محليات
0
تؤثر نفسياً واجتماعياً وأكاديمياً على الطلاب..❖ محمد الجعبري
حذر مجموعة من الخبراء والتربويين من التأثير السلبي للألعاب الإلكترونية على الأبناء خاصة صغار السن، ذاكرين أن بعض هذه الألعاب تؤثر على الصحة النفسية لمستخدميها، وتؤدي إلى اضطرابات نفسية كبيرة مثل القلق والاكتئاب، كما أن آثارها تمتد إلى العلاقات الأسرية والاجتماعية، حيث ينغمس الطلاب والشباب في هذه الألعاب مما ينشأ عنها تباعد بين أعضاء الأسرة والأصدقاء، كما أنها تؤدي إلى عدم الثقة وما يترتب على ذلك من مشكلات قد تؤدي إلى تدهور العلاقات الإنسانية. وخلال حديثهم مع «الشرق»، حذروا من التأثير السلبي لبعض أنواع الموسيقى المصاحبة لعدد من الألعاب، والتي تعود الشباب على ممارستها، مؤكدين أن هذه الموسيقى ذات ترددات مختلفة، حيث حذر الأطباء من تأثيرها النفسي والصحي على الأبناء.
ولفتوا إلى أن العديد من المستخدمين لهذه الألعاب يقومون بدفع مبالغ طائلة تصل إلى 200 ألف ريال، مما يمثل عبئا اقتصاديا كبيرا على الأسرة، وقد يلجأ البعض إلى الاقتراض أو اتخاذ تدابير غير قانونية لتغطية خسائرهم، كما أن تأثيرها يمتد إلى انخفاض المستوى الأكاديمي للطلاب، حيث يصبح الطالب أقل تركيزاً وأقل وعياً بسبب هذه قضاء العديد من الساعات في هذه الألعاب. ولفتوا إلى أن هذه الألعاب، والتي يطلق عليها البعض بالقمار الإلكتروني، تشمل مجموعة متنوعة من الألعاب مثل الرهانات الرياضية، وصالات الموسيقى الافتراضية، وألعاب البوكر، مما يمثل خطورة على سلوك وأخلاق الجيل الجديد من الشباب والنشأ.. وفيما يلي التفاصيل
- الخبير التعليمي محمد المندعي: تروج للعنف والعادات الغريبة على مجتمعاتنا
أكد السيد محمد المندعي، الخبير التربوي والتعليمي، أهمية قيام الأسرة بدورها الرقابي على الأبناء خاصة صغار السن، وفرض رقابة مرنة عليهم خلال استعمالهم للهواتف الذكية، مشيراً إلى أن استعمال الهاتف من غير رقيب يؤدي إلى عواقب غير محمود عقباها، خاصة مع الانتشار الواسع للالعاب الإلكترونية التي تفتك بعقول الشباب، وذلك باكتساب الطلاب للعديد من الصفات غير الجيدة مثل العنف والعادات الغريبة على ثقافتنا العربية والإسلامية.
وحذر محمد المندعي، من الإغراءات المالية التي تقدمها هذه الألعاب للشباب، مما يوحي للشباب بأنهم يمكن أن يحققوا أرباحًا سريعة وسهلة، لافتاً إلى أن هذه العروض توقع الشباب في فخ الخسائر المادية، والتي تؤدي لإنفاق الشباب مبالغ طائلة على الألعاب الإلكترونية.
وأشار إلى أن غالبية الشباب يقضي وقتًا طويلاً على أجهزتهم المحمولة، من خلال ممارستهم للألعاب الإلكترونية، والتي تعتبر تحديًا كبيرًا يواجه المجتمع القطري، لافتاً إلى ضرورة التحرك بجدية من قبل الأسرة والمدارس لحماية الشباب من هذه الألعاب التي تفتك بعقول الشباب، وذلك من خلال حملات التوعية والتعريف بمخاطرها، مؤكداً أن الانغماس في هذه الألعاب يأتي من نقص المعرفة حول المخاطر المرتبطة بالألعاب، حيث ان الكثير من الشباب لا يدركون الآثار السلبية المحتملة على حياتهم المالية والنفسية. وبين أنه للوقاية من هذه الأشياء التي تدمر العقول وتفسد الأخلاق، يجب الإشراف على استخدام الإنترنت، والرقابة الصارمة من قبل الأسرة على الأبناء وذلك من خلال استخدام برامج حماية أو تطبيقات لمراقبة المحتوى الذي يمكنهم الوصول إليه، كما أنه يجب على المدرسة القيام بدورها في تقديم الدعم النفسي، وإنشاء مراكز دعم نفسي في المدرسة لتكون خطوة مهمة في تقديم المساعدة للشباب الذين يعانون من مشكلة هذه الألعاب. ولفت الى أهمية اعتماد الأسرة على شغل أوقات الأبناء من خلال ممارسة الرياضة والقراءة، لافتاً إلى أن لجوء الأبناء لهذه الألعاب يأتي رغبة في الهروب من ضغوط الحياة اليومية، سواء كانت دراسية أو نفسية، حيث يؤدي هذا الهروب إلى انغماسهم في عالم القمار.
- الخبير التكنولوجي صالح الدوسري: تؤدي للتواصل مع أشخاص غير معلومين
حذر الخبير التكنولوجي السيد صالح الدوسري، من انتشار ألعاب الفيديو بمعدلات كبيرة خلال الفترة الأخيرة، لافتاً إلى استخدم الأطفال أقل من 8 سنوات لهذه الألعاب واستخدامها كوسائل للتواصل مع غيرهم، محذراً من تواصل الأطفال والشباب - ممن أقل من 18 عاما - مع أشخاص غرباء ومن ثقافات اجتماعية مختلفة لا تتوافق مع الثقافة العربية والإسلامية لمجتمعنا، وذلك عبر هذه الألعاب والتي يكون التواصل من خلالها ضروريا للاستمرار في اللعب.
وأشار صالح الدوسري، إلى أن الكثير يدفع مبالغ طائلة في هذه الألعاب، قد تصل إلى 200 ألف ريال للاستمرار في اللعب والترقي في درجات مرتفعة، مشيراً إلى أن هذه الألعاب تبدأ بمبالغ بسيطة أقل من 20 دولارا، ثم يتم استنزاف الشباب عن طريق شراء مستلزمات اللعب مثل الأسلحة أو الملابس أو الترقي لدرجات مرتفعة، لافتاً أن شبكات الإنترنت السريعة والهواتف الذكية جعلت الوصول إلى مواقع الألعاب الإلكترونية سهلًا للغاية وفي متناول الجميع.
وعن الحلول، أوضح الخبير التكنولوجي أنه يجب على الأسرة وأولياء الأمور القيام بدورهم في حماية أبنائهم من فخ الألعاب الذي يفتك بعقول الشباب، والعمل على الحد من استخدامهم للهواتف الذكية بشكل يومي، خاصة النشء الذي يقل عمره عن 16 عاما، والعمل على شغل أوقات الأبناء بأشياء مفيدة مثل قراءة وحفظ القرآن الكريم، وتعلم السيرة النبوية المطهرة، كذلك ضرورة ممارسة الرياضة الجسدية، والتي تعمل على بناء شخصية الأبناء، وتساهم في نمو مهاراتهم العقلية والمهارية والإداركية.
وطالب السيد صالح الدوسري الجهات التربوية بضرورة العمل على قيادة حملة توعوية للأبناء في المدارس والجامعات، وذلك للتحذير من هذه الألعاب الخطيرة، والتي تؤثر بشكل سلبي على الشباب والأبناء من خلال اكتسابهم لبعض السلوك والعادات الغير جيدة مثل العنف والتلفظ بألفاظ غير جيدة، مشيراً إلى أن المجتمع القطري يتسم بطابع محافظ مستمداً ثقافته من جذوره العربية والإسلامية.
- إبراهيم فخرو: موسيقى بعض الألعاب تؤثر نفسياً
حذر الخبير التكنولوجي السيد إبراهيم فخرو، من التأثيرات السلبية لفخ الألعاب الإلكترونية على عقول الأبناء والشباب، والتي تمثلت في إهمال الطالب للواجبات المدرسية، وضعف الانتباه والتركيز وانخفاض التحصيل الدراسي، مشيراً إلى أن بعض هذه الألعاب تصحبها موسيقى من نوعيات معينة وترددات مختلفة، والتي لها تأثير نفسي وصحي غاية في الخطورة على الشباب، مما يجعلها تتسبب في التعود والإدمان لدى المستخدمين لهذه الألعاب.
ولفت إلى أهمية حماية الشباب من فخ القمار الإلكتروني، وذلك من خلال تصميم برامج توعية تستهدف الشباب وأسرهم حول مخاطر هذه الأشياء المدمرة للعقول، حيث تعتمد هذه البرامج على الورش والمحاضرات، كما أنها تقدم محتوى رقميا يبرز الآثار السلبية لهذه الألعاب، مؤكداً على أهمية تعزيز القيم الأسرية، والتي تلعب دورًا حيويًا في توجيه الأبناء، وتوعيتهم بمخاطرها، لافتاً إلى أهمية يكون هناك جلسات نقاش مفتوحة داخل الأسرة حول القيم والأخلاقيات.
ونوه السيد إبراهيم فخرو، خلال مستعرض حديثه، إلى ضرورة العمل على إنشاء أنشطة بديلة للشباب والأبناء، من خلال توفير أنشطة رياضية أو ثقافية تشغل وقت الشباب، وتوجه طاقتهم نحو أمور إيجابية بنائة، كما يمكن أن تشمل هذه الأنشطة دورات تعليمية، فعاليات رياضية، وأنشطة تطوعية.
وعن الاستنزاف المالي، أوضح الخبير التكنولوجي أن العديد من المستخدمين لهذه الألعاب يدفعون مبالغ طائلة، حيث تقوم الشركات المصنعة والمنتجة لهذه الألعاب باستدراج الشباب بطريقة سلسة، وذلك من خلال بيع اللعبة بأسعار بسيطة قد تتراوح بين 20 و30 دولارا، ثم عرض مستلزماتها بأسعار باهظة، لافتاً إلى أن مستلزمات الألعاب تحتوي على الكثير من الأشياء التي تسهل من اللعب وتقوم بترقية المستخدم، مثل: الملابس والأسلحة والسيارات، مشيراً إلى أن النفقات تمثل عبئا اقتصاديا كبيرا على الأسرة.
- الخبير التربوي فهد المسلماني: بعض الألعاب تنمي وتعزز التفكير الإستراتيجي
طالب الخبير التربوي فهد المسلماني، بضرورة أن تقوم وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، بتوعية الطلاب بمخاطر الجانب السلبي للألعاب الإلكترونية، والتي تؤدي إلى تراجع الأداء الأكاديمي للطلاب، لافتاً إلى أن الانغماس في الألعاب قد يستهلك وقت الدراسة والراحة، مما يؤدي إلى ضعف التركيز والتأخر في إنجاز المهام المدرسية، كما أن تأثير هذه الألعاب قد يمتد إلى إضفاء العنف على طبع وسلوك الطلاب، مما يسبب تشتتًا نفسيًا وعاطفيًا يؤثر على الأداء الأكاديمي.
وبين الخبير التعليمي أن الألعاب الإلكترونية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة الشباب في العصر الحديث، حيث يقضي العديد من الطلاب ساعات طويلة أمام الشاشات، لافتاً إلى أن بعض هذه الألعاب لها تأثير جيد وفوائد لبعض المهارات العقلية للطلاب، مثل تحسين المهارات الحركية وتعزيز التفكير الاستراتيجي، إلا أن تأثيرها على المستوى التعليمي يثير جدلًا كبيرًا.
ولفت إلى أهمية أن يكون هناك استخدام معتدل ومدروس لبعض الألعاب، والتي لها تأثير إيجابي عند استخدامها، مثل الألعاب التعليمية التي تعمل على تحسين التحصيل الدراسي من خلال تعزيز المفاهيم الأكاديمية بطريقة ممتعة وتفاعلية، كما تساعد بعض الألعاب في تطوير مهارات حل المشكلات والإبداع، وهو ما يمكن أن ينعكس إيجابيًا على الأداء المدرسي.
وللحد من التأثيرات السلبية وتعزيز الفوائد، أكد السيد فهد المسلماني، أهمية قيام الأهل والمعلمين بتوجيه الطلاب نحو الألعاب التعليمية وتحديد وقت محدد للعب، كما يجب تشجيعهم على موازنة وقتهم بين الدراسة والأنشطة الترفيهية الأخرى، مما يضمن استثمارًا مثمرًا للوقت والطاقة.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
0 تعليق