تاريخ وأصل ديوان معرفي... اسم له وطن

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تُعد عائلة معرفي واحدة من أعرق العائلات الكويتية، التي تركت بصمة واضحة في التاريخ، الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

تنتمي العائلة إلى الأسر التجارية التي ساهمت في بناء الكويت الحديثة، وشكّلت جزءاً مهماً من الطبقة الاقتصادية التي ساعدت في ازدهار الدولة منذ القرن التاسع عشر. عُرف أبناء هذه العائلة بذكائهم التجاري، ونشاطهم الكبير في مجالات التجارة والإعمار، كما برز منهم عدد من الشخصيات التي أدت أدواراً وطنية مهمة. ويُعد عبد الفتاح معرفي واحداً من أبرز رجال الأعمال الكويتيين الذين ساهموا في تعزيز النشاط التجاري، وتطوير الاقتصاد الوطني.

عُرف بتنوع استثماراته، وعلاقاته برجال الاقتصاد في المنطقة، كما أنه حمل على عاتقه مسؤولية دعم الأنشطة الاجتماعية والثقافية داخل الكويت.

كما يُعتبر "ديوان معرفي" أحد أقدم الدواوين في الكويت، وتعود بداياته إلى القرن التاسع عشر. كان بمثابة منصة للتواصل والنقاش بين رجالات الكويت من مختلف الشرائح، وخصوصاً رجال الأعمال والتجار، وتميز بتعدد أدواره على مر السنين. كان موقع الديوان دائماً يترجم روح الضيافة الكويتية، فهو مكان يفتح أبوابه لاستقبال المواطنين للتشاور، النقاش، والتفاعل مع القضايا التي تهم البلاد، يمكن وصفه بـ"البرلمان المصغر"، إذ كان يجمع بين كبار رجال الدولة، شخصيات عامة، وشباب طموحين يسعون للتعلم واكتساب الخبرة.

وادى "ديوان معرفي" دوراً مهماً في نشر الثقافة من خلال استضافة النقاشات الأدبية والفكرية، كما كانت تُلقى فيه المحاضرات عن تاريخ الكويت وتقاليدها، ما ساهم في تعزيز الهوية الوطنية. ولم يكن مجرد ملتقى سياسي واقتصادي فقط، بل كان له دور ديني بارز، تمثل ذلك في استضافة العلماء والشيوخ لإلقاء الدروس والمحاضرات، وخصوصاً خلال شهر رمضان.

وكان للديوان دور وطني بارز أثناء الغزو العراقي للكويت عام 1990، اذ ادت العائلة دوراً مهماً في دعم المقاومة الكويتية من خلال توفير المساعدات والموارد للمتضررين، وكذلك من خلال المساهمة في تنظيم جهود مقاومة الاحتلال. تحول الديوان خلال تلك الفترة إلى مركز حيوي لتنسيق الجهود الوطنية، إذ كان يستقبل رجالات الكويت من مختلف الأطياف للتشاور والتخطيط.

يعتبر ديوان معرفي رمزاً من رموز الكويت، كونه ليس مجرد مكان للقاءات الاجتماعية، بل مؤسسة غير رسمية ساهمت في تشكيل جزء كبير من الوعي الوطني والاقتصادي. كان رواد هذا الديوان على الدوام من الشخصيات المؤثرة في المجتمع الكويتي، وهو ما عزز من مكانته كمعلم ثقافي ووطني.

إلى جانب الدور الذي اداه الديوان، برزت عائلة معرفي بمواقفها الوطنية الثابتة خلال فترة الغزو العراقي.

قدم أفراد العائلة الدعم اللوجستي والمادي للمقاومة الكويتية، وكانوا من العائلات التي لم تتردد في بذل الغالي والنفيس لحماية وطنهم والدفاع عن استقلاله. بعد تحرير الكويت، واصلت العائلة مساهماتها في بناء الدولة وتطويرها، واهتمت بالمشاركة في المشاريع الوطنية الكبرى، ودعمت المبادرات الشبابية والاقتصادية.

عائلة معرفي، وديوانهم،يُمثلون نموذجاً فريداً للعائلة الكويتية التي تجمع بين التراث العريق والروح الوطنية.

من القرن التاسع عشر حتى يومنا هذا، ظل ديوان معرفي ملتقى لرجال الأعمال والمثقفين ورجال الدين والسياسيين، وقد أثبتت العائلة خلال مختلف الأوقات، وخصوصاً في الأزمات، أنها ركيزة أساسية من ركائز الكويت، ليس فقط في الاقتصاد، بل في الثقافة، والنضال الوطني أيضاً.

كاتب مصري

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق