وجهة نظر: الثورة القادمة: الذكاء الصناعي خلف الكواليس

الكويت 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عندما نتحدث عن «العملاء»، قد يتبادر إلى الذهن شخصيات مثل جيمس بوند أو رأفت الهجان، لكن العملاء الذين أعنيهم هنا ليسوا من عالم التجسس والمخابرات، بل من عالم الذكاء الصناعي. منذ ظهور ChatGPT على الساحة، كل شيء تغير، وخصوصاً في عالم الأعمال.

اليوم، أصبح الشخص العادي يمتلك قوة إنتاجية كان يحتاج إليها جيش من الموظفين في الماضي لتحقيقها. التطور في هذا المجال يسير بسرعة مذهلة، وبتقديري، سيكون عام 2025 عام «العملاء المصممين»، الذين سيعملون خلف الكواليس لإنجاز المهام الصعبة في العالم الافتراضي.

إذا تأملنا في احتكاكنا اليومي مع العالم الافتراضي فسنجد أننا متصلون به بشكل مستمر، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، المعاملات الإلكترونية، أو التعاملات المالية. كل هذه العمليات تحولت إلى بيانات ورموز يفهمها الذكاء الصناعي ويمكنه التعامل معها بكفاءة مذهلة. بعبارة أخرى، المهام المعقدة التي كانت تتطلب تدخل الإنسان ستتحول قريبًا إلى محادثات بسيطة مع «عميل» أو مجموعة من «العملاء» الرقميين الذين سينجزونها في الخلفية. كل تجربة ستصبح مخصصة وفقًا لتفضيلات المستخدم، وستتلاشى الحاجة للقيام بالخطوات اليدوية المتكررة.

لنفكك عملية بسيطة، مثل حجز مقعد في السينما لفيلم معين: في الوضع الحالي، عليك البحث عن الفيلم، اختيار دار العرض المناسبة، حجز العدد المطلوب من المقاعد، ثم الانتقال إلى صفحة الدفع لإتمام العملية. في المستقبل القريب جدًا، كل ما ستحتاج إليه هو محادثة سلسة مع «العميل» الخاص بك، الذي سيتولى كل هذه الخطوات دون أن تشعر بها، بل إنه سيعرف مسبقًا الأفلام التي تفضلها، وأقرب دور عرض إليك، وحتى المقاعد التي تحب الجلوس فيها. كل هذا سيتم بسلاسة في تجربة متكاملة لا تتطلب منك سوى أمر صوتي أو نصي بسيط.

تخيل أن كل واحد منا سيكون لديه «جارفس» الخاص به، تمامًا كما كان لدى توني ستارك في أفلام Iron Man. بدلاً من البحث يدويًا، أو ملء النماذج، أو التنقل بين التطبيقات، سيهتم «العميل الذكي» بجميع التفاصيل، ويجعل التجربة سلسة وشخصية بالكامل. نحن مقبلون على تحول جذري، بل نحن نعيشه بالفعل، وتداعياته ستتوسع بسرعة. من الترفيه إلى الأعمال التجارية، ومن الخدمات المالية إلى الرعاية الصحية، سيصبح وجود «العملاء» الرقميين أمرًا أساسيًا في حياتنا اليومية.

هذا التغيير يحمل في طياته إيجابيات ضخمة، مثل توفير الوقت، وتخصيص التجارب، وزيادة الإنتاجية، لكنه أيضًا يأتي مع تحديات، مثل الأمان، والخصوصية، والتحديات الاجتماعية، والاعتماد المفرط على الذكاء الصناعي، لذا علينا الاستعداد لهذا التحول ليس فقط بتقبله، بل بفهمه واستغلاله بالشكل الأمثل. العالم يتغير أمام أعيننا، والسؤال ليس إن كنا سنلحق بالركب، بل كيف سنكون جزءًا من هذا المستقبل الجديد؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق