طلاق ومرض.. دعايات أوقعت نجوم السينما في مصائب

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أضرت الكثير من الدعايات التي كان ينفذها منتجو الأعمال الفنية، بنجوم السينما في بعض الأحيان، بحسب تقرير نشرته مجلة "الكواكب".

عقيلة راتب وفيلم المحلل

تقول الفنانة عقيلة راتب:"عندما قمت ببطولة فيلم يدور حول مشكلة الطلاق ومحاولة رده عن طريق المحلل، أراد أحد الصحفيين أن ينشر خبرا مثيرا فيه دعاية للفيلم فذكر دون أن ينسى عبارات الأسف والأسى أنني طلقت من زوجي طلاقا بائنًا وأن أولاد الحلال تدخلوا بيننا بمشروع صلح فوافقنا على العودة على عش الزوجية.

وأضافت الفنانة عقيلة راتب، ضمن حوار أُجري معها على صفحات مجلة "الكواكب": “ولكن تلك العودة إلى زوجي سوف تستدعي في رأيه أن أتزوج من شخص آخر بشكل صوري يطلقني بعدها ويكون بذلك محللا لعودتي على زوجي القديم".

وتواصل:"ومع أن الخبر بصورته التي نشر بها على الناس كان مثيرا حقا، ورغم أن أي قارئ ذكي كان يمكنه أن يعرف على الفور أنه كلام بروباجندا ودعاية للفيلم الذي أعمل عليه ولكن الكثير من أفراد العائلة والأصدقاء دخلت عليهم الدعاية بشكل لا يصدق، وظل بيتي يستقبل وفودا من الأقارب والأصدقاء لمعرفة ما تم، وكان بعضهم يدخل مشفقا علي، وبعضهم الآخر في وضع تأثر شديد، وبعضهم ثائر وبعضهم لم يشأ حتى أن يصدق أنه كلام فارغ وأنه لا أساس له من الصحة، ورغم أنهم رأوني مع زوجي المطرب حامد مرسي في تبات ونبات والموضوع لا يشكل أي شيء.

وتختتم:“وبعد أسابيع هدأت الضجة حول الأمر ولكن بعد أن فقدت أعصابي وكان الأمر يمثل لي مشكلة كبيرة مع الصحافة.

عبد الغني السيد ومعبود النساء الوهمي

ويقول المطرب الشهير عبد الغني السيد:" عندما بدأ اسمى يظهر في الأفق كمطرب شاب وأصبح لي جمهور - وكان ذلك حوالى سنة ١٩٣٦ - أرادت إحدى المجلات أن تسدي الى خدمة فنشرت صورتي على الغلاف وقالت انني المطرب المحبوب ومعبود النساء، ولم أكن بالطبع معبود النساء ولكن هذه الدعاية أثارت حولي ضجة شديدة وجعلت الناس ينظرون الى على هذا الأساس، فكنت كلما سرت في الطريق سمعت من يقول: "الستات بيحبوه على ايه مش فاهم؟".

يكمل عبد الغني السيد:"وفعلت هذه الدعاية فعلها ظلما وعدوانا، فبعد أن كنت أدعى لإحياء ثلاث أو أربع حفلات في الليلة الواحدة وأتمنع وأتدلل، أصبحت كبريات العائلات تخشى أن يطغى سحري على الحرملك، وأخرج من بيوتها وقد تشعلقت المدعوات في رقبتي، وقد حدث هذا في الوقت الذي كنت فيه اذا وقعت عيني عن فتاة في العاشرة يحمر وجهي خجلا وتصيبني نوية من الاضطراب، والمصيبة الكبرى أن هذه الدعاية ظلت تلازمني زمنا طويلا وتقطع رزقي من كل ناحية، وهكذا صح على تلك المقولة، "جت تكحلها عمتها".

المرض خطير وليلى مراد 

وتقول المطربة الكبيرة ليلى مراد:"عندما أصبح فيلم "ليلى" معدا للعرض منذ عدة سنوات، بدأ منتجه توجو مزراحي حملة دعاية في نطاق ضيق وكان أغلب الاعلانات عبارة عن اخبار صغيرة ذات بضعة أسطر صغيرة في الصحف والمجلات، ولم يكن على الدعاية أي غبار، ولكن كان ثمة خبر من بينها أساء إلى إساءة بليغة، وأثار حول موجة من الاشفاق والرثاء، وكان الخبر على ما أذكر يعلن للقراء أنني أصبت مرض خطير في صغري، وأن جميع من حولي يعرفون انني ميئوس من شفائي ولم يبق لي في الحياة الا أيام معدودات أرحل فيها الى العالم الآخر، وانهم لذلك يحاولون توفير أسباب التسلية والرفاهية لي.

تواصل ليلى مراد:"وبعد نشر الخبر بدأ كثير من أصدقائي وصديقاتي كلما رأوني يتهامسون ويمصمصون شفاههم، فاذا اقتربت منهم غيروا مجرى الحديث، ورأيت عندئذ الوانا عجيبة من التصرفات.

وتكمل ليلى مراد:"كان بعضهم إذا زارني رفض أن يتناول عندي أو شيء، لا قهوة ولا مرطبات حتى أكواب المياه، وكان بعضهم يتحدث إلى وقد وضع منديلا على فمه، وكان غيرهم يتطوع - بدون مناسبة - فينصحني بأن "أنبسط" وأتمتع و"أضرب الدنيا صرمة".

وتختتم:"وأرادت إحداهن مرة أن تتحدث في التليفون من عندي، فأمسكت بالسماعة، ثم تذكرت فجأة ذلك الخبر، وعندئذ شهقت والقت بسماعة التليفون كأنما  لدغتها أفعى، ثم راحت تحاول اخفاء آثار المفاجأة، وكنت اذا ارتديت فستانا خفيفا، راح البعض ينصحني بأن أضع على صدري شيئا يحميه من البرد، واذا شربت كوب ماء مثلجة جزعوا وصاحوا: لا بلاش، وهكذا أصبحت موضع الرثاء والاشفاق دون أن أعرف السبب، وأخيرا علمت أن السبب في كل هذه المصيبة هو، وكنت على وشك أن أنشر تكذيبا له، ولكنني آثرت أن أجعل منه مادة للتسلية، فكنت أمثل دور المصدومة على بعض معارفي الخائفين، ثم أعود في النهاية وأصارحهم بالحقيقة لأرى مدى ارتباكهم وأسفهم، ولم يمض وقت طويل حتى فهم الجميع أن ذلك الخبر كان الذي مثلت فيه دور غادة الكاميليا.

زمردة وكاميليا الثانية

وقالت الفنانة زمردة:"عندما وقفت على أولى درجات مستقبلي كممثلة سينمائية، كانت ترهبني كلمات الدعاية التي يثيرها حولي أصدقائي الصحفيون، ولكنني لم أكن أتوقع أن الدعاية قد تنقلب فتصبح شيئا ضارًا، كنت في ذلك الوقت وجها جديدا، وأسند إلى دور مهم في أحد الأفلام وقبل أن أقف أمام الكاميرا لتأدية دوري الذي عقدت أكبر أمالي عليه، بدأت حملة دعاية قوية تقدمني الى الجمهور وكان بين موضوعات هذه الدعاية مقال يتحدث عن الوجه الجديد - الذي هو أنا - وكيف أنه يعتبر كشفا جديدا في دنيا النجوم امتاز بكيت وكيت من المواهب وكذا وكذا من الفتنة والجمال، وأنني سوف أملا مكان المرحومة كاميليا.

وتكمل زمردة:"فرحت طبعا لهذه الدعاية، فان كاميليا كانت أجمل وجه سينمائي في مصر، ومعنى ذلك أنني أصبحت كذلك أجمل وجه سينمائي في مصر، ولكن هذه الدعاية أثارت قلق المخرج، وأكثر من هذا أغضبت بطلة الفيلم ومنتجته، وأصرت على أن يسند دوري الى أية ممثلة أخرى، ولكن مخرج الفيلم الذى كان يعقد على ظهوري أملا كبيرا عارض في اقصائي عن الدور، فتعقدت الامور وأخيرا تم التوفيق بين المخرج والبطلة المنتجة على تصغير دوري وجعله دورا ثانويا حتى تأمن البطلة على نفسها فيما اذا كانت شخصيتي ستطغى عليها كما قيل في الدعاية، واضطررت أن أقوم بالدور رغم ذلك لأنه كان أول أدواري، وهكذا وقفت الدعاية حجر عثرة في مستهل طريقي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق