حوارات
قال الشاعر العربي القديم: "كُلُّ امْريء فِي نَفْسِهِ عَاقِلُ، يَا لَيْتَ شِعْرِي فَمَنِ اَلْجَاهِلُ"؟
يندُر، وفقا لما أعتقد، أن يقبل الأحمق أنّه ليس عاقلاً، أو أنه أمرئ مخدوع، أو أنه مغفّلٌ باختياره، أو أنه يجب عليه أن يعالج حمقه.
ومن بعض علامات الأحمق الذي يرى نفسه عاقلاً، وأسباب استمراره في حمقه، وانكاره له، وكيفية علاج الحُمْق الاختياري، نذكر ما يلي:
-علامات الحُمْق: يتّصف بانفصاله عن الواقع المحيط به، وبضعف وعيه الظّرفي، وعدم إدراكه لعواقب كثير من كلامه، وتصرّفاته الحمقاء، وتغيب عنده القدرة على التفكير السليم (القدرة على التفكير والتصرّف بشكل مُتَعَقِّل، واتّخاذ قرارات شخصية سليمة).
ويظهر على الأحمق عجز مزمن في التعلّم من تجارب الحياة، فهو يعيد استعمال طريقة التفكير الفوضوية نفسها التي أدّت به إلى ارتكاب أخطاء كارثية في حقّ نفسه خصوصاً، وبإفراطه في اندهاشه، ويقول الكلام في غير وقته.
وربما يغرّك أحياناً تصنّعه للعقلانية حتى يتّضح لك لاحقاً حمقه المستطير، والأحمق كما قال أجدادنا العرب القدماء "هَبَنْقَعُ"، يتصرّف بحمق، ويفخر بصفات ليست لديه.
-الأسباب: ربما يولد الشخص "أحمقّ"، ويبقى كما هو عليه من حمق، ليس فيه ضرر كبير حتى يتوفّاه الله.
لكن ينشأ كثير من الحُمْق من مخالطة الحمقى، ومجالسة السفهاء، وضعف تقدير الذّات، وعدم وجود الرّغبة في التعلّم من تجارب الحياة، والتقوقع الفكريّ، والنفسيّ الإراديّ، وبالطّبع، تؤدّي التربية الأسريّة الفاشلة الى اِستفحال داء الحُمق، وربما بسبب ضعف الايمان الديني، وقلّة التفكّر، ورفض الاعتبار مما يتعرّض له الأحمق من مواقف مخجِلة ومتكرّرة.
-علاج الحُمْق: تقوية المناعة الذّاتية ضدّ التأثّر السريع بآراء الآخرين، والقراءة المكثّفة عن التفكير السليم، وعن سمات الانسان الحَصِيف، والتأنّي وبضبط النفس، وزيادة التعاطف مع الآخرين (الذّكاء الوجداني)، وتعويد النفس على قبول النقد الصّادق من الآخرين.
وكذلك تجربة العلاج المعرفي السلوكيّ، وقرأة القرآن الكريم بشكل يومي: "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً" (الإسراء 9).
كاتب كويتي
@DrAljenfawi
0 تعليق