شهد المجلس الأعلي للثقافة، مائدة مستديرة بعنوان "وعي الشباب بـ الجرائم الإلكترونية.. المخاطر وآليات الحماية".
وفي بداية اللقاء تحدث د.أحمد الشريف، رئيس مؤسسة القادة للعلوم الإدارية والتنمية، عن محاولة سرقة العقول والهوية والثقافة عن طريق الجرائم الإلكترونية، وأكد أن الوعي يبدأ من الفرد ثم الأسرة ثم المجتمع، وقال إن دور الخبراء والمتخصصين توعية الشباب وإتاحة الفرص الحقيقية لهم ليروا الحقائق ويكونوا شركاء معنا في كل شيء، وأضاف أن كل مؤسسات الدولة يجب أن تتكاتف أمام هذه الهجمات الشرسة من الجرائم الإلكترونية.
وتحدث عن مبادرة سفراء الوعي وقال إن كل شاب في المبادرة هو سفير ناقل للوعي في كل المجالات، وخاصة الجانب التكنولوجي، والهدف هو الوصول إلى كل المحافظات والمراكز والقرى.
قوانين دولية ومبادرات شبابية لمكافحة الجرائم الإلكترونية
وعن سلبيات التقدم التكنولوجي والاستخدام السيئ له، تحدث الكاتب د. أحمد عبد العليم قاسم، مشيرا إلى مبادرته ستاند باي، وقال إنها مبادرة شبابية تطوعية تم تأسيسها عام 2017، وتضم مجموعة من الطلبة وخريجي كليات الإعلام والسينما لتوعية الشباب في مجال الذكاء الاصطناعي.
وتحدث د.أمل شمس، أستاذ علم اجتماع التنمية بكلية التربية جامعة عين شمس، عن الفلسفة كرؤية كلية، وتناولت مخاطر استخدام التكنولوجيا على الأطفال والشباب مثل تعرضهم لضعف النظر وتشوهات في العمود الفقري بسبب كثرة استخدام الموبايل والكمبيوتر، والعنف الرقمي الذي يتم نقله للعالم الواقعي عن طريق الألعاب الإلكترونية، كما تحدث عن الجريمة الرقمية والاحتيال واختطاف العملات المشفرة، وأكد ضرورة تغليظ العقوبة كآلية من آليات مواجهة الجرائم الإلكترونية.
وقال المهندس زياد عبد التواب، مساعد أمين مجلس الوزراء للتحول الرقمي، إن الجرائم الإلكترونية متنوعة مثل سرقة البيانات تغيير الملفات والابتزاز، مشيرًا إلى أن الدول الأوروبية ليس فيها اهتمام مثلنا بوسائل التواصل الاجتماعي، فمثلًا كل شخص تجد لديه على فيسبوك 200 صديق، بينما نحن نفتخر بمن لديه آلاف الأصدقاء على فيسبوك.
وأكد أن الجرائم الإلكترونية في مصر أعدادها كبيرة جدًّا، لكن هناك من يقوم بالإبلاغ وهناك من لا يقوم بتقديم بلاغ لأسباب اجتماعية.
وقال إن التهكم على الذات المنتشر على السوشيال ميديا، والذي يراه الناس مضحكًا يومًا بعد يوم ودون أن نشعر ينشر الإحباط والسلبية، وأكد في نهاية كلمته ضرورة نشر الوعي بمخاطر الإنترنت.
التنمر على المشاهير
وتحدث الكاتب الصحفي طارق عبد الصمد مقلد، عن أهمية دور الصحافة والإعلام في مكافحة الجرائم الإلكترونية، وأكد على ضرورة عمل حملات توعية بالمدارس بالشراكة مع وزارتي الثقافة والتربية والتعليم، كما طالب مجلس النواب معاملة الجرائم الإلكترونية في العقوبات بنفس معاملة جرائم السرقة.
وأشار د. عبدالله المغازي، عضو لجنة ثقافة القانون والمواطنة، إلي أنه لا بد من زيادة التوعية بالجرائم الإلكترونية، فنحن مثلًا نجد خوف الطفل من والديه أكثر من خوفه من الشخص الذى يبتزه، وتحدث عن الاستخدام السيئ لوسائل التواصل، وأكد أن هناك فرقًا بسيطًا بين حرية الرأي وبين الوقوع في الجريمة، لذا هناك ضرورة للتوعية إلى أن التعبير عن الرأي شيء والوقوع في جرائم تصل إلى حد الإرهاب شيء آخر.
وأكد أن التنمر على أنفسنا أو على مشاهير يعد أيضًا ضمن جرائم الإنترنت، وقال إن الجرائم ليست فقط محلية، لذا تحتاج إلى قوانين دولية، وأشار إلى أن جرائم الإنترنت تمتد إلى جرائم النفس والمال وحرمة الحياة الخاصة.
وأكد د. وليد رشاد زكي، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، على أهمية آليات الحماية من جرائم الإنترنت، وأولها هي الحماية الشخصية، فمثلًا نجد أحيانًا منشورات على السوشيال ميديا تتحدث عن أمور غريبة من التكرار أصبحنا نألفها، لذا يجب أن ننتبه عند استخدام وسائل التواصل لأن الأساس في الوعي هو الحماية الشخصية.
0 تعليق