
رجال الشرطة الإيطاليون ومراسلو الوكالات الدولية خارج مبنى سفارة سلطنة عمان في روما خلال الجولة الثانية من المحادثات الأميركية- الإيرانية (أب)
واشنطن وطهران اتفقتا في روما على المضي للمرحلة الثانية... ومستشار خامنئي: لا اتفاق قبل وقف التهديدات
روما، طهران، واشنطن، عواصم - وكالات: أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أمس، عودة المحادثات النووية الأميركية- الإيرانية إلى العاصمة العمانية في مسقط السبت المقبل في جولة ثالثة "فنية"، مشيرا إلى أن المناقشات الفنية على مستوى الخبراء ستبدأ الأربعاء، واصفا في ختام جولة ثانية شهدتها العاصمة الإيطالية روما أمس، وخيم عليها شبح الإخفاق بعد نحو ساعة من بدئها مع تسريبات بانسحاب طرفيها قبل ان تعود وتستأنف، جولة الأمس بأنها كانت "بناءة"، بينما أفادت وكالة "أرنا" بأن الجولة الثالثة ستعقد الأسبوع المقبل، بينما وصفت وكالة "تسنيم" التابعة لـ "الحرس الثوري" الأجواء السائدة في مفاوضات الأمس، بأنها كانت بنّاءة، ونقلت عن أحد أعضاء الوفد الإيراني المفاوض، أنه تقرر استمرار المفاوضات غير المباشرة في الأيام المقبلة.
ونفى التلفزيون الرسمي الإيراني تعثراً "موقتاً" للمفاوضات التي جرت بين مبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف وعراقجي في العاصمة الإيطالية، برعاية وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، وذلك بعدما ذكرت وسائل إعلام إيرانية، بعد نحو ساعة من المحادثات، أن عراقجي أوقف المفاوضات لمدة 15 دقيقة بسبب طرح الطرف الأميركي لقضايا غير نووية، وأعلن أن استئناف المحادثات مشروط بالتركيز على القضايا النووية فقط، وكشفت مصادر أن طهران طالبت الوفد الأميركي بتجنب طرح مطالب غير واقعية وغير معقولة تحت تأثير إسرائيل"، ورغم نفي مصدر مطلع تعليق المفاوضات لمدة 15 دقيقة، ووصف التقارير بأنها زائفة، قائلا "تبين عدم صحتها"، أكد صحافيون مرافقون للوفد الإيراني صحة التوقف، لكنهم قالوا إن الوفد الإيراني طلب التوقف من أجل الصلاة.
من جانبه، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية العُمانية أن جولة الأمس أسفرت عن توافق الأطراف للانتقال إلى المرحلة التالية من المحادثات الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق منصفٍ دائمٍ ومُلزِم يضمن خلوَّ إيران بالكامل من الأسلحة النووية، ورفع العقوبات بالكامل عنها، والحفاظ على حقِّها في تطوير الطاقة النووية للأغراض السِّلمية، بينما أكدت مصادر أن تخصيب اليورانيوم والضمانات سيطرا على مفاوضات روما، قائلة إن الولايات المتحدة طلبت من أوروبا ممارسة مزيد من الضغط على إيران.
وبعد أسبوع على جولة أولى وصفها الجانبان بأنها "بنّاءة"، احتضنت سفارة سلطنة عمان في العاصمة الإيطالية روما أمس، الجولة الثانية من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة بمشاركة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف وبوساطة سلطنة عمان، حيث تولى وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، كما في الجولة الأولى، مهمة نقل الرسائل بين الوفدين الإيراني والأميركي، وكما في الجولة السابقة، رافق الوزير الإيراني مساعديه السياسيين القانونيين مجيد تخت روانجي وكاظم غريب آبادي.
وصباحا، توجّه عراقجي والوفد المرافق وكذلك المبعوث الأميركي إلى موقع المحادثات في روما، وسط أجواء أمنية مشددة وحضور محدود للصحافيين أمام سفارة سلطنة عُمان في روما، مكان انعقاد المفاوضات، وقبلها، شدد عراقجي لنظيره الإيطالي أنتونيو تاياني على تمسّك بلاده بالمسار الديبلوماسي وسجلّها الطويل في التفاعل مع الدول الأخرى بشأن الملف النووي، مؤكدًا ضرورة استغلال جميع الأطراف لهذه الفرصة للتوصل إلى تفاهم منطقي ومعقول، يكفل حقوق إيران المشروعة ويؤدي إلى رفع العقوبات الجائرة وغير القانونية. من جانبه، استبق مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني محادثات الأمس، لافتا إلى تناقضات كبيرة في مواقف أميركا تجاه المفاوضات، قائلا إن واشنطن رفعت سقف مطالبها بشكل كبير ومفاجئ بعد الجولة الأولى، بينما قال علي شمخاني، المستشار السياسي للمرشد الإيراني علي خامنئي إن الوفد المفاوض في روما يتمتع بصلاحيات كاملة للتوصل لاتفاق شامل، مضيفا أن طهران تهدف إلى اتفاق يرفع العقوبات وليس نموذج ليبيا كما تريد إسرائيل، مشدداً على أنه لن يكون هناك اتفاق إلا بوقف التهديدات واحتواء إسرائيل، قائلا إن الوفد ذهب إلى روما من أجل اتفاق متوازن وليس الاستسلام.
إسرائيل تصر على ضربة محدودة لتعطيل برنامج طهران النووي
طهران، عواصم - وكالات: قال مسؤول إسرائيلي ومصدران مطلعان إن إسرائيل لا تستبعد شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة، على الرغم من أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الولايات المتحدة غير مستعدة حاليا لدعم مثل هذه الخطوة، لكن المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن جيش الاحتلال قد ينفذ ضربة محدودة على إيران تتطلب دعما أميركيا أقل، وسيكون هذا الهجوم أصغر بكثير مما اقترحته إسرائيل في البداية، وقال مسؤول إسرائيلي كبير لوكالة "رويترز" إنه لم يتم بعد اتخاذ قرار بشأن الضربة، بينما أكد مسؤول أمني إيراني رفيع المستوى أن طهران على علم بالمخططات الإسرائيلية وإنها سترد بقوة وحزم على أي هجوم، قائلا لـ"رويترز": "لدينا معلومات استخباراتية من مصادر موثوقة تفيد بأن إسرائيل تخطط لهجوم كبير على المواقع النووية الإيرانية. وينبثق هذا من عدم الرضا إزاء الجهود الديبلوماسية الجارية بشأن البرنامج النووي الإيراني، وأيضا من منطلق حاجة نتنياهو لمثل هذه الخطوة كوسيلة للحفاظ على مستقبله السياسي".
من جانبه، أكد وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس التزام بلاده الثابت بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، مشيرا إلى أن لدى تل ابيب مسار تحرك واضحا لمنعها من ذلك، قائلا إن "نتنياهو وأنا، إلى جانب كل الهيئات ذات الصلة، ملتزمون قيادة تحرك عمل واضح من شأنه أن يمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية"، بينما كشف مراسل موقع "أكسيوس" باراك رافيد على منصة "إكس" نقلا عن ثلاثة مصادر إسرائيلية، إن وزير الشؤون الستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ورئيس جهاز الاستخبارات "الموساد)" دافيد برنياع التقيا في باريس للقاء المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قبيل محادثات أمس مع إيران بشأن برنامجها النووي.
0 تعليق