في خطوة غير معتادة، خرج أكثر من 100 ضابط سابق في جهاز الموساد الإسرائيلي وأطباء احتياط في الجيش عن صمتهم، ووجّهوا رسالة مباشرة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مطالبينه فيها باتخاذ قرار عاجل بوقف الحرب على غزة، والعمل فورًا على إنقاذ الرهائن الإسرائيليين المحتجزين هناك.

الرسالة التي وقّع عليها عدد من أبرز الشخصيات الأمنية والطبية في إسرائيل، حملت نبرة حادة غير مسبوقة، واتهمت الحكومة الحالية بإضاعة الفرص وتأخير أي تقدم ممكن في ملف الرهائن، بسبب ما وصفوه بـ”حسابات سياسية ضيقة” تُقدَّم على حساب الأرواح.

الضباط والأطباء عبّروا عن قلقهم العميق من استمرار العمليات العسكرية دون نتائج واضحة، مؤكدين أن المسار الحالي لا يخدم الأمن القومي ولا يحقق أي هدف استراتيجي حقيقي، بل يزيد من تعقيد المشهد ويُضعف موقف إسرائيل دوليًا وإنسانيًا.

وجاء في الرسالة أن “الحكومة تسير في طريق مسدود، لا يحمل نصرًا، ولا يوفر أمنًا، بل يترك العائلات الإسرائيلية رهينة للألم والانتظار”، وأضافوا أن تجاهل صوت العائلات التي تطالب بعودة أبنائها يُعد تقصيرًا لا يمكن غفرانه، وسيدوَّن في صفحات التاريخ كفصل من الفشل السياسي والقيادي.

هذا التحرك من داخل المؤسسة الأمنية والطبية يُعتبر دلالة واضحة على حجم الغضب والرفض داخل قطاعات مؤثرة من المجتمع الإسرائيلي لطريقة إدارة الحكومة للأزمة، خاصة في ظل تنامي الضغوط الشعبية وتراجع الثقة في جدوى العمليات العسكرية المستمرة منذ شهور.

ويبدو أن الرسالة جاءت في توقيت حرج، مع تصاعد التوترات الداخلية في إسرائيل، وازدياد الأصوات المطالبة بمحاسبة الحكومة على أدائها في ملف غزة والرهائن، ما يضع نتنياهو تحت ضغط متزايد قد يُرغمه على إعادة النظر في مسار الحرب وخياراته القادمة.