الإفلاس العالمي في عالم القيم

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شفافيات

في سبعينيات القرن الماضي قرأت كتاب"معالم في الطريق" للمرحوم، بإذن الله، سيد قطب الذي حرضت الدول المستعمرة عليه عند جمال عبدالناصر، ما سبب في استجابة ناصر لهوى تلك القوى الخفي فاعدم سيد شنقا، وهو رجل كبير في السن؛ وقد الف كتاب "في ظلال القرآن الكريم" من ثمانية مجلدات لم أر مثله بين كتب التفسير؛ والذي قال عنه عالم المدينة المنورة راجي عفو ربه الباري: حماد بن محمد الانصاري: "اذا تعبتَ يا طالب العلم من القراءة والاطلاع العلمي البحت؛ فالجأ الى تفسير "في ظلال القرآن الكريم" ليعيشك متعة القرآن الكريم". يقول سيد قطب في ذلك الكتاب: "تقف البشرية اليوم على حافة الهاوية؛ لا بسبب التهديد بالفناء المعلق على رأسها، فذلك عرض للمرض القديم، وليس هو المرض؛ ولكنها تقف اليوم على حافة الهاوية بسبب افلاسها في عالم القيم الذي يمكن ان تنمو فيه البشرية نموا سليما وتترقى ترقيا صحيحا".

ورد هذا في مقدمة الكتاب في الصفحة الاولى، وقد كتبه في ستينات القرن الماضي.

واقول شيئا بعد قراءتي للكتاب، وبعد زيارتي لعدد من الدول الاوروبية وأميركا، ان من المدهش أن تتمتع معظم الشعوب الغربية باخلاقيات انسانية راقية وثابتة؛ وقد جربت التعامل التعاوني مع شعوب الغرب، وانا في زياراتي السياحية لتلك الدول والاكثر دهشة.

ان العديد من تلك الحكومات الغربية ليست على منهج شعوبها من الانسانية والعطف والتراحم؛ وقد رأيتم ايها الناس كيف خرجت معظم الشعوب الغربية في مظاهرات عارمة سدت الشوارع، ولا تزال، رفضا للابادة التي تمارسها الصهيونية ضد سكان غزة، وكانوا أفضل من العديد من المسلمين والعرب، الذين كان بعضهم يرقص على أنين وآلام الجرحى الفلسطينيين، وعويل الامهات الثكالى.

لا علينا من كل هذه المقدمة لموضوع يحتاج لتأليف كتاب كبير فيه، فإن العالم الصناعي المتقدم لم يعد لديه ما يقدمه للبشرية من قيم؛ فيما كان يقدمها بصورة مشوهة احيانا، لبعض البشر الذين لا يملكون رصيدا من القيم في فترات من تاريخهم.

وكل ما تستطيع الحضارة الغربية ان تقدمه للبشرية اليوم بعد افلاسها العام في القيم، كدول الادوات الصناعية والمخترعات، ليس حباً في البشرية، انما لنهب شعوبها، فهي تبيعها باسعار خيالية ما ادى الى افلاس البشر، في كثير من الأحيان.

وقد صدق سيد قطب في ما قاله في مقدمة كتابه عن افلاس البشرية في عالم القيم، وقد قابلت الناس في بلاد الغرب، وفي اميركا، فقال العديد منهم ان بعض حكوماتهم لا تمثلهم اخلاقيا؛ فمن يقود تلك السياسات الحكومية ومناهجها، يا ترى ليختلفوا عن شعوبهم في قيمهم؟

الحديث في هذا يطول.

كاتب كويتي

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق