مع كثرة مشاغل الحياة ومشاكل التعاملات قد يشعر الإنسان بشيء من الوهن النفسي والتأثر المشاعري والخذلان العام.
ماذا لو أسقطنا هذه الثقافة كفلسفة معنوية على أنفسنا بحمايتها من التعديات المجتمعية الطارئة التي تحدث لنا في مختلف شؤوننا الحياتية وعلاقاتنا البشرية مع ذواتنا والآخرين في مختلف الدوائر المجتمعية الخمس.. دائرة الذات ثم الأسرة ثم العائلة ثم العمل ودائرة المجتمع العام.
قال تعالى "بل الإنسان على نفسه بصيرة" الآية 14 بسورة القيامة.
الانفعال في تعريفه بأنه حالة من الاضطراب الوجداني المشاعري الطارئ تجاه موقف ما أو عدة مواقف تتصاعد نتيجة الخبرات التراكمية في النفس البشرية تتسبب في القلق والتوتر، ومن ثم تؤثر باختلالات جسدية مصاحبة مثل زيادة إفرازات الهرمونات وسرعة دقات القلب وتسارع في وتيرة التنفس أحيانا.
فالإنسان هو الأكثر معرفة بنفسه من حيث خبراته ودواخله المعنوية من المشاعر والأحاسيس التي مر بها وما يخالجها من انفعالات للفرح والترح الحزن والغضب والقلق والتوتر والأمان والخوف، وغيرها الكثير من الانفعالات التي تؤثر على صحتنا النفسية كردود أفعال، وبالتالي على صحتنا الجسدية كاستجابات من خلال السلوكيات إما لفظية أو فعلية أو إيمائية فتكون إيجابية أو سلبية بحسب الموقف.
وهنا يمكننا القول إن الإنسان الطبيعي وأقصد بالطبيعي "الذي ليس لديه أمراض عقلية ذهانية حادة تصنف بأنها مؤثرة على سلوكياته تتطلب أخذ أدوية وعقاقير"؛ من المفترض أن يستحضر التبصر الذاتي بأن ينظر لنفسه وبحالته ويقف عليها بأسلوب تقييمي جاد، من خلال ما مر به من أحداث ومواقف أنشأت لديه درعا من التأمين النفسي بمعنى أنه يعرف ماذا يحب وماذا لا يحب، من هم الأشخاص الذين يرغب بالتواصل معهم من أولئك الذين يجعلهم في دائرة الحدود أو الحظر والإبعاد؛ كذلك المواقف التي عاش تفاصيلها وفندها الجيدة من السيئة بكيفية التعامل مع والخبرات التي تمكنه من مواجهة الجديد منها، وأيضا الذكريات في عزلها وتفاصيلها بأسلوب استدعاء المناسب منها التي ترفع من معنوياته وصد تلك التي تؤثر عليه وتحبطه وتبقيه منغلقا.
التأمين النفسي المشاعري أجدها فلسفة تعزيزية مرحلية يمارسها الإنسان، من خلال وعيه وإدراكه في كل مرحلة يعيشها ويكبر معها شهريا أو كل ثلاثة أشهر أو نصف سنوي أو كل سنة.
جميعنا يمكن العمل عليها بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى ثم التحصين ومن ثم تفعيل الدور المعرفي من خلال الخبرات الحياتية.
Yos123Omar@
0 تعليق