تلقى فريق كرة القدم بنادى الأهلى خسارة مريرة، قد تكون الأسوأ فى تاريخه، بعدما ودع نصف نهائى بطولة كأس القارات للأندية «إنتركونتيننتال» بالخسارة من باتوشكا المكسيكى بركلات الترجيح بنتيجة ٦-٥.
وخسر الأهلى أمام باتشوكا بنتيجة ٦-٥، رغم إهدار الفريق المكسيكى أول ركلتى ترجيح، قبل أن يهدر محمود عبدالمنعم «كهربا» وعمر كمال عبدالواحد ركلتين حاسمتين متتاليتين تعادل بهما المنافس، وصولًا إلى إهدار خالد عبدالفتاح هو الآخر فى سباق «ركلة وركلة».
وفرّط «المارد الأحمر» بذلك فى فرصة تاريخية للتأهل إلى مواجهة ريال مدريد فى نهائى كأس «إنتركونتيننتال»، التى تعتبر النسخة الأخيرة لبطولة كأس العالم للأندية بنظامها القديم، قبل أن يشارك فى البطولة بشكلها الجديد الصعب، بداية من الصيف المقبل فى الولايات المتحدة.
وسيطرت حالة من الغضب على الشارع الكروى، خاصة الأهلاوى، بعد ضياع هذه الفرصة التاريخية، وهو ما أقر به مروان عطية، لاعب وسط الأهلى، الذى قال بعد انتهاء المباراة: «لقد أضعنا على أنفسنا فرصة لن تتكرر فى تاريخ هذا الجيل».
ويقف وراء هذه الهزيمة المريرة الكثير من الأخطاء الفنية والمشاكل الإدارية، من بينها عدم التعاقد مع صفقات قوية، رغم الاتفاق على ذلك بين مارسيل كولر، المدير الفنى للأهلى، وإدارة النادى برئاسة محمود الخطيب.
فور إعلان مشاركة الأهلى فى مونديال الأندية ٢٠٢٥، جمعت جلسة عاجلة «كولر» ومجلس الإدارة بقيادة «الخطيب»، بطلب من المدير الفنى، من أجل معرفة طموحات النادى فى البطولة المقررة إقامتها فى الولايات المتحدة.
خلال هذه الجلسة، أكد «كولر» لـ«الخطيب» أن الاستعداد لكأس العالم للأندية بنظامه الجديد يبدأ من كأس القارات للأندية «إنتركونتيننتال»، لتنتهى الجلسة بالاتفاق على إبرام تدعيمات قوية، من أجل الوصول إلى أبعد مرحلة فى البطولتين.
وقبل نهاية الموسم الماضى، عرض «كولر» طلباته الفنية واحتياجاته من اللاعبين، خاصة بعد التخلى عن أعمدة أساسية فى الفريق، على مدار عام واحد، بداية من حمدى فتحى، ثم محمد شريف ومحمد عبدالمنعم وأليو ديانج وأحمد عبدالقادر، إلى جانب على معلول الذى رُفع اسمه من القائمة بسبب الإصابة.
لكن المدرب السويسرى، ومع اقتراب غلق «الميركاتو» الأخير، فوجئ بعدم تلبية أىٍ من طلباته، بل وضم لاعبين آخرين وفرضهم عليه، وفى مقدمتهم يوسف أيمن، الذى وافق على ضمه لعلمه بقيده فى قائمة المصريين وليس الأجانب.
كما ضمت إدارة الأهلى عمر الساعى من الإسماعيلى، الذى لم يشارك فى أى دقائق مع الفريق، بعد فشلها فى التعاقد مع التونسى محمد على بن رمضان، وأكثر من اسم فى مركزى الجناح والمهاجم، ليجد «كولر» نفسه بعيدًا كل البعد عن تنفيذ اتفاقه مع الإدارة.
وظهرت المشكلة بشكل واضح مع بداية الموسم الجارى، عندما أصبحت قائمة الأهلى فارغة تمامًا، وبعدما كان يمتلك تشكيلًا أساسيًا فى غاية القوة، وقائمة بدلاء نارية، أصبح التشكيل يضم لاعبًا أجنبيًا واحدًا هو المغربى يحيى عطية الله، من أصل ٥ أجانب جلسوا بجوار «كولر» على دكة البدلاء.
وكان من الطبيعى أن تكون نتيجة ذلك تراجعًا كبيرًا فى مستوى الفريق، خاصة مع الهبوط الحاد فى أداء العديد من اللاعبين، بداية من خط الدفاع، مرورًا بالوسط والهجوم، ليبدأ فى محاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه، ويستعين بأكثر من لاعب كان خارج حساباته، مثل طاهر محمد طاهر وخالد عبدالفتاح.
وعلى عكس إجادته مع الأهلى فى كثير من المباريات القوية، كان مارسيل كولر هو المسئول الأول عن ضياع حلم الوصول إلى النهائى التاريخى على ملعب «٩٧٤» المونديالى فى قطر، وكأنه يكتب بيده نهاية المواسم الثلاثة التى قضاها مع الأهلى.
قدم «كولر» شوطًا أول جيدًا، لكنْ خطؤه فى هذا الشوط كان عدم المجازفة ضد فريق استسلم أمامه، وكانت عملية الخروج بالكرة سيئة للغاية، فى ظل وجود إمام عاشور الدائم فى الثلث الهجومى، وعدم إعطائه تعليمات بالنزول إلى الخلف لتسلم الكرة وبدء الهجمات.
وأجرى المدرب السويسرى تغييرًا لم يفعله سوى مرتين منذ انضمام إمام عاشور إلى الأهلى، بعدما أخرج حسين الشحات وأدخل محمد مجدى «أفشة»، ليتولى «عاشور» مهمة مركز الجناح.
ولم يكتفِ المدير الفنى للأهلى بذلك، وأجرى تغييرات لم تأتِ بثمارها، بداية من دخول خالد عبدالفتاح بدلًا من يحيى عطية الله، رغم أن الأفضل كان مشاركة كريم الدبيس، الذى يجيد الدفاع والهجوم، ويمكن أن يكون سندًا لـ«عاشور»، بدلًا من الاستعانة بعمر كمال فى اليسار، ودخول «عبدالفتاح» فى اليمين. كما أن الخطيئة الكبرى التى وقع فيها المدير الفنى للأهلى كانت خروج وسام أبوعلى، وهو أمر نادرًا ما يحدث مع «كولر»، علمًا بأن المهاجم الفلسطينى لم يكن مصابًا، وهو ما صرح به بعد انتهاء المباراة.
0 تعليق