أحمد حسين: الفعاليات المصاحبة تضيف لقطاع «الضيافة»
موزة آل إسحاق: قطر نجحت في جمع السياحة والرياضة
أيمن القدوة: مكاسب للسوق والفنادق والمطاعم والنقل
أكد عدد من الخبراء والمهتمين بالشأن السياحي دور الفعاليات الرياضية التي تستضيفها الدوحة وآخرها بطولة كأس القارات للأندية FIFA قطر 2024، في تعزيز السياحة وحركة السوق بما يحققه من فوائد- عوائد اقتصادية، مؤكدين أن استضافة أفضل الأندية على مستوى القارات، يعكس تميز دولة قطر في جانب تنظيم الفعاليات الرياضية وغيرها من التجمعات العالمية الحاشدة، التي تحظى بأفضل معاملة في أرض قطر، مع توفر كل الخدمات ودرجات عالية من الأمن والأمان.
وأجمعوا لـ «العرب» على أن بطولة كأس القارات تكرس الإرث المستمر الذي خلفته البطولات الرياضية في قطر، وتثبت قدرة البلاد على استضافة أحداث عالمية كبرى والترحيب بالزوار من جميع أنحاء العالم، وذلك بفضل تمتعها ببنية تحتية سياحية متطورة، تشمل مطارا حائزا على جوائز عالمية، وناقلة وطنية تسير رحلاتها إلى العديد من الوجهات حول العالم، بالإضافة إلى وجود شبكة مترو وترام، يرافقها احتضانها للفنادق الفاخرة والمعالم السياحية الجذابة، مما يوفر للزوار القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي برنامجا سياحيا حافلا بالفعاليات التي يمكنهم المشاركة فيها ومشاهدتها قبل المباريات وبعدها.
جوانب إيجابية
وقال السيد أيمن القدوة، خبير في قطاع السفر والسياحة، إن استضافة حدث رياضي بحجم البطولة القارية «كأس القارات» تساهم في تعزيز دولة قطر كوجهة سياحية بما تعكسه من جوانب إيجابية مرتبطة بالقطاع السياحي، خصوصا أن قطر للسياحة أعلنت اطلاق العديد من الفعاليات التي تساهم في الترويج لأهم الأسواق والأماكن السياحية وإرشاد الضيوف لها.
وأضاف القدوة أن تنظيم مثل هذه الفعاليات يحقق فائدة كبيرة سياحية واقتصادية، وينعش حركة السوق في المراكز التجارية وتأجير السيارات وتذاكر الطيران والفنادق والضيافة والمطاعم والنقل، وغيرها من القطاعات التي تحقق تأثيراً إيجابياً كبيرا على مختلف القطاعات في الدولة بما فيها قطاعات التجزئة، لأن كل المنتخبات المشاركة مع آلاف الجماهير يساهمون في انتعاش هذه الأسواق، سواء بشراء احتياجاتهم الخاصة أو الهدايا، لذلك أعتبر أن تنظيم بطولة كأس آسيا في قطر مفيد جداً من الناحية الاقتصادية.
ونوه بأن الدولة استضافت العديد من الفعاليات الرياضية قبل وبعد مونديال كاس العالم 2022 وهو ما ساهم في الترويج لقطر وزيادة أعداد السياح الذين يتوافدون للدولة، سواء لممارسة الأنشطة الرياضية أو لمشاهدتها، منوهاً بحجم التطور الذي شهده قطاع السياحة في دولة قطر على مدار السنوات الماضية، لتصبح السياحة الرياضية عنوانا لافتا في السياحة القطرية من خلال احتضان وتنظيم العديد من الفعاليات الرياضية الإقليمية والقارية والعالمية بالتزامن مع تطوير البنية التحتية للقطاع السياحي وتطوير منتجات وتجارب سياحية جديدة وتعزيز حضور التراث والثقافة الغنية في كل ما تقدمه قطر لزوارها لإثراء التجربة السياحية في الدولة.
الخدمات السياحية
وأكد السيد أحمد حسين، خبير سياحي، أن قطر تشهد انتعاشة في قطاع السياحة والضيافة بالتزامن مع استضافة بطولة كأس القارات للأندية 2024 منوها بتأثير البطولات والفعاليات الرياضية الإيجابي على مختلف قطاعات الدولة بما فيها الخدمات السياحية، السلع، خدمات النقل، تجهيزات الترفيه، الفنادق والمطاعم.
وأشار إلى اهتمام قطر باستضافة الأنشطة الرياضية العالمية كأحد أبرز ركائز تطوير المشهد السياحي في قطر وفقاً لرؤية 2030، حيث تمكنت دولة قطر خلال الأعوام الاخيرة من تركيز العديد من المشاريع الخاصة بتطوير البنية التحتية باعتبارها إحدى الركائز الأساسية لقطاع السياحة الرياضية في الدولة.
وأوضح أن السياحة الرياضية أصبحت عاملا أساسيا لتحفيز النمو الاقتصادي، وتشكل أحد أهم مصادر الدخل في دول العالم من خلال تحقيق عوائد غير مباشرة مثل تنشيط وتوفير فرص العمل في قطاعات العقارات والسياحة النقل والاتصالات والتجزئة وغيرها، فضلاً عن الاستثمار في المرافق الرياضية والمعدات علاوة على عوائد أخرى معنوية مثل تعزيز قطاع الترفيه.
وأشار إلى أن مشاركة المنتخبات مع البعثات والمشجعين والزائرين وحركتهم في السوق وانتعاش الخدمات والفنادق والمطاع وانتعاش القطاع التجاري.
عناصر الجذب
من جهته أكد الدكتور سنيد سالم الدعية المري، مدير إدارة الشؤون الرياضية استاذ مساعد في الإدارة الرياضية بجامعة قطر، أن السياحة الرياضية أصبحت مصدراً من مصادر الدخل التي تتنافس دول العالم على تنميته والاستثمار فيه، مشيرا إلى تصدر قطر مصاف الدول المتقدمة في مجال السياحة الرياضية لما توليه من اهتمام لا محدود بشتى البطولات الرياضية اللي تستضيفها وتهيئ لها المعسكرات والمؤتمرات والمنشآت الرياضية التي تعتبر أرضا خصبة وجاذبة للسياحة والسياح الرياضيين.
واستعرض الدكتور المري ثلاثة عناصر أساسية تمثل نقاط القوة في صناعة السياحة الرياضية وهي: المنظم الذي يصنع الحدث، والمادة المصنوعة وهي البطولة، والإعلام الذي يعتبر وسيلة إعلان وجذب لانتباه السائح. مبينا الفوائد والمهام التي يقدمها كل عنصر من عناصر السياحة الرياضية.
وأكد أن المنظمين الذين يتولون تنظيم وتسيير الفعاليات هم العمود الفقري التي تعتمد نسبة نجاح البطولة عليه من خلال الخطط المسبقة والبرامج الجانبية للبطولة، حيث من المهم وضع البرامج المصاحبة التي تعكس ثقافة المجتمع للزوار، منوها بضرورة أن يكون غالبيتهم من المدينة أو الدولة المنظمة لما في ذلك من تعزيز جوانب تحمل المسؤولية والولاء للمدينة والعمل بدون حدود وبشغف لإنجاح البطولة حيث تقع عليهم مسؤولية التسويق للسياحة الرياضية وطباعة جداول الأحداث الرياضية مزودة بالخرائط والإرشادات الكافية.
ولفت إلى أهمية العنصر الثالث وهو الجمهور حيث تنتعش المدن أثناء البطولات الرياضية بما فيها من فنادق ومطاعم ومتاحف بسبب توافد الجماهير لحضور المناسبات الرسمية، منوها بضرورة توفير كل سبل الراحة للسياح الرياضيين من مواصلات وخدمات وسكن واستغلال تواجدهم في المدينة بالفعاليات المصاحبة للبطولات مثل الرياضات الشعبية المستوحاة من ثقافة الشعب وتاريخ الأرض.
وتابع: أما العنصر الثالث «الإعلام» فيقع عليه الدور الأكبر في التسويق للبطولة ونقلها للجماهير التي لم تتمكن من الحضور، وكذلك تولي نقل المباريات بطرق حديثة وإبداعية لإظهار البطولة والأحداث المصاحبة المستقاة من ثقافة البلد في أبهى حلة، مشيرا الى ضرورة نقل الأحداث بطرق جديدة ومبتكرة خصوصا أن التنافس والسباق في عالم التكنولوجيا أسرع مما يتصور.
وختم الدكتور المري حديثه بالقول إن الفوائد العائدة من السياحة الرياضية تكون أضعاف الفائدة من الحدث الرياضي نفسه، لذلك لابد من الاهتمام بالسياحة الرياضية وإبرازها للجماهير والتي تعتبر ضيوفا على الدولة المستضيفة.
محط أنظار
وقالت الكاتبة المتخصصة في الشأن السياحي موزة آل إسحاق إن السياحة الرياضية القطرية تقوم على مقوِمات أساسية وذلك لتحقيق الازدهار والتطوير المستمرين بما يواكب التطور العالمي في إطار ثقافي تراثي يعزز الهوية القطرية، وأضافت ان هذه الاستراتيجية ساهمت في تحقيق رؤية رياضيَّة سياحيَّة ثقافية من الطراز الأول، وذلك من خلال نجاح دولة قطر في استضافة عدد من البطولات والفعاليات الرياضية وأثبتت نجاحها وكفاءتها في كثير من البطولات واستطاعت تكوين صورة وتجربة رياضيَّة ثقافية كان لها صدى عالمي كمظلة للثقافات وتقارب الشعوب تحت راية قطريَّة.
وأضافت أن قطر جمعت بين السياحة والثقافة والرياضة من خلال توفير كافة المُقوِّمات الرياضية بما يعزِز الهوية الثقافية القطرية، وذلك من خلال بناء منشآت رياضية يحمل كل منها قالبًا تراثيًا قطريًا ومعنى ثقافيًا يسلط الضوء على الثقافة القطرية في إطار رياضي ثقافي يواكب التطور الرقمي وذلك إيمانًا منها بأنَّ الهُويَّةَ الثقافيةَ والتراثية تعزز من قيمة الشعوب والمُجتمعات وترفع من قيمة معالمها الثقافية والسياحيَّة.
وأوضحت أن الرياضة حازت اهتمامًا لأن لها قيمة كبيرة لدى شعوب العالم، ولها دور كبير وفعَّال في توحيد الشعوب وخلق لغة تواصل واهتمامات مُشتركة بين ثقافات وجنسيات متعددة، واستطاعت السياحة الرياضية تسليط الأضواء على كافة الإمكانات والمرافق الرياضية التي تزخر بها العاصمة القطرية.
ونوهت بأن قطر تمتلك كل مقوّمات السياحة الرياضية لذا أصبحت محط أنظار العالم ورغبتهم لزيارة الدوحة وحضور الفعاليات والبطولات التي تُنظمها لما تمتاز به من تنظيم وجودة وخدمات رائدة ومتقدمة، وقدمت تجارِب واقعية جعلت الكثير من السائحين وزوار العالم يبدون رغبتهم في زيارة قطر مرة أخرى، لما يمتاز به الشعب القطري من سمات الكرم والضيافة العربية وحفاوة الاستقبال، ويليها ضرورة التركيز على ثقافة الوعي والمُحتوى بالثقافة السياحية المرحلة المقبلة ونقل الصورة الحقيقية لكل المُقوّمات الثقافية والسياحية العربية وأهمها المواطن لأنه محط أنظار السائح بمجرد وصوله ورغبته في التعرّف على الهُوية الثقافية للشعب والمُجتمع، وتكون لديه ثقافة عالية في كيفية التعامل مع السائح وإعطاء صورة حقيقية عن المواطن والهُوية الثقافية.
0 تعليق