ناشطون في حقوق المرأة وعلم النفس أكدوا لـ"السياسة" أن سحب جنسية "الثامنة" سيحد من الزواج بأجنبيات
- منال الكندري: سحب جنسية "الثامنة" سيجعل الشاب يفكر مِراراً قبل الزواج بأجنبية
- شيخة الجليبي: منح الدولة مميزات للمُقْدِم على الزواج من كويتية كزيادة قرض الزواج
- د.أحمد سلامة: تقليل زواج المواطنين بالأجنبيات لمصلحة الكويتيات
- علي العطار: معددو الزوجات ٪3.2 ولابد من دراسة أسباب العزوف عن الزواج
ناجح بلال
سحب الجنسية وفق المادة "الثامنة"هل بالفعل سيعدل كفة تركيبة الزواج في المجتمع الكويتي لمصلحة الزواج من المواطنات؟
سؤال طرحته "السياسة" على عدد من الناشطين في مجال حقوق المرأة وخبراء في علم النفس، فأكد غير واحد أن هذه الخطوة ستحد من الزواج بأجنبيات في المستقبل وتدفع الشاب إلى التفكير مرارا قبل الاقدام على هذه الخطوة، يأتي هذا التساؤل في وقت كشفت آخر إحصاءات الهيئة العامة للمعلومات المدنية عن أن عدد الكويتيات غير المتزوجات فوق سن 29 سنة بلغ 67 ألفا و794 بما نسبته 25%.
وأوضحت الاحصائية التي حصلت "السياسة" على نسخة منها أن عدد الكويتيات المتزوجات بلغ 267ألفا و14 حتى نهاية ديسمبر 2024، مشيرة الى وجود 30 ألفا و292 كويتيا متزوجين من غير كويتية، مقابل 19 ألفا و530 كويتية متزوجة من أجنبي من 6 قارات حول العالم.
وأظهرت أن أغلب الكويتيات المتزوجات من أجانب تزوجن من جنسيات عربية بواقع 18ألفا و6 فيما بلغت أعداد المتزوجات من جنسيات آسيوية غير عربية نحو 692 كويتية و50 امرأة كويتية متزوجة من جنسية إفريقية غير عربية و271 متزوجة من جنسيات أوروبية و407 متزوجات من أميركا الشمالية و65 من أميركا الجنوبية و39 من استراليا فيما بينت الاحصائية أن إجمالي المواطنات المتزوجات من مواطنين بلغ 247 الفا و484.
تعدد الزيجات
وأشارت الاحصائية الى أن 8 آلاف و397 كويتيا لم يكتفوا بزوجة واحدة كاشفة عن أن 7667 كويتيا تزوجوا بزوجة ثانية و560 تزوج بثالثة و80 تزوجوا بأربع مقابل 260ألفا و252 كويتيا متزوجا من زوجة واحدة.
على خط مواز، اعتبرت الناشطة في مجال حقوق المرأة وأمينة سر جمعية الشفافية الكويتية سابقا منال الكندري في تصريح لـ"السياسة" أن سحب جنسية المادة الثامنة سيجعل الشاب الكويتي يفكر مرارا قبل تفكيره بالزواج من غير كويتية لاسيما أن هناك امتيازات عدة تسحب تلقائيا ممن سحبت جنسيتهن.
وأوضحت أن ارتفاع تكاليف الزواج بالكويتيات يجعل الشاب الكويتي يتجه للزواج بغير كويتية حتى وصل العدد إلى أكثر من 30 ألف كويتي تزوجوا من غير كويتية، مشيرة الى أن هناك أسبابا تدفع المواطن لذلك منها فارق العملة بين الدينار والعملات الاخرى مما يؤدي لخفض تكلفة الزواج من غير كويتية.
وأكدت أن انخفاض عدد الكويتيين المتزوجين بثانية وثالثة ورابعة يؤكد أن الزوج الكويتي يفضل الاستقرار وعدم التشتت بين أسرتين أو ثلاث أو اربع حيث إن الفئة العظمى من المتزوجين الكويتيين اكتفوا بواحدة، لافتة الى أن الخلافات الزوجية أو عدم انجاب الزوجة قد يدفع البعض بالزواج بأخرى ولكن في كل الاحوال فالاحصاءات الاخيرة تؤكد أن الزوج الكويتي "غيرمزواج" لأن النسبة التي تزوجت بأكثر من واحدة تعد من شواذ القاعدة.
وأعربت الكندري عن اسفها للبذخ الهائل في بعض حالات الزواج فضلا عن الشروط المبالغ فيها التي تفرض على الشباب الكويتي من قبل فئة من الاهالي من أجل الزواج بابنتهم، مبينة أنه يجب أن تكون هناك وقفة في ظل ارتفاع معدل الكويتيات غير المتزوجات فضلا عن ارتفاع حالات زواج الكويتيات المتزوجات من أجانب.
قسمة ونصيب
بدورها، رأت الناشطة في مجال حقوق المرأة والمحامية شيخة الجليبي "الزواج قسمة ونصيب"، لافتة إلى أن موضوع سحب الجنسية وفق المادة الثامنة ليس هو الجانب الرئيسي الذي يمكن أن يبنى عليه لترغيب زواج الكويتي بكويتية دون التفكير بالزواج بأجنبية ولعل أهم الشروط التي تسهم في زواج المواطن بفتاة كويتية منح مميزات عدة من قبل الدولة للمقدم على الزواج من فتاة كويتية منها زيادة قرض الزواج وأولوية الاسكان وغيره من الامتيازات الاخرى التي تشجع الشباب الكويتي على الزواج بكويتيات.
المادة الثامنة
من جانبه، رأى أستاذ علم النفس الأسري د.أحمد سلامة أن قرارات سحب الجناسي وفق المادة الثامنة سيؤدي حتما لتقليل حالات زواج المواطنين بغير كويتيات لاسيما أن هناك 67ألفا و794 كويتية فوق 29 سنة لم تتزوج حتى نهاية العام الماضي ليس هذا فحسب بل هناك أكثر من 30 ألف كويتي تزوج من أجنبيات ولكن في ظل تطبيق قرارات سحب الجنسية " المادة الثامنة " فستقلل من زواج المواطنين بالاجنبيات لاسيما وأن هناك نسبة لايستهان بها من الاجنبيات كن يرغبن بالزواج من الكويتي من أجل الحصول على الجنسية.
وأشار في الوقت ذاته إلى أن تقليل زواج المواطنين بالاجنبيات سيصب لصالح الكويتيات في المقام الاول خاصة وأن عزوف بعض الشباب الكويتي عن الزواج بكويتيات جعل فئة لايستهان بها من الكويتيات تتجه للزواج من أجانب خاصة من جنسيات عربية وبعضهن اضطررن للزواج من 6 قارات حول العالم حسبما أفادت الاحصائية الصادرة عن الهيئة العامة للمعلومات المدنية.
المغالاة في المهور
وأرجع د.سلامة زواج الكثير من المواطنين بغير كويتيات للمغالاة في المهور ومتطلبات الزواج مطالبا الأسر الكويتية بالاعتدال في تلك الاحتياجات خاصة وأن الدولة ترعى الأسر الكويتية عقب الزواج من خلال الرعاية السكنية فضلا عن التوظيف الذي يشمل الزوج والزوجة.
وفي رده حول ما أعلنته الاحصاءات الرسمية بزواج فئة من المواطنين بأكثر من زوجة قال د.سلامة: إن الزواج بأخرى ليس ظاهرة في المجتمع الكويتي حيث أن نسبة المتزوجون بأكثر من واحدة قليلة جدا بالمقارنة مع المتزوجين بواحدة، مبينا أن مايدفع البعض للزواج بأخرى جوانب عديدة أبرزها مرض الزوجة الاولى أو بسبب الخلافات المستمرة معها، فضلا عن ان البعض قد يتزوج بثانية من أجل زيادة الأولاد وبعضهم يظن أنها سبب انجاب الاولى الاناث فقط بسببها ولذا يتزوج الثانية من أجل انجاب الذكور على الرغم من أن الرجل هو المسؤول عن إنجاب الذكور والاناث.
العزوف عن الزواج
من جهته، اعتبر المحامي علي العطار أن الارقام المعلنة عن زواج بعض المواطنين بأكثر من زوجة ليست صادمة حيث تصل النسبة فقط 3.2% مبينا أن تلك الارقام تبين عدم وجود ظاهرة تعدد الزواج في الكويت لكنه طالب في الوقت نفسه بضرورة تشجيع الشباب الكويتي على الزواج حيث لوحظ عزوف الكثير من الكويتيين عن الزواج خلال السنوات الاخيرة مع انتشار نسب العوانس والمطلقات في البلاد، مشددا على أهمية اجراء دراسات لمعرفة عزوف الشباب عن الزواج لوضع الحلول لتلك المعضلة من أجل تماسك المجتمع.
18 ألف كويتية متزوجات من جنسيات عربية
أشارت الاحصائية الى أن أغلب الكويتيات المتزوجات من أجانب تزوجن من جنسيات عربية بواقع 18ألفا و692 كويتية تزوجن من جنسيات أسيوية غير عربية و50 كويتية متزوجة من جنسية أفريقية غير عربية.
271 كويتية تزوجن من أوروبيين
كشفت الاحصائية عن وجود 271 كويتية متزوجة من جنسيات أوروبية و407 من أميركا الشمالية و65 من أميركا الجنوبية و39 من استراليا.
المصالح المادية
لفت د.أحمد سلامة إلى هناك حالات زواج لكويتيين بغير كويتيات نجحت وتنعم بالاستقرار ولكن هناك نسبة لابأس بها من نوعية هذا الزواج فشلت لانها بنيت على مصالح مادية بحتة مستشهدا على ذلك بطلاق الكثير من الزوجات بعد حصولهن على الجنسية.
تعدد الزوجات ليس ظاهرة في المجتمع الكويتي
في رده حول ما أعلنته الاحصاءات الرسمية بزواج فئة من المواطنين بأكثر من زوجة، قال د.أحمد سلامة: إن الزواج بأخرى ليس ظاهرة في المجتمع الكويتي حيث أن نسبة المتزوجين بأكثر من واحدة قليلة جدا بالمقارنة مع المتزوجين بواحدة.
0 تعليق