ما تفاصيل الدور الأميركي في التوصل إلى الاتفاق بين الشرع و'قسد'؟

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
ما تفاصيل الدور الأميركي في التوصل إلى الاتفاق بين الشرع و'قسد'؟
play icon

قوات أميركية في سوريا

نسبت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى ضباط أميركيين أن الجيش الأميركي يلعب دوراً ديبلوماسياً مهمًا خلف الكواليس في سوريا، حيث ساعد في التوسط في صفقات بين الفصائل السورية والحكومة الجديدة في البلاد.

وقالوا إنَّ القوات الأميركية، المنتشرة في سوريا لمكافحة عودة ظهور "داعش"، توسطت في محادثات جمعت بين حكومة دمشق الجديدة والمقاتلين بقيادة قوات سوريا الديموقراطية "قسد" المدعومة من واشنطن والتي تسيطر على قطاع من شمال شرق البلاد.

كما شجع الضباط الأميركيون جماعة متمردة أخرى تعمل معها الولايات المتحدة في جنوب شرق سوريا بالقرب من قاعدتها العسكرية في التنف، وهي "الجيش السوري الحر"، على تحقيق السلام مع "هيئة تحرير الشام".

وأشار الضباط إلى أنَّ هذه الخطوات تهدف إلى تحقيق الاستقرار في البلاد ومنع العودة إلى الصراع الأهلي الذي قد يعقّد الجهود المبذولة لكبح جماح "داعش"، الذي يعمل بشكل كبير في المناطق الصحراوية قليلة السكان في سوريا. كما تهدف هذه الاتفاقات إلى منح الولايات المتحدة مقعدًا على الطاولة بينما تُشكّل سوريا مستقبلها.

وقالت وسائل الإعلام الرسمية السورية إنَّ الاتفاق مع "قسد" مهم لتجنب تقسيم البلاد. وصرح قائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي أن الاتفاق يُتيح فرصة لبناء سوريا جديدة.

وتبدي إدارة الرئيس دونالد ترامب موقفاً فاتراً تجاه قادة سوريا الجدد- وكثير منهم من "هيئة تحرير الشام"، وهي جماعة إسلامية قطعت علاقاتها السابقة بتنظيم القاعدة- وحثتهم على تشكيل حكومة أكثر شمولًا. وقد انتقدهم بعض كبار المسؤولين ووصفوهم بالجهاديين، وأعربوا عن شكوكهم في نواياهم.

وعرقل مسؤولو ترامب جهوداً مبدئية في عهد إدارة بايدن للتواصل مع الحكومة الجديدة في دمشق.

وللولايات المتحدة حوالي 2000 جندي متمركزين في ثماني قواعد في سوريا، وهو أكثر من ضعف العدد المعترف به في البلاد قبل أن يرسل البنتاغون تعزيزات مع بدء انهيار النظام.

وأدت هزيمة الرئيس بشار الأسد إلى نزوح القوات العسكرية الموالية لإيران، ودفعت روسيا، الحليف القوي الذي دعم النظام ولديه قوات عسكرية في البلاد، إلى التراجع.

استغلت الولايات المتحدة هذه الفرصة لتكثيف هجماتها على الميليشيات الجهادية، بسلسلة من الضربات ضد "داعش" وتنظيم حراس الدين، التابع لتنظيم القاعدة في سوريا، والذي أعلن حله في يناير.

وأفاد مسؤولون عسكريون أميريكيون بأن احتمال انسحاب القوات الأميركية مستقبلاً ساعد في الضغط على قوات سوريا الديموقراطية للتوصل إلى اتفاق مع دمشق.

وقال أحدهم: "هذا يُمثل وسيلة ضغط. أعتقد أن التهديد بمغادرتنا جعل الأمر أكثر إلحاحاً".

وقرر الرئيس ترامب سحب القوات الأميركية من سوريا في ولايته الأولى، قبل أن يتراجع عن القرار.

وأنهى الاتفاق الذي وُقّع مساء الاثنين بين الرئيس السوري أحمد الشرع، وقائد قوات سوريا الديموقراطية، الجنرال مظلوم عبدي، مواجهةً استمرت ثلاثة أشهر بين الجانبين، ومهّد الطريق لسيطرة الحكومة على مساحة شاسعة من الأراضي.

وقال مسؤول عسكري أميركي كبير: "كان هناك الكثير من النقاش، ولعبنا دور الوسيط لمساعدتهم على إجراء هذه المناقشة".

وأضاف: "تبادلنا الآراء حتى توصلنا أخيرًا إلى اتفاق يرضي الجميع، وكررنا ذلك عدة مرات، وتوصلنا أخيراً إلى هذه النقطة".

وفي النهاية، تم التوصل إلى الاتفاق فجأة، حيث نقل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة عبدي على متن طائرة هليكوبتر إلى مطار قرب دمشق، حيث وقّع الوثيقة مع الشرع.

كان الاتفاق انتصاراً مهماً لحكومة الشرع في سعيها لاحتواء الأضرار الناجمة عن جولة من القتال العنيف بين القوات الحكومية والموالين للأسد.

إلى ذلك، صرح أحد المسؤولين العسكريين الأميركيين بأن ضم "قسد" إلى الحكومة مفيد لضمان قدرة الجيش الأميركي على العمل في سوريا.

وقال المسؤول: "لا يزال لدى روسيا أشخاص يعملون معها. ولدى تركيا أشخاص يعملون معها "و "إذا لم يكن لدى الولايات المتحدة أشخاص نعمل معهم، فلن يكون لنا أي دور، وفجأة لن نتمكن من شن ضربات".

ويمكن أن يُسهم الاتفاق، في حال تنفيذه، في إزالة مصدر توتر بين الولايات المتحدة وحليفتها تركيا، التي تعتبر الميليشيات الكردية في سوريا إرهابية.

كما تُصنّف الولايات المتحدة "حزب العمال الكردستاني" منظمة إرهابية، لكنها تُفرّق بينه وبين أعضاء فرعه السوري الذي انضم إلى "قسد".

ويتواصل "الجيش السوري الحرّ" مباشرةً مع مكتب الشرع ووزارة الدفاع في دمشق، وذلك أساسًا لمنع نشوب صراع بين القوات الأميركية والسورية.

والأسبوع الماضي، كاد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أن يقصف موقعاً مهجوراً لإطلاق الصواريخ تابعاً لجماعة مرتبطة بإيران، لكنه اتصل أولًا بوزارة الدفاع السورية، التي أرسلت فريقاً لتفكيكه، الأمر الذي جنب ضربةً كان من شأنها أن تُسبب أضرارًا جانبية، وفقاً لأحد كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين.

وقال المسؤول: "لقد كانوا متجاوبين ومتعاونين. لو لم نكن نتحدث، لوقعنا في مواجهات عشوائية لم تكن لتسير على ما يُرام".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق