ثقافة وفنون
0
![alsharq](/get/maximage/20250216_1739663013-72683.jpg?t=1739663014)
❖ رسالة الكويت - طه حسين
■ استحضار لرحلات اللؤلؤ مع عالم الفلك د.صالح العجيري وقامات كويتية
■ القفال والطواش.. مشاهد راسخة في الذاكرة الخليجية وثقها أوبريت قطر المجد والفن الكويتي
■ كتيبة من عيال الديرة يطوعون تقنيات المسرح لصناعة الإبهار
■ «يا كويت يا حرة التعبير» يشعل بها نبيل شعيل محيط الأرض
■ جمانة كويتية توثق العلاقات مع الشعوب بالإبحار للهند وساحل عمان ومصر وأفريقيا ومرسيليا
«خليجنا واحد».. بالفعل خليجنا واحد، فما إن بدأت مشاهد القفال في مهرجان يوم البحار وأوبريت محيط الأرض في اليوم الاول لانطلاق فعاليات الكويت عاصمة للثقافة العربية والاعلام العربي حتى قفزت الى الذاكرة المشاهد ذاتها لرحلة الغوص وعودة القفال التي جسدها أوبريت قطر المجد في مهرجان الدوحة الثقافي الاول عام 2002.
ثلاثة وعشرون عاما وما زال المشهد ماثلا حتى استحضره مبدعو الكويت عبر عملين دراميين استهلا فعاليات الكويت عاصمة للثقافة العربية والاعلام العربي في مهرجان يوم البحار وفي أوبريت محيط الارض الذي استعرض تاريخ الكويت العلمي والاقتصادي عبر رواد الابداع وأبرزهم شخصية عالم الفلك الكويتي صالح العجيري الذي تمحور حوله العمل الفني الضخم الذي شارك فيه كتيبة من الفنانين من اهل الكويت.
لهفة الأم الكويتية وتحفيزها لولدها وتشجيعه هي ذاتها لهفة الأم القطرية في قطر المجد. شوق الزوجة وهي تنتظر عودة القفال والاحتفاء بمحصول صيد اللؤلؤ أو الجمان هو ذاته الذي بدا في أوبريت قطر المجد وشدا به فنانو الخليج الواحد عام ٢٠٠٢ حيث مشاهد وصول سفن الغوص إلى الساحل، وعلى متنها النواخذة ربان السفينة والمقدمي او رئيس البحارة والغواصون والسيب الذي يقوم بسحب الغواص من قاع البحر والفليج الذي يقوم بفتح المحار و«التبابة» وهم الشباب الصغار الذين يقومون بالخدمة في السفينة، ثم يترجل الجميع حاملين عدتهم ومحصولهم من المحار، وصولا الى الطواش او تاجر اللؤلؤ الذي يبحر مرة أخرى لبيعه في محيط الأرض ويعود الريع الى خزانة الدولة لتبني به الوطن.
.. جسد فنانو وفنانات الكويت هذه المشاهد في فعاليتين نهارية في مهرجان يوم البحار وليلة في أوبربت محيط الارض الذي عكس طبيعة شخصية ابناء الكويت، وطن النهار كما سماه الشاعر بدر بورسلي كاتب كلمات أغنية عنوانها «وطن النهار» لشعبه العنيد الذي رفض أن يغرق في ظلام الظلم، ظلام الغدر، والجور وأصر على عودة وطن الحرية.
في محيط الأرض استعرض مؤلفه وكاتب حواره المسرحي ومخرجه عبدالله عبدالرسول وفريقه الرائع بذكاء وإبداع تاريخ الكويت العلمي ورحلة ابنائه لعالم المعرفة من خلال شخصية عالم الفلك المرحوم الدكتور صالح العجيري مبحرا عبر التاريخ في حقبة اللؤلؤ ورحلات تسويقه عبر البحار وعلاقات الكويت بالدول التي كانت تستورد اللؤلؤ ومنها الهند وساحل عمان ومصر وفرنسا، حيث أبحر تجار اللؤلؤ حاملين جمان الكويت ودررها للعالم.
ويقدم العرض المسرحي عبر هذه المسيرة لوحات فنية مبدعة مستعيناً بالسينوغرافيا التي وظفها المبدع الكويتي وفريق العمل في استحضار التاريخ على خشبة مسرح مركز جابر الأحمد الثقافي بمدينة الكويت.
رحيل عالم الفلك لم يحل دون استحضاره صوتا وصورة على خشبة المسرح من خلال توظيف الفنان عبدالرسول للسينوغرافيا فنجح في ﺗﻧﺳﯾق اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺑﺻرﯾﺔ ﻓـﻲ اﻟﻌرض ﺑﺂﻟﯾﺔ حققت المشاركة الواقعية والخيالية للراحلين في مشاهد مبهرة استحضرت للمشاهد سفن اللؤلؤ وعنف البحر ووحشته وقسوة الحياة ورغد العيش بعد بيع اللؤلؤ وتوظيف الثروة للتعليم برحلات الابتعاث لأبناء الكويت والتي نجح في استحضارها العمل الملحمي من خلال البيت الكويتي في مصر بكافة تفاصيله التي حضرت من القاهرة الى مسرح جابر الأحمد بعمل جبار أتقن أداءه فنانو الكويت حتى مشهد البوسطجي وهو يسلم رسائل أهل الكويت لأبنائهم الطلبة في القاهرة والذي برع في أدائه الفنان احمد الكندري.
العرض الملحمي يسلط الضوء على كم اهتمام الكويت بالعلم وتعليم أبنائها عبر شخصيات عاصرها عالم الفلك صالح العجيري ورواد الابداع الكويتيون في الطب والتربية والعلوم والثقافة.
واستعرض العمل المسرحي الكبير المشروع الوطني للقمر الاصطناعي الكويتي الأول ليؤكد نجاح الكويت في بناء قدرات وطنية قادرة على إدارة وتشغيل المشاريع الفضائية في الكويت
وسلط الضوء على نجاح مرصد العجيري في تصوير مذنب هالي في سماء الكويت في اكتوبر عام ١٩٨٥ في الوقت الذي لم تستطع اي دولة من الدول الاسلامية في تصويره وهو يمر كل ٧٦ عاما ليكون مرصد العجيري اول مرصد خليجي يري اهل الخليج مالا يراه اهل اوروبا في الفضاء وهو من اكبر المراصد قياسا الى حجم المرآة التي يبلغ قطرها ٢٠ بوصة ليحقق انجازا علميا فريدا للكويت في التفرد برصد مذنب لا يمر الا كل ٧٦ عاما لتدخل الكويت بوابة المستقبل بثقة وعلم وإعداد جاد، وأجاد في تصويره فريق العمل المسرحي وفريق البحث التاريخي للعمل الذي قاده محمد الرباح رئيس الفريق وهنى القلاف الباحثة في جمع المعلومات التاريخية، كما ابدع فريق الموسيقى بقيادة الدكتورة نوره القملاس في ابهار الحضور بمشاهد لم يشعر معها الحضور بطول محيط الارض كذلك نجح فريق الازياء بقيادة المهندسة ايمان السيف وفريق المكياج بقيادة عبدالعزيز جريب والاكسسوار بقيادة باسم حمد في اغراق المشاهد في الحقب التاريخية المختلفة، اما فريق السينوغرافيا والذي قاده المهندس حسن عبدالوهاب الملا. فأبدع عيال الديرة في تجسيد قامات الكويت ورواد نهضتها العلمية والفكرية وفي دعم رؤية مؤلف العرض ليجسد مشاهد أقنعت المشاهد انه انتقل الى حقب تاريخية مبحرا عبر الزمن والبلاد في محيط الارض دون ان يغادر مسرح جابر الاحمد.
وعلق على العرض سعادة السيد عبدالرحمن بداح المطيري وزير الاعلام والثقافة قائلا إن هذا العرض تتضافر فيه عناصر الفن والدراما والإبهار البصري في مشاهد ملحمية تسلط الضوء على مكانة الكويت الرائدة في المشهد الثقافي والفني العربي وشهادة حية على دور الكويت في تشكيل العلاقة بين الإنسان والفنون ودفع عجلة الابداع نحو مستقبل اكثر اشراقا.
ويوضح الفنان عبدالله عبدالرسول رؤية العرض المسرحي محيط الارض قائلا إنه جعل العالم الفلكي الدكتور صالح العجيري رحمه الله محور رؤيته الفنية في محيط الارض واستشعر شغفه ومساراته وعوالمه الكونية ليصيغ مسرحيته من خلال الدراما المتخيلة لحضوره في الضمير المجتمعي برمزيته العلمية والانسانية والوطنية كشخصية جسدت البناء المعرفي والحضاري للعبور الى أشكال فنية تظهر قيمة أرض الوطن التي أنجبت هذه الشخصية الوطنية المؤثرة.
ويتناول محيط الأرض رؤية فنية لعدة أحداث تاريخية بدراما خيالية مبتكرة وتجهيزات تقنية عالية بمشاركة كتيبة من الفنانين وفرق الاستعراض لتعكس مكانة الحركة المسرحية في دولة الكويت من خلال هذا العمل الابداعي «محيط الارض».
واختيار شخصية صالح العجيري كمحور للعرض المسرحي في افتتاح الكويت عاصمة للثقافة والاعلام العربي لأنه لم يكن مجرد ولد مغرم بالفلك او طامح للعلم لكنه تميز بحنكته وفراسته ودرايته بالعديد من العلوم التي جعلت منه رمزا وطنيا وعالما وأديبا في مسيرة تجاوزت المائة عام حيث ولد سنة ١٩٢١ وتوفي سنة ٢٠٢٢ وبينها مسيرة عالم تفوق على معلمه وهو صبي مولع بالفلك ونجح في تحديد اتجاه القبلة ومواقيت الصلاة وأصدر اول تقويم فلكي بخط اليد عام ١٩٣٦ وقام بطباعته عام ١٩٤٥ وعرف بتقويم العجيري.
صور ومشاهد متلاحقة تلخص مسيرة وطن النهار ورحلته التي لا تتوقف نحو العلم والمعرفة والإسهام الحضاري.
- يا حرة التعبير
انطلق اوبريت محيط الارض بأغنية للشاعر ساهر وغناها نبيل شعيل الذي أصر على الوقوف على خشبة المسرح رغم ظروفه الصحية لكنها الكويت فغنى لها وأشعل معها جمهور محيط الارض:
هي هي نعم هي نعم هي
هي الارادة الحاضرة والماضية
هي هي الكويت
ارض القلوب الصافية
في قلبها حب العرب
في حضنها دفء المحب
يا دانة البحار
يا قصة الابهار
يا روعة المعنى
يا نغمة السمار
يا بلادنا يا كويت
يا زهرة النوير
يا حرة التعبير
يا موطن الرواد
يا نهمة الاجداد
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
0 تعليق