طائرة مسيّرة من طراز MQ-9AS Reaper
طائرات Reapers والتجسُّس تبث لقطات حية على مدار الساعة
استعداداً لأي سيناريوهات قاتمة قد تلحق بالواقع السوري المتغير سريعا، نقلت صحيفة "إكسبرس" البريطانية عن مصادر عسكرية رفيعة المستوى تحركات بريطانية لنشر طائرات بدون طيار من طراز MQ-9AS Reaper تابعة لسلاح الجو الملكي في قاعدة علي السالم الجوية في الكويت لمهام جديدة على مدار الساعة لمراقبة المعسكرات التي تضم معتقلين لتنظيم "داعش" في شمال سورية، حيث اعتبرت الصحيفة أن "حالة من الذعر تسود المملكة من عودة هؤلاء المقاتلين".
الصحيفة كشفت عن مهمات طائرات Reapers التي ستقوم ببث لقطات حية إلى قيادة العمليات البرية على أن تنضم إليهم طائرة اتصالات من طراز RAF RC-135W Rivet Joint، التي ستستخدم أجهزة استشعارها "لالتقاط المحادثات من الهواتف المحمولة والرادار والأنظمة الأخرى"، مبينة أن طائرات التجسس هذه والطائرات بدون طيار التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني ستعمل مع وجود جنود على الأرض في ظل تزايد التحذيرات من هروب جماعي للجهاديين المعتقلين من تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت الصحيفة "كلفت القوات البريطانية بمنع عشرات من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية المحتجزين في معسكرات السجون السورية من الهروب والانضمام إلى اللاجئين المتجهين إلى المملكة المتحدة".
وهناك ما لا يقل عن 60 بريطانيا سابقا انضموا إلى الجماعة الإرهابية، من بين 45 ألف رجل وامرأة وطفل محتجزين في معسكري الهول وروج في شمال شرق سورية.
الصحيفة اعتبرت ان من بينهم نحو 10 آلاف مقاتل متمرس في القتال، حيث حذر رؤساء الاستخبارات
من أنهم يشكلون تهديدا كبيرا مع المخاوف من قيام النظام الجديد في سورية بإطلاق سراحهم بعد الإطاحة بالديكتاتور بشار الأسد.
وأوضحت الصحيفة ان تكنولوجيا الصور المتقدمة وأنظمة التعرف على الصوت تستطيع تحديد وتتبع الأهداف ذات القيمة العالية من ارتفاع 50 ألف قدم، بمن فيهم مواطنون بريطانيون سابقون محتجزون في معسكرات جاك ليتس (29 عاما) من أكسفورد، الذي أُطلق عليه لقب "جاك الجهادي" بعد سفره إلى سورية في عام 2014، وبيجوم (25 عاما).
وذكرت الصحيفة أن القوات الكردية المحاصرة التابعة لقوات سوريا الديمقراطية التي تحرس المعتقلين حذرت من أنه ما لم يحصلوا على المزيد من الدعم، فإن المتطرفين سوف يندلعون ويعودون مرة أخرى.
وقال قائد قوات سوريا الديمقراطية سيامند علي "إنها قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت"، فيما ردد رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني السابق السير أليكس يانغر مخاوفه، حيث حذر: "هناك قضية عملياتية رئيسية للمملكة المتحدة والتي ستؤثر على الكثير من سياستنا".
"إكسبرس" اعتبرت ان الوضع أصبح أكثر هشاشة بسبب الهجمات اليومية التي تشنها تركيا على قوات سورية الديمقراطية الكردية، في محاولة لمنع الاستقرار الكردي.
وأشارت الصحيفة الى قيام الولايات المتحدة على تمويل الأمن في المعسكرات إلى جانب قوة مشتركة صغيرة من القوات الأميركية والبريطانية على مدى العقد الماضي.
وأضافت "هناك مخاوف من أن يأمر الرئيس دونالد ترامب بسحب جميع القوات الأميركية من سورية وخفض التمويل للأمن في المعسكرات، ما يمكن الآلاف من المتطرفين من التجول بحرية.
وبينت ان لدى المملكة المتحدة أكثر من 200 جندي منتشرين في سورية وشمال العراق كجزء من عملية شادر، لكن مهمتهم من المقرر أن تنتهي العام المقبل.
وذكرت أن واشنطن ولندن تحثان تركيا على عدم زعزعة استقرار المنطقة، ولكن هناك قلقا من أن فلاديمير بوتين، الذي اضطر إلى سحب قواته من مركز حيوي، سيشجع الرئيس أردوغان على زيادة الهجمات على الأكراد والتسبب في مشاكل للحكومات الغربية.
واشارت الى انه في الايام التي أعقبت الاطاحة بالأسد شنت الولايات المتحدة ضربات جوية دقيقة ضد أكثر من 80 معسكرا وعملاء معروفين لـ"داعش" في وسط سورية. وتقول المصادر إنهم سيستهدفون أي هارب من "داعش" يتجه إلى هذه المعسكرات بالطريقة نفسها.
0 تعليق