سأتحدث عن عدة ممارسات خاطئة يسقطها المجتمع لمصادرة تلك الحقوق التبادلية:
أولا: ثقافة الحق في أولوية الطريق؛ من الضروري استيعاب وفهم فلسفة الدور المتتابع في الاصطفاف من الأمام للخلف بطريقة منتظمة، خصوصا في المنعطفات للـU Turn التي نراها يوميا في الشوارع والطرقات الرئيسة ممن يأتي من الجانب الأيمن ليقف بمركبته في المنعطف للمسار الثاني ويأتي الثالث كذلك، وهذا على حساب من يقف بانتظام في مساره الأول، مما يسبب عدم الرؤية له ولغيره ويراكم السيارات في المنعطف ويربك حركة السير للقادم من الجهة المقابلة، الأمر الذي يتسبب بحوادث كثيرة بحجة العجلة ومصادرة حقوق الآخرين بطريقة فوضوية.
ثانيا: ثقافة الحق في أولوية من هم داخل الميدان؛ وهنا حدث ولا حرج من انعدام الذوق العام خصوصا في ساعات الصباح الباكر ووقت ما بعد الظهر بسبب المدارس والأعمال؛ وكما هو متعارف عليه من أنظمة المرور بأن يتوقف من هو خارج الميدان ومن ثم يدخل بطريقة انسيابية منعا لحدوث التكدس المروري؛ وهنا تحضر في هذه الحالة الأنانية الشخصية وعدم الاكتراث لحقوق الآخرين.
ثالثا: ثقافة الحق في الوقوف للدور المخصص سواء عند الإشارات لكل مركبة أو أثناء الوقوف الفردي في مراكز التسوق أو المطارات أو المطاعم؛ وترى أحدهم يقوم ببث عشوائية الوقوف المنتظم ويبدأ بالتجاوز واختراق الصفوف ومخالفة القوانين العرفية المجتمعية وضربها عرض الحائط بأسلوب "أنا أو لا".
رابعا: ثقافة الحق في حضور المواعيد، الأمر الذي يحتاج إلى فلسفة عميقة لفهمها، حيث نشاهد للأسف أحيانا في مواعيد العيادات الطبية أو مواعيد المقابلات الشخصية من يأتي على الموعد ويريد الدخول فورا للطبيب، ويفتعل المشكلة ويستثير نفسه والآخرين ويرفع صوته للممرضة بأنه حضر حسب الموعد؛ والآخر يزمجر ويغضب كونه حضر حسب التوقيت وتأخر في الدخول؛ هنا يجب أن نتعلم ثقافة المواعيد بأن الحضور بحسب الموعد هو احترام لك أولا، ثم هي فرصة لإثبات تسجيل الحضور المناسب.
ويجب أن نتعلم أن هنالك فترة تقاس من 15 إلى 20 دقيقة، هي سماحية منح الفرصة لمن هو موجود بالداخل كالمريض السابق والشخص الذي بالداخل حتى يأخذ وقته ويفرغ من النقاش والتشخيص والأسئلة التحليلية المطلوبة لصياغة التقرير النهائي؛ وحتى يحين الدور لمناداة الشخص المنتظر بالخارج للدخول.
ثقافة الحقوق المجتمعية تحتاج إلى الوعي التبادلي بين أفراد المجتمع، وهي لها علاقة وطيدة بعبادة الصبر والتصبر والحلم والتحلم التي تتنامى عند الجميع من خلال احترام المجتمع لحقوق الآخرين، والتي سترفع من ثقافة الفرد ليعزز قيمة جودة الحياة مستقبلا بمشيئة الله تعالى.
Yos123Omar@
0 تعليق