مختصر مفيد
عاشت أوروبا خلال الحرب العالمية الأولى ( عام من 1914 إلى 1918) في حروب ومجاعة، بينما صُنفت سورية كأغنى دولة عربية قبل الحرب العالمية الأولى، والدولة التي امتلكت أكبر الصناعات، وعاشت مرحلة ازدهار اقتصادي، فها هي صورة لمدينة دمشق على الطراز الأوروبي، وفيها سيارات "فورد" ذات اللون الأسود، وصورة للتجار السوريين أمام محالهم في أحد الأسواق المشهورة، آنذاك.
ولما حدثت ما تسمى مذابح الأرمن، ساعد أهالي حلب الأرمن اللاجئين في سنة 1916، وقدموا لهم الطعام، وكانت حلب تصدّر الجوخ لإنكلترا، وهو أفخم لباس في بريطانيا سنة 1918، وكانت صادرات حلب سنة 1917 في اليوم الواحد تعادل صادرات القاهرة في 30 يوماً.
أما مصر فأرسلت معونات عاجلة إلى بلجيكا لإنقاذها من الفقر والمجاعة سنة 1918، عندما تخلى الغرب عنها، وهناك صورة شيك مصري باللغة الفرنسية مستحق الدفع في باريس يكتب فيه "القاهرة في السابع من أغسطس 1918، ادفعوا لصالح بلجيكا مبلغ 165 ألف فرنك".
وفي سنة 1925 فازت القاهرة بجائزة أجمل مدن العالم لدرجة أنه عندما يتم تجميل لندن أو باريس كان الأوروبيون يفتخرون أنها مثل القاهرة، وفي سنة 1946 دخل مهاجرون يونانيون غير شرعيين مصر عن طريق الإسكندرية بحثا عن فرصة عمل وحياة أفضل من أوروبا، فقبضت عليهم السلطات، مع ان هناك يونانيين يعملون في مصر بطريقة قانونية، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية سنة 1945، طلبت أميركا مساعدات مالية من مصر، وفي سنة 1947 زار الرئيس الأميركي الأسبق هيربرت هوفر، ليطلب المعونة لأوروبا التي اجتاحتها مجاعة بعد الحرب.
كان اليمن يقرض البنك الدولي بمبلغ ستة ملايين دولار سنويا، وكان كل ريال ونصف الريال يمني يساوي دولارا أميركياً واحداً، وأرسلت السودان في سنة 1935 تبرعات الى المدينة المنورة لمساعدة السعودية، بعد موجة الجفاف والجوع التي عاشتها سنة 1935، وكان شارع باب البحر في طرابلس في ليبيا سنة 1915 من أجمل شوارع العالم.(انتهى الاقتباس)
هذا ما نشره مصدر على الانترنت، في وقت ما، واضيف "هذه الدول قامت على أكتافها الحضارة الإنسانية، لكنها انتقلت من قائمة أعرق وأعظمها، الى قائمة أتعسها على الإطلاق"، وتساءل المصدر عن السبب، وقال: "أترك الجواب لكم".
ماحدث، فيما بعد، للدول العربية التي ذكرناها كان بفعل المؤامرات الخارجية لتحطيمها من الداخل، ولإضعاف العرب، ولتبنيها المذهب الاشتراكي، ويبدو انه بعدما تدهور وضعهم، لم تنجب المنطقة قيادات وكفاءات اقتصادية تفكر بعمق، وتدير شؤون بلادها، وتنفع المجتمع، بل حدث انقلاب تلو الآخر.
0 تعليق