الأمراض الخبيثة مثل العنصرية

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

العنصرية هي داء ينبغي علاجه في القلب قبل العقل، فنحن مهما ارتقينا في الأوساط الاجتماعية، وحصلنا على مئات الشهادات والمناصب والمال، سنظل جاهلين، ونعاني من مرض الانفصال والتمييز بين الأفراد في مجتمعنا، وسندمر هذا المجتمع، لأننا لم نتمكن من علاج قلوبنا المريضة من الأمراض الخبيثة، مثل العنصرية.

إن كان تحصيلنا العلمي متواضعاً، فنحن ما زلنا رجال دولة يحلمون بالتقدم الحضاري والعلمي، فنحن أهل ثقافة، وبصيرة، وإدراك لما سيجلبه لنا هذا التقدم من توحيد المجتمع وبنائه، ولكن تحصيل العلم وحده لن يكفي إذا كانت قلوبنا مليئة بالشحناء، والتمييز بين الأفراد. لقد أمرنا ديننا الحنيف بتعليمنا، فنتعلم العدل والتسامح، وعدم التفرق بين البشر بناء على لون البشرة، أو العرق، أو الدين، أو الجنس، أو أي عوامل أخرى، فإن كانت قلوبنا النقية والسليمة تعلمنا تعاليم هذا الدين الحنيف، فنحن سوف نعيش في مجتمع متعايش متحضر وكريم.

لذا، علينا أن نضع الكراهية والاحتقار خلفنا، ونركز على أن ديننا الحنيف الذي يدعوننا إلى أن نكون أخوة متحابين، ونحن مسؤولون عن تراثنا الديني والثقافي، وعلينا أن نحافظ عليه ونعيش، وفقا لتعاليمه.

في زمن قديم، كانت توجد العنصرية في أحياء القبائل والقوميات، واليوم لا تزال العنصرية حاضرة في بعض مجتمعاتنا.

لا يزال التمييز بين البشر مسرطناً في بعض البلدان، والسياسيون لا يزالون يستغلون تلك الأفكار للضغط على مشاعر الناس، ولجعلها تتصارع مع نفسها.

نحن مأسورون بالأفكار القديمة، والتحيز، والتمييز، ولا يوجد سبب لتستخدم فيها عوامل العنصرية والتفرقة.

كما أن العنصرية تسبب الكثير من المشكلات الاجتماعية، مثل الإقصاء والتمييز العمالي، والفقر وعدم التكافل الاجتماعي، وكذلك العديد من المشكلات الصحية والعقلية، وبالتالي، فمن المهم جدا أن نعالج العنصرية بسرعة، وفعالية.

العنصرية داء يجب القضاء عليه في القلب قبل العقل، ومهما كان التحصيل العلمي لأي شخص، يجب أن نتذكر أننا جزء من مجتمع واحد، وأننا مسؤولون عن توحيده وبنائه، بناء على تعاليم ديننا، وقيمنا الإنسانية.

حفظ الله وطننا ممن يدعون الى العنصرية وتفكيك الشعب.

كاتب كويتي

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق