محليات
0
قطر والمملكة المتحدة
الدوحة - قنا
أكد سعادة السيد نيراف باتل سفير المملكة المتحدة لدى الدولة، أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى المملكة المتحدة ستسهم في تعزيز التعاون بين البلدين في كافة المجالات، واصفا العلاقات القطرية البريطانية بـ "المتجذرة والتاريخية".
وقال سعادته، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن هذه الزيارة تحمل طابعا شخصيا مميزا بين جلالة الملك تشارلز الثالث وحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، موضحا أن العلاقات الثنائية بين البلدين تمتد لعقود طويلة، منوها بأن "قصر باكنغهام فخور باستضافة سمو الأمير كأول قائد عربي يقوم بهذه الزيارة، وهي بلا شك لحظة تاريخية نادرة تستحق الوقوف عندها، وفرصة مهمة لتوثيق الروابط الثنائية وتجديدها".
وأضاف أن "أواصر العلاقة التي تربط كلا من المملكة المتحدة وقطر في ازدياد وازدهار يوما بعد يوم، فقد امتدت سبل تعاوننا على مدى السنوات الماضية لتشمل العديد من القضايا والمجالات المهمة مثل السياسات الخارجية، والروابط الاقتصادية، والدفاع والأمن".
ولفت سفير المملكة المتحدة لدى الدولة إلى أن قطر والمملكة المتحدة تمتلكان أول وأكبر وحدة جوية مشتركة منذ الحرب العالمية الثانية، كما تعد قطر من أبرز الشركاء التجاريين للمملكة المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، وخلال العقد الأخير، شهدت هذه العلاقة تطورا غير مسبوق إذ امتدت أواصر التعاون بين البلدين لتشمل مجالات الصحة والتعليم، والعلوم، والثقافة، والرياضة، والعديد من المجالات الأخرى التي ما زالت في توسع مستمر.
وتابع: "أهم ما يميز شراكتنا هي كونها شراكة تاريخية ومعاصرة في آن واحد، ومن المتوقع أن تستمر في الازدهار والنمو"، مشددا على أن العلاقات بين البلدين تقوم على أساس صلب لا يتزعزع، ويشمل الروابط الاقتصادية والاستثمارية، والعلاقات بين الشعبين.
وبشأن مستقبل العلاقات بين البلدين، قال سعادة السيد نيراف باتل "لدينا الكثير من الآمال الواعدة، حيث سنشهد المزيد من التعاون في مجالات جديدة ومتطورة مثل علم الجينوم، والذكاء الاصطناعي، والأمن البيولوجي، كما سنرى تعاونا أمنيا أقوى، خاصة فيما يتعلق بمواجهة التهديدات الجديدة والمتطورة، والأهم من ذلك، هو أننا سنشهد تنوعا أكبر في مجالات التعاون، ليس فقط على مستوى الحكومات، بل أيضا على صعيد الشركات، والباحثين، والمنظمات غير الحكومية، والأكاديميين، والمدارس، والمبدعين، ونطمح إلى أن يعزز هذا التعاون المتعدد الأبعاد قوة علاقتنا ويحقق إنجازات هائلة في المستقبل".
وشدد على أن بلاده تسعى من خلال زيارة سمو الأمير إلى شراكة أمنية مستدامة عبر الأجيال، وتعاون مشترك في التعامل مع التحديات العالمية مثل الوساطة في النزاعات والاستجابة الإنسانية، "بالإضافة إلى تعزيز الروابط بين شعوبنا واقتصاداتنا".
ونوه سعادته بأن دولة قطر واحدة من أهم الشركاء التجاريين للمملكة المتحدة في منطقة الخليج، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية (صادرات وواردات) بين البلدين حوالي 7.8 مليار جنيه إسترليني بنهاية الربع الرابع من عام 2023، وفي 2022 وقعت المملكة المتحدة اتفاقية الشراكة الاستراتيجية للاستثمار مع قطر، ومنذ ذلك الحين، استثمرت قطر حوالي 1.2 مليار جنيه إسترليني في المملكة المتحدة، مما أسهم في خلق المزيد من فرص عمل وزيادة النمو في مجالات مثل التكنولوجيا المالية، والطاقة النظيفة، وعلوم الحياة، والأمن السيبراني.
كما أكد أن المملكة المتحدة ملتزمة بتعزيز هذه الشراكة الاستثمارية في مجالات حيوية تشمل الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا، والصناعات الإبداعية، لدعم قطر في تحقيق خططها الاقتصادية، وتعزيز النمو في المملكة المتحدة، لافتا إلى أن من أولويات الحكومة البريطانية تعزيز الشراكات التجارية عبر منطقة الخليج، بما في ذلك السعي إلى إتمام اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما قد يعزز ويزيد حجم التجارة بنسبة تصل إلى 16 في المئة، أي ما يعادل 8.6 مليار جنيه إسترليني.
وأوضح أن فرص التعاون بين قطر والمملكة المتحدة متعددة ومتنوعة وتشمل عددا من المجالات الحيوية، سواء في القطاعات التقليدية أو المجالات الجديدة التي تبرز لمواجهة التحديات الراهنة، ومنها: الابتكار الرقمي، والصحة الشخصية، بما في ذلك علاج الأمراض النادرة وتوفير رعاية مبتكرة لمرضى السرطان، والطاقة المتجددة وتطوير حلول مستدامة، ومكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، والاستعداد للأوبئة، وتعزيز الأمن الغذائي وتقوية سلاسل الإمداد.
كما نوه إلى تعزيز التعاون في السياسات الرقمية وحوكمة الإنترنت، والعمل على تقليص فجوات المهارات لبناء جيل من المبدعين والمبتكرين في المستقبل، من خلال مبادرات مثل إنشاء أكاديمية مشتركة بين قطر والمملكة المتحدة للرعاية الصحية الدقيقة.
وقال إن العلاقات الثنائية التي تربط بلاده بدولة قطر تشمل العديد من المجالات مثل التعاون في المجالين الدفاعي والأمني، وتطوير الشراكات في مجال التنمية المشتركة، وتعزيز التعاون في مجالات التعليم والثقافة والبحث العلمي، مشيرا إلى أن البلدين يتشاركان في العديد من القضايا الملحة، وعلى رأسها الأزمات الإقليمية، مثل الوضع الإنساني المتدهور في غزة، حيث تعد قطر شريكا محوريا للمملكة المتحدة، مضيفا: "نحن نعمل معا من أجل حل القضايا العالمية الكبرى التي تتطلب التعاون والتنسيق المستمر".
وحول دور قطر في تعزيز الاستقرار الإقليمي، قال سعادة السيد نيراف باتل سفير المملكة المتحدة لدى الدولة: "قطر رائدة عالميا في مجال الوساطة وحل النزاعات، حيث تسهم بشكل فاعل في إدارة دفة الجهود الرامية لتحقيق السلام في أصعب بؤر النزاع بالعالم، مثل غزة وأوكرانيا وأفغانستان وفنزويلا وجنوب صحراء إفريقيا، ويعود الفضل للجهود الحثيثة التي بذلتها دولة قطر في لم شمل الأطفال الأوكرانيين مع عائلاتهم، ونجاحها في التوصل إلى وقف إطلاق النار الذي تم في غزة من قبل، فضلا عن إطلاق أولى دفعات الرهائن لدى حماس، وبالتالي، فإن قطر لا تكتفي فقط بدور الوسيط، بل هي شريك حيوي في إحلال السلام وإرساء الاستقرار في بؤر النزاعات".
وكشف سعادته أن المملكة المتحدة ستشارك بوفد كبير في منتدى الدوحة في القريب العاجل، بما في ذلك زيارة وزير شؤون الشرق الأوسط، فضلا عن تنظيم زيارات حكومية خلال العام 2025 تشمل مجالات الأعمال، والعلوم، والقانون.
واختتم سعادة السيد نيراف باتل سفير المملكة المتحدة لدى الدولة، تصريحاته لـ/قنا/ مؤكدا أن الدبلوماسية الثقافية تلعب دورا محوريا في تقوية أواصر العلاقات بين البلدين، ويتجلى ذلك من خلال الحضور المستمر للمجلس الثقافي البريطاني في قطر منذ عقود، حيث إن هذا الحضور يعزز طموح ورؤية قطر في أن تكون منصة تعليمية عالمية من خلال شراكات تعليمية عابرة للحدود، ومن أبرزها: دعم شبكة خريجي الجامعات البريطانية في قطر، وإبرام اتفاقيات مع وزارة التربية والتعليم وشركائها لتعزيز التعاون الأكاديمي، وتكريم التميز من خلال جوائز خريجي الجامعات البريطانية التي تقام كل عامين، وتنظيم مهرجان تطوير مهني بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والجامعات البريطانية لتعزيز فرص التوظيف والنمو المهني.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
0 تعليق