أكد أن العلاج يسهم في شفاء 80% من النوع المزمن خلال عام و20% في 5 أعوام
مرض التهابي مناعي يظهر على شكل طفح جلدي ناتج عن تفاعل تحسُّسي
أطعمة تحتوي على نسبة عالية من مادة "الهيستامين" تحفّز الإصابة بالمرض
المصاب يشعر بحكة شديدة تترافق مع إحساسه بوخز الإبر أو اللسع أو الحرق
الأعراض تظهر على شكل بقع مرتفعة قليلاً فوق الجلد أو خطوط أو أقواس
تفاقم الحالة يؤدي إلى انتقال الإصابة للأجهزة الداخلية وتسمى"الصدمة التحسُّسية"
مروة البحراوي
أكد استشاري الأمراض الجلدية د. محمد القاسمي أن الارتكاريا او التحسس الجلدي مرض شائع يصيب نحو 20% من الناس حول العالم، وأن النساء هن الأكثر عرضة للإصابة من الرجال، لافتا إلى أنه ينتشر بين الفئات العمرية الأقل من 40 عاما، ويقل لدى من هم فوق الـ70 عاما.
وأشار القاسمي في لقاء خاص لـ"السياسة" إلى وجود ثلاثة أنواع من الارتكاريا (الحادة، والمزمنة المحفزة بمؤثر محدد، والمزمنة التلقائية بدون مؤثر واضح)، لافتا إلى أنه قد يكون أحيانا بسبب مرض جيني وراثي يحدث نتيجة نقص في انزيم التممة (c1) أو الحال لمادة الهيستامين ـ المادة المسببة للارتكاريا ـ فنجد أن البعض ينتج كمية قليلة أو منعدمة من الانزيم لذا يكون لديه تحسس تجاه بعض الأطعمة بخلاف الآخرين.
ولفت إلى وجود أطعمة تحتوي على نسبة عالية من مادة "الهيستامين" ومنها (مشتقات الحليب، البيض، الفول السوداني، الجوز، المأكولات البحرية، الأجبان، السجق، الفراولة، الطماطم والمشروبات الكحولية مثل البيرة).
وأكد أنه نظراً لأهمية هذا المرض، فقد خصصت منظمة الصحة العالمية يوم الأول من شهر أكتوبر كل عام يوما عالميا بهدف زيادة التوعية بهذا المرض وتحسين نوعية الحياة للمرضى، نظرا لأنه يمثل عبئا اجتماعيا واقتصاديا ونفسيا، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، عرف القاسمي الارتكاريا أو (الشرى) بأنها مرض التهابي مناعي يظهر على شكل طفح جلدي ناتج عن تفاعل تحسسي، ويظهر على شكل بقع مرتفعة قليلا فوق الجلد أو خطوط أو نقط أو أقواس أو أشكال متعرجة، ذات ألوان مختلفة بدرجات اللون الأحمر أو لون فاتح كلون الجلد.
أضاف: يشعر المصاب بحكة شديدة تترافق مع إحساسه بوخز الإبر او اللسع والحرق، وقد تترافق مع انتفاخات أو تورّم يصيب الأجفان والشفتين وأحيانا اليدين والقدمين وتسمى بـ"الوذمة الوعائية"، وقد يحدث تطور حاد وتفاقم للحالة يؤدي إلى انتقال الاصابة من الجلد إلى الأجهزة الداخلية للجسم، وتحدث ما يسمى بـ"الصدمة التحسسية" التي تبدو في صورة هبوط في ضغط الدم، وضيق تنفس، وتورم باللسان مما يسبب أزيزا وصعوبة بالتنفس وتسرعا أو بطئا في نبضات القلب، والشعور بالدوران أو الاغماء، الغثيان والقيء والاسهال.
ونصح القاسمي بتجنب تناول بعض الأطعمة الغنية بـ"الهستامين" قبل ممارسة التمارين الرياضة أو الأعمال الشاقة لأنها تزيد من احتمال حدوث الصدمة التحسسية، مشيرا إلى ضرورة ترك مدة لا تقل عن 6 ساعات كاملة بين تناول هذه الأطعمة وممارسة الرياضة.
د.محمد القاسمي متحدثا الى الزميلة مروة البحراوي (تصوير- رزق توفيق)
3 أنواع
وأشار القاسمي إلى وجود ثلاثة أنواع من الأرتكاريا (الحادة، المزمنة المستثارة والمزمنة التلقائية بدون مؤثر واضح)، لافتا إلى أن النوع الأول من الارتكاريا الحادة تقل نسبيا بتقدم العمر، وهي تستمر لمدة ستة أسابيع كحد أقصى، وتظهر العلامات الجلدية فجأة ثم تختفي خلال 30 دقيقة إلى 24 ساعة، وقد تظهر الوذمة الوعائية لكنها تختفي ببطء خلال ثلاثة أيام، وقد تتطور بعض الحالات إلى مرحلة الصدمة التحسسية.
ولفت إلى وجود محفزات معروفة ومحددة للاصابة بالنوع الثاني من الارتكاريا المزمنة المستثارة ـ أي المحفزة بمؤثر محدد ـ ومنها "الكتوبية الجلدية" وهي خطوط أو بقع حمراء تظهر خلال دقائق من حدوث خدش أو حد أو دعك للجلد وتبقى لمدة 30 دقيقة ثم تختفي وذلك نتيجة عدم وجود توازن بين البكتريا النافعة والضارة بالجسم.
البقع الحمراء
ومن المحفزات الأخرى البرد الشديد، الحرارة، الاهتزاز، التعرق الكوليني، التلامس محسس موضعي، الماء، أشعة الشمس و"الضغط المؤجل" أي تأجيل ظهور علامات الاصابة لعدة ساعات ما بين 4 إلى 12 ساعة فأكثر، وتظهر نتيجة الوقوف طويلا، العمل الشاق، الملابس الضيقة، الجلوس في أماكن يابسة، الحرارة العالية، الدورة الشهرية.
وأوضح أن ضوء الشمس الطبيعي أو الاصطناعي يحدث تحسسات داخل الجسم تتفاعل مع الأشعة فوق البنفسجية فتسبب البقع الحمراء، لافتا إلى أن هذا النوع من التحسس يصيب المرأة والرجل على حد سواء.
أما النوع الثالث والأخير فهو الارتكاريا المزمنة التلقائية التي تظهر دون محفز معروف، فهي ارتكاريا مزمنة تستمر لأكثر من ستة أسابيع، وتظهر في شكل علامات جلدية يومية مصحوبة بتورم وانتفاخات، وهي غالبا ما تظهر في الفئة العمرية من 20 إلى 40 عاما، وتصيب المرأة أكثر من الرجل وهي كذلك تصيب الأطفال أكثر من الكبار.
وأكد ان هذا النوع من الارتكاريا من أشد وأقوى أنواع الارتكاريا في الآثار الجانبية والعلامات السريرية، فهي قد تستمر لمدة 24 ساعة قبل أن تزول، ثم تعاود الظهور مرة أخرى بعد يوم أو يومين وتستمر على هذه الوتيرة لأكثر من ستة أسابيع، وقد تأتي مصحوبة بعلامات جلدية ظاهرة وعلامات داخلية مثل الصداع والاعياء وآلام المفاصل، وأزيز اثناء التنفس، أحمرار بالوجه، تبدلات في نبض القلب وعلامات بالجهاز الهضمي مثل الغثيان والقيء.
العلاج بالمضادات
ولفت إلى وجود علاجات كثيرة للارتكاريا تختلف بحسب النوع (حادة، مزمنة مخفزة ومزمنة تلقائية)، الا ان اغلب العلاجات تنصب حول مضادات الهيستامين والادوية البيولوجية والكورتيزون والحقن الوريدية للأضداد المناعية والعلاجات الضوئية وغيرها، موضحا أن العلاجات تساهم في تحسن الارتكاريا المزمنة التلقائية بنسبة 80% خلال عام، و20% خلال 5 أعوام من المتابعة والعلاج.
"الارتكاريا" قديماً وحديثاً... بين الخرافة والعلم
لفت القاسمي إلى أن اكتشاف هذا المرض مر بالعديد من المراحل والتحديات للبحث عن سبب حدوثه، حيث بدأ الانسان ومنذ قرون طويلة في التفكير والبحث عن تفسيرات ترقى إلى مرتبة الخيال والظن والشعوذة أيضا، ومن بين هذه المراحل:
•tفي الصين بين القرن الرابع والعاشر قبل الميلاد فسر بأنه احتباس للسوائل داخل الجسم بسبب زيادتها.
•tفي اليونان في القرنين الخامس والسادس قبل الميلاد: وصفها أبقراط بانها ارتفاعات جلدية حمراء اللون بسبب لدغ الحشرات وقد تترافق مع اضطرابات في الجهاز الهضمي.
•tفي ايطاليا بالقرن الأول الميلادي: اطلق العالم بلينيوس اسم "حرق" على التحسس الجلدي والتي اشتقت منها فيما بعد كلمة ارتكاريا.
•tوللدلالة الرمزية عن التخلف الفكري في القرون الوسطى بأوروبا، اذ كانوا يعتقدون أن مرض الارتكايا ناتج عن مس من الجن فكانوا يأمرون بقطع رأس أو حرق الشخص الممسوس حيا! وبدخول عصر النهضة العلمية في أوروبا ثم أميركا وتعدد الأبحاث من أواخر القرن الثامن عشر أطلق العالم وليام كولين اسم الارتكاريا لأول مرة عام 1769 وظهر في النسخة الأولى لدائرة المعارف البريطانية، وفتح العلم بابا لتعريف المرض بأنه مرض التهابي مناعي.
الولادة الطبيعية والاستجابة المناعية
أكد القاسمي أن منظمة الصحة العالمية أشارت إلى ارتفاع حساسية الأكل من 3 إلى 7%، وان الأطفال المولودين بالطريقة القيصرية لديهم حساسية للأطعمة أكبر من المولودين بالطريقة الطبيعية، فالطفل عندما يخرج من قناة الولادة للأم تدخل إلى معدته وجهازه المعوي البكتريا النافعة وغيرها من الجراثيم مما يعطي فرصة لجهازه المناعي في البداية بالتكيف والتأقلم مما يحسن من الاستجابة المناعية عند حدوث أي تحسس.
وأضاف أن وجود الحيوانات الاليفة بالمنزل يقلل من التحسس، كما أن الطفل الذي لديه أشقاء أكبر منه في المنزل يكون أقل تحسسا، كون ذلك يعزز فرصة التعرض لأنواع مختلفة من الميكروبات التي تستوطن جسمه مما يساعد جهازه المناعي على تمييزها وتطوير أجسام مضادة لها، لافتا إلى أن الأطفال الذين يكثرون من تناول المضادات الحيوية تزيد لديهم احتمالية الحساسية للأطعمة كون الأدوية تقتل بكتريا الأمعاء النافعة، لذا أقر الباحثون بأن اعطاء الأطفال الصغار أغذية متنوعة منذ سن مبكرة (بعد الشهر السادس) يساهم في تقوية مناعتهم وتأقلمهم.
9 محفزات ومثيرات رئيسية
أكد القاسمي أنه بالرغم من أن 50% من حالات الاصابة بالارتكاريا مازالت مجهولة المصدر، إلا أن هناك أسبابا أو مثيرات للارتكاريا بمختلف أنواعها وهي:
• الجراثيم (فيروسات، بكتريا وطفيليات).
• الأطعمة التي لاتحتوي على نسبة عالية من الهيستامين.
• بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية ومضادات الالتهاب.
• لدغ الحشرات والزواحف (النحل والدبور)
• اللقاحات.
• المواد المصنعة مثل مادة LATEX التي تظهر في القفازات الطبية.
• المثيرات الفيزيائية: أشعة الشمس، الحرارة والبرودة.
• الجهد البدني (التمارين الرياضية والأعمال الشاقة).
• مثيرات الارتكاريا الاكثر شيوعا لدى الأطفال (الاصابات الفيروسية، الأدوية، لدغ الحشرات، الأطعمة والطفيليات).
• مثيرات الارتكاريا الأكثر شيوعا لدى الكبار (الأدوية، التهاب الكبد الفيروسي والأطعمة).
التوزيع الجغرافي للحساسية من الطعام لدى الكبار
•tآسيا: الأسماك القشرية
•tأميركا الشمالية واستراليا: الفول السوداني والجوز
•tأوروبا الوسطى: الفول السوداني، الجوز، السمسم، القمح والأسماك القشرية
•tجنوب أوروبا: الفواكه والخضراوات
•tالشرق الأوسط وكوريا: السمسم والحنطة
د.محمد القاسمي في سطور
•tطبيب استشاري أمراض جلدية
حاصل على شهادة تخصص دقيق من جامعة هارفرد الأميركية
•tحاصل على شهادة البورد العربي للأمراض الجلدية وشهادة المدرسة الأولى بكلية الطب تونس
•tيعد القاسمي من أفضل أطباء الجلد في الكويت وفقا لموقع x.com/i/grok حيث يحظى بتقدير كبير لما يمتاز به من خبرة واسعة وخلفية علمية ذات مستوى عال من التدريب والتخصص، لاسيما في العلاجات المتقدمة مثل جراحة الليزر بالاضافة إلى التشخيص الدقيق لأمراض الجلد وعلاجاتها المتقدمة.
0 تعليق