أكدت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية أن الاكتئاب الشتوي، المعروف أيضًا بالاضطراب العاطفي الموسمي (SAD)، هو نوع من الاكتئاب يرتبط بتغير الفصول ويظهر غالبًا في فصل الشتاء عندما تكون ساعات النهار أقصر.
وقالت المؤسسة في بيان أمس» يُعتقد أن نقص التعرض لأشعة الشمس يؤدي إلى اختلال في مستوى السيروتونين في الدماغ، وهو ناقل عصبي يؤثر على المزاج، ويقلل من إنتاج فيتامين (د) الضروري للصحة النفسية.
وقالت الدكتورة سارة بلوديان، أخصائية نفسية في مركز الثمامة الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، إن الأعراض الشائعة لهذا النوع من الاكتئاب تشمل الشعور بالخمول، فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، زيادة الوزن بسبب الشهية المرتفعة للكربوهيدرات، وصعوبة التركيز.
وأوصت بتطبيق استراتيجيات فعّالة لتفادي السقوط في فخ الاكتئاب الشتوي أولها العلاج بالضوء الذي يعد أحد الخيارات الرئيسية، حيث يُستخدم جهاز خاص يبعث ضوءًا يحاكي أشعة الشمس لتحفيز إنتاج السيروتونين.
كما نصحت بالخروج خلال النهار للحصول على أكبر قدر ممكن من ضوء الشمس الطبيعي، حتى في الأيام الغائمة. أو على الأقل البقاء أمام النافذة فترة الصباح.
وأكدت أن ممارسة الرياضة بانتظام يساهم في تحسين المزاج عبر تعزيز إفراز الإندورفينات. كما يُنصح بتناول نظام غذائي متوازن يحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية، مثل فيتامين (د) وأوميغا-3، مع تجنب الأطعمة الغنية بالسكريات البسيطة.
وأوضحت أن العلاج النفسي يكون مفيدًا لدعم فهم المريض لحالته وإدارة حالته اليومية في الأسرة أو العمل، مثل العلاج المعرفي السلوكي، الذي يساعد على تطوير استراتيجيات لمواجهة الأفكار السلبية. العلاج النفسي يزوّد المريض بالأدوات والمهارات التي تعزز مناعته النفسية لمواجهة الاكتئاب الموسمي وتحسين جودة حياته على المدى الطويل، لافتة إلي ضرورة استشارة الطبيب لتقييم الحالة واحتمالية استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب.
الاكتئاب الموسمي والتقليدي
وحول الفرق بين الاكتئاب الموسمي والاكتئاب التقليدي، قالت الدكتورة سارة: «الاكتئاب التقليدي حالة مزمنة أو نوبات متكررة لا ترتبط بالضرورة بمواسم معينة مثل الاكتئاب الموسمي، لافتة إلي أن أعراض الاكتئاب التقليدي تشمل الحزن المستمر، فقدان الاهتمام أو المتعة في الأنشطة اليومية، ضعف الطاقة والنشاط، اضطرابات النوم سواء صعوبة الدخول في النوم أو الاستمرار فيه، والشعور بانعدام القيمة أو الشعور بالذنب الذي يعتبر القاسم المشترك بين حالات الاكتئاب.
وأشارت إلي أن الاكتئاب التقليدي يحدث نتيجة لعوامل متعددة، منها الوراثة، والأحداث الحياتية الصعبة مثل الصدمات النفسية المتراكمة أو مشاعر الإحباط غير المفرغة، أو فقدان لموضوع التعلق سواء كان معنويًا أو ماديًا كفقدان حبيب أو خسارة فرصة استثمر فيها الإنسان طاقة كبيرة، كما يمكن أن يرجع السبب في الاكتئاب إلى فقدان المعنى في الحياة والشعور بالعجز في التغيير.»
وأشارت د. سارة إلى أن الحزن المستمر قد يؤدي إلى خلل في كيمياء الدماغ. وعلى عكس الاكتئاب الموسمي، فإن العلاج غالبًا ما يتطلب مزيجًا من الأدوية المضادة للاكتئاب والعلاج النفسي.
0 تعليق