حوارات
"أفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً" (الجاثية 23).
ينسى الانسان عندما يعجز عن استرجاع معلومة، أو حدث معيّن، والأشدّ وطأة في موضوع النسيان هو أن ينسى المرء دروس الحياة، وتجاربه الحياتية السابقة، ويعيد مرَة تلو الأخرى ارتكاب الأخطاء نفسها الحياتية الكارثية.
ومن بعض أسباب نسيان دروس الحياة، وعدم الإتّعاظ منها، نذكر ما يلي:
- الغَفْلَة: يغفل الانسان عندما يضعف انتباهه لشيء أو لأمر معيّن، إمّا بسبب طغيان هوى المرء عليه، أو لانغماسه المفرط في الشهوات، أو لغشاوة تغطّي قلبه، وتتسبّب الغفلة في نسيان دروس الحياة، وعدم الاستفادة منها في الحياة، الخاصة والعامة، وكلما زادت يقظة وتنبّه الفرد زالت غفلته.
-عدم الجِدِّيَّة: يفتقد بعض من ينسون دروس الحياة الجديّة في التعامل مع أنفسهم، ومع متطلّبات الحياة، وستلاحظهم لا يتعلّمون من تجاربهم السابقة بسبب رفضهم الاختياري أخذ الأمور الحياتية المهمّة على محمل الجِدّ، فيعيشون حياتهم سَبَهْلَلاً، لا ثمرة في ما يقولون، وما يفعلون.
-غياب التأمّل: يفتقد من لا يتعّظون من دروس الحياة الرغبة في التأمّل، في ما حدث لهم في السابق بسبب طرق تفكيرهم، ولا يمنح هؤلاء الأشخاص أنفسهم الفرصة للتدبّر المناسب، والتفكير المتمعّن في ما دفعهم مرّة أخرى لتكرارالأخطاء الحياتية نفسها.
-مجالسة المتفرّغين، والحمقى، والسفهاء: عندما يصرّ الشخص على مجالسة، والتحدّث مع الأفراد العاطلين فكرياً ونفسياً باختيارهم، فهو يجلب على نفسه ما لن يفيده في حياته، فلا يمكن أن يتعلّم الانسان دروسا حياتية مهمّة، أو فعّالة ما دام يستمر يخالط أشخاصاً أعرض عنهم العقلاء، والصالحون في المجتمع.
-المذكّرات اليومية: يندر أن يكتب من ينسى دروس حياته مذكّراته اليومية، لظنّه أنها لن تنفعه، لكنها (المذكّرات اليومية) تساهم في تطوير شخصية الفرد وتقويّه نفسياً، فهي تطوّر شخصيته عندما يداوم على مراجعتها بين الحين والآخر، ليعرف ماذا تطوّر في شخصيته، وما لا يزال ينقصه، وتقوِيه نفسيا، لأنها أداة مفيدة يتم خلالها تفريغ الضغوط الحياتية النفسيّة، بشكل صحيّ وآمن.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi
0 تعليق