثقافة القطرية، من حيث ثراؤها وتنوعها، بجانب تجهيز شاشات تفاعلية في جناح وزارة الثقافة لتعريف زوار المعرض بالحرف القطرية الشعبية.

ويحرص مبدعو البلدين على المشاركة في مختلف الفعاليات الثقافية والفنية، من عروض فنية، ومعارض تشكيلية، وأخرى للتصوير الفوتوغرافي، بجانب المؤتمرات والندوات الأدبية، بالشكل الذي يعكس تبادل الخبرات والتجارب الإبداعية المختلفة، انطلاقا من ركائز ثقافية راسخة تجمع البلدين.

وفي هذا الإطار، يشارك مبدعون مصريون في العديد من الجوائز الثقافية التي تطلقها دولة قطر، وحصدوا على إثرها العديد من المراكز المتقدمة، ومنها على سبيل المثال، جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، وجائزة كتارا لتلاوة القرآن، وجائزة كتارا للرواية العربية، وجائزة /كتارا/ للمخطوطات والأماكن الأثرية، وجائزة كتارا لشاعر الرسول، صلى الله عليه وسلم، وجائزة الكتاب العربي.

ولم تتوقف مشاركة المبدعين المصريين عند الجوائز الثقافية القطرية فقط، بل كان لهم حضورهم في معارض الفن التشكيلي، التي تشهدها دولة قطر، على غرار تلك المعارض التي تنظمها وزارة الثقافة، ومتاحف قطر، والمؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/، والجمعية القطرية للفنون التشكيلية، ومركز سوق واقف للفنون، وجاليري المرخية.

في المقابل، شكل الفن التشكيلي القطري حضورا لافتا في العاصمة المصرية، إذ يشارك العديد من الفنانين التشكيليين في العديد من معارض الفن التشكيلي في مصر، على غرار مشاركة عدد من رواد الفن التشكيلي القطري في عدة معارض بالقاهرة، مثل مشاركة الفنان التشكيلي سلمان المالك، الحائز على جائزة الدولة التشجيعية في مجال الفنون والآداب فرع فن الكاريكاتير في دورتها الخامسة لعام 2015 / 2016، في معرض "8/5"، بمشاركة عدد من الفنانين العرب، بجانب مشاركة الفنان التشكيلي يوسف أحمد، في معرض جاليري /ضي/، ضمن مشاركات عربية أخرى، بالإضافة إلى معرض "سوالف" للفنانة التشكيلية وفيقة سلطان العيسى، والذي احتضنه مركز الهناجر للفنون بدار الأوبرا المصرية.

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق