الكل كان متفائلاً برئاسة دونالد ترامب، لكن ما اتخذه من قرارات، وإيحاءات جعل الكثير يتأكد من أن الولايات المتحدة دخلت مرحلة جديدة في برنامج وضع منذ سنين، عبر خطوات مدروسة كلها تصب في مصلحة إسرائيل.
لقد عانى العالم من التطهير العرقي من بداية الخليقة الى أن جاء الإسلام، وفرض الحدود وفرض السلام، وأن الأرض لله وحده، لكن ما قاله الأشقر ترامب في جلسته الاخيرة يضرب مبادرات السلام، إن ما يريده أصبح واضحاً جداً، وبيّن أن فلسطين لن تكون للفلسطينيين، ولن تكون للمسلمين والعرب، وأن خارطة الطريق التي كنا نسمع عنها من سيطرة اليهود على منافذ الشرق الاوسط هي حقيقة فعلاً.
اذا لم يتداركها المسلمون والعرب سوف نكون عبيداً لهم، وأن الخلاف ليس على الارض فقط، بل هو عقيدة يريدون انتصاراً ومجداً لهم، وهذا بيّن وجَلي، لأن المسلمين والعرب قدموا جميع العروض لإسرائيل، وليس فقط على العلاقات الديبلوماسية، بل حتى التجارة والتطبيع، مقابل إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وكل هذا كان تحت الرعاية الأميركية، حتى جاء ترامب ووضع التوراة وتعاليم اليهود على طاولة الرئاسة، في اول جلسة له، وفرشها أمام العالم.
وهذه صفعة أميركية الى كل من يظن ان الولايات المتحدة هي بلد السلام والحريات، فها هي اليوم تعود بنا الى عصر العبودية بإجلاء جميع أهل غزة من أرضهم، وديارهم، وموطنهم الى دول الجوار، وتحت الوصاية الأميركية.
فترة ترامب هي فترة اعتقد انها تحويل كبير بين الاسلام واليهود يجب أن نعي نحن المسلمين أولاً، والعرب ثانياً أن هناك معركة مقبلة، قد لا تكون بالسيوف والاسلحة، بل بالصمود والتكاتف لصد هذا التطهير العرقي، تحت مسمى تحسين الامور، وأن هناك شعباً كاملاً ينتظر منا فزعة ووقفة لنصرته، فهناك طفل وأم وأب، وأرض الانبياء والرسل، وأولى القبلتين القدس الشريف.
كاتب كويتي
0 تعليق