«هآرتس»: «حماس» ليست نازية... وغزة ليست دريسدن الألمانية

المصدر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف


- مقارنة «حماس» بالنازيين تهدف إلى تحرير جيش الاحتلال والإسرائيليين تماماً من أي اعتبارات أخلاقية وضمير وقانون دولي
- الحرب على غزة لم تعد حرباً دفاعية بل انتقاماً وهي ليست مثل الحرب العالمية الثانية
- القصف الإسرائيلي على غزة دمر 70 في المئة من منازلها... أكثر بنحو 20 في المئة من المباني التي هُدمت في دريسدن

كتبت صحيفة «هآرتس»، أن «من يؤيدون ارتكاب المجازر في قطاع غزة من الإسرائيليين، يبررون ذلك بأن البريطانيين والأميركيين لم يراعوا الضمير والأخلاق والقانون الدولي في حربهم ضد النازيين الألمان في الحرب العالمية الثانية».

ووفق هذا المنطق، يدعي أنصار الحرب على غزة - كما تفيد الصحيفة الإسرائيلية - بأن على إسرائيل أن تفعل بحركة «حماس» وسكان القطاع مثلما فعلت القوات البريطانية والأميركية من قصف مكثف على مدينة دريسدن الألمانية في 13 فبراير 1945.

منذ 11 دقيقة

منذ 11 دقيقة

وكانت نتيجة ذلك القصف المكثف إبان الحرب العالمية الثانية أن بدت دريسدن، خلال 23 دقيقة فقط، وكأنها مغطاة بسجادة من القنابل، ودُمِّر مركز المدينة بالكامل، وسويت أبنيتها بالأرض.

ويقول مراسل الصحيفة نير حسون، إن «المقارنة بين حماس والنازيين ظهرت مباشرة» بعد هجوم المقاومة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وفي ذلك الحين، وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مقاتلي «حماس» بأنهم «النازيون الجدد» بل قال إنهم «أسوأ من النازيين».

ويعتقد المراسل أن المقارنة تهدف إلى تحرير جيش الاحتلال والإسرائيليين تماماً من أي اعتبارات أخلاقية وضمير وقانون دولي «فعندما تحارب النازيين فكل شيء مباح، وإلا سينتهي بنا المطاف في أوشفيتز»، في إشارة إلى معسكر اعتقال اليهود الذي كانت تديره ألمانيا النازية في الجزء المحتل من بولندا إبان الحرب العالمية الثانية.

ووفقا لكاتب المقال، فإن هذا تصور مشوه للواقع ولا أساس له من الصحة، وينبغي على الإسرائيليين التخلص منه.

وخلص إلى أن النقاش العام والسياسي داخل إسرائيل حول الحرب يجب أن يأخذ في الاعتبار وجهات نظر واعتبارات أخرى، تناولها في 6 نقاط:

1 - الحركة الصهيونية نجحت في تأسيس إسرائيل وجعلتها دولة غنية وقوية تعتمد على جيش قوي ونظام تحالفات عالمي ومخزون كبير من الأسلحة غير التقليدية.

ويعلق مراسل «هآرتس» على الاعتقاد السائد في إسرائيل بأن الدولة لم تنجز شيئاً ولا تزال تواجه كتائب نازية بلا حول ولا قوة، بالقول إن من شأن ذلك أن يقضي على كل إنجازات الحركة الصهيونية بضربة واحدة.

2 - قصف دريسدن أصبح حدثاً تاريخياً مهماً، ليس لأنه كان الأكثر فتكاً أو تدميراً، لكن بسبب الأكاذيب التي كانت تبثها آلة الدعاية النازية. فقد ادعى وزير الدعاية جوزف غوبلز بأن 200 ألف مدني قُتلوا في دريسدن، وذكرت دراسات لاحقة أن عددهم لم يتجاوز 25 ألفاً.

وفي غزة، على سبيل المقارنة، استشهد ضعف ذلك العدد، وهو تقريباً نفس عدد من قُتلوا نتيجة إلقاء القنبلة النووية على مدينة هيروشيما اليابانية.

وأشار المقال إلى أن القصف الإسرائيلي على غزة دمر 70 في المئة من منازلها، أي ما يزيد بنحو 20 في المئة من المباني التي هُدمت في دريسدن.

3 - تقديم «حماس» كحركة نازية هو ما يمكّن الجيش الإسرائيلي من اتباع سياسة إطلاق النار بلا قيود. وهذه سياسة - برأي حسون - لا تخدم أمن إسرائيل بل تقوضه.

4 - التفجيرات في قطاع غزة توفر للحركة أهم مورد لها، وهو تجنيد عشرات الآلاف من «الأيتام» للجهاد ضد من يعتبرونهم قتلة آبائهم.

5 - لكي يدرك العالم أن «حماس» مثل النازيين، فإن ذلك يتطلب الادعاء بأن إسرائيل هي الضحية الدائمة. وفي نظر معظم الإسرائيليين، فإن المعاناة التي لحقت بسكان غزة مبررة بسبب ما لحق بهم في 7 أكتوبر 2023.

6 - الحرب على غزة لم تعد حرباً دفاعية بل تأتي انتقاماً، وهي ليست مثل الحرب العالمية الثانية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق