الحريف بشير الديك.. «سواق الأتوبيس» يصل محطته الأخيرة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رحل عن عالمنا السيناريست الكبير بشير الديك، عن عمر ناهز ٨٠ عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا عظيمًا امتد لعقود، ليكون آخر الفنانين الراحلين عن عالمنا فى عام ٢٠٢٤.

وأقيمت مراسم جنازة السيناريست الكبير بمسقط رأسه فى محافظة دمياط، وشُيع الجثمان وسط حضور محبيه وأفراد أسرته وزملائه من الوسط الفنى.

وعانى بشير الديك من تدهور كبير فى صحته خلال سنواته الأخيرة، ما أدى إلى دخوله العناية المركزة عدة مرات، بعدما اشتدت عليه الأعراض المرضية بشكل ملحوظ. وقالت ابنته «دينا» إن حالته الصحية كانت تتأرجح بين التحسن والتدهور، وفى الأيام الأخيرة، عانى من صعوبة شديدة فى المضغ والبلع.

وأضافت أن والدها لم يكن قادرًا على تناول الطعام بشكل طبيعى، ما أثر على صحته العامة، ثم تمكن من تناول القليل من الطعام، وبدا وكأن وعيه يتحسن، ما جعل الأسرة تتعلق ببعض الأمل، قبل أن تسوء حالته من جديد.

وتحدث بشير الديك فى أحد لقاءاته الأخيرة عن شعوره بالوحدة، بعد فقدان رفاق دربه، مثل عاطف الطيب ومحمد خان ونادر جلال، قائلًا: «كل أصحابى اللى كنت بشتغل معاهم ماتوا، وأنا بقيت حاسس إنى وحيد جدًا».

وُلِد بشير الديك فى قرية «الخياطة» بمدينة دمياط عام ١٩٤٤، وحصل على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة، يونيو ١٩٦٦، قبل أن يبدأ حياته المهنية ككاتب قصص قصيرة نُشرت فى العديد من المجلات الثقافية داخل مصر والعالم العربى، قبل أن يتجه إلى السينما، ويكتب أول أفلامه «مع سبق الإصرار»، الذى عُرض عام ١٩٧٩.

أثّر بشير الديك بشكل كبير فى صناعة السينما المصرية، وعمل مع أبرز المخرجين والنجوم، وأسهم فى تقديمهم بشكل جديد إلى الجمهور، ما جعل بعضهم يتألق ويصبح من رموز الفن المصرى والعربى على حد سواء.

تعاون «الديك» مع المخرج عاطف الطيب فى الكثير من روائع السينما، مثل «سواق الأتوبيس» الذى يُعتبر علامة فارقة فى مشواره، و«ضد الحكومة» الذى ناقش قضايا الفساد والعدالة، و«ليلة ساخنة» الذى تناول قضايا الطبقات المهمشة فى المجتمع.

كما شكّل ثنائيًا ناجحًا مع المخرج محمد خان، فى أعمال مثل «الحريف»، الذى أظهر الزعيم عادل إمام فى واحد من أبرز أدواره، إلى جانب أفلام خالدة أخرى مثل «موعد على العشاء» و«الرغبة».

فى الدراما التليفزيونية، قدم بشير الديك أعمالًا مميزة تناولت قضايا اجتماعية وسياسية بعمق وواقعية، ومن أبرزها «الناس فى كفر عسكر» و«أماكن فى القلب» و«درب الطيب» و«حرب الجواسيس» و«عابد كرمان»، وتميزت كتابته لهذه الأعمال بالسلاسة والعمق، لتحظى بشعبية كبيرة، خاصة فى ظل ما حملته من رسائل إنسانية ومجتمعية.

فى عالم الرسوم المتحركة، قدم بشير الديك فيلم «الفارس والأميرة»، وهو أول فيلم رسوم متحركة مصرى طويل، بدأ العمل عليه بعد وفاة مخرجه الأصلى محمد حسيب، وأضاف رؤيته الإبداعية لنصف ساعة منه، قبل أن يُعرض أخيرًا فى ٢٠٢٠، وهو يتناول قصة تاريخية ملهمة بروح فنية مميزة، ما جعله تجربة استثنائية فى مجال الرسوم المتحركة بمصر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق