«رمضان» فرصة لتعزيز الفنون الإسلامية

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تشهد الفنون الإسلامية في قطر اهتماما متزايدا، إذ أصبحت جزءا من المشهد الثقافي والفني المحلي، وتعتبر متاحف قطر من أبرز الجهات الداعمة للفنون الإسلامية، سواء من خلال متحف الفن الإسلامي، الذي يعد منارة ثقافية تحتضن مقتنيات نادرة تعكس ثراء هذا الفن، أو عبر المبادرات التي تسعى إلى إبراز جمالياته ونشره بين الأجيال الجديدة.
ويقدم متحف الفن الإسلامي البرامج التعليمية وورش العمل التي تتيح للجمهور فرصة التفاعل مع فنون الخط العربي، التذهيب، والمنمنمات، مما يسهم في تعزيز الوعي الفني والثقافي.
كما نظمت متاحف قطر عددا من الرحلات لفنانين وفنانات من قطر إلى دول إسلامية مثل تركيا للتعرف على الفنون التقليدية الإسلامية التي تمارس هناك، مثل الخزف الإزنيقي، وفن الإيبرو، والتذهيب، والرسم على الزجاج، بالإضافة إلى استلهام تلك العناصر في أعمالهم الإبداعية.
وقد أطلقت وزارة الثقافة، مؤخرا الدورة الأولى من المسابقة الدولية لفن الخط العربي بعنوان «جائزة الأخلاق»، بالشراكة مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بهدف تشجيع الفنانين والمبدعين على إحياء فن الخط العربي بقواعده التقليدية مع التركيز على قيمة «الخلق» والتي تمثل شعار هذه المسابقة.
ومن خلال استلهام روح شهر رمضان الفضيل في الارتقاء بالفنون الإسلامية في دولة قطر لتكون جنبا إلى جنب مع الفنون التي تعتمد على التراث أو الفنون المعاصرة أكد عدد من الفنانات على ضرورة الحفاظ على الفنون الإسلامية وتطويرها وهو ما يتطلب جهودا مشتركة من المؤسسات الثقافية والفنية والتعليمية.وأكدت المصورة والفنانة مشاعل الحجازي المختصة بالفنون الإسلامية، أن هذه الفنون لها سحر خاص، حيث تعتمد على الهندسة الدقيقة، التكرار المتناغم، والزخارف التي تعكس روحانية عميقة، مشيرة إلى أن الخط العربي يعد لوحة فنية قائمة بذاتها، إذ تحمل كل تفصيلة منه قصة متكاملة.
وأوضحت أن هذه الفنون أصبحت جزءا من الثقافة القطرية المعاصرة، حيث نجدها مندمجة في العمارة والتصميم الداخلي والتصوير الفوتوغرافي، إذ يستوحي المصورون في قطر الزخارف الإسلامية والإضاءة المستوحاة من المساجد القديمة لإنتاج أعمال تجمع بين الأصالة والحداثة.
وقالت الحجازي إن التحدي الأكبر يتمثل في كيفية جعل الفنون الإسلامية أكثر حيوية في العصر الرقمي، حيث يتطلب تحويلها إلى لغة بصرية حديثة، إبداعا كبيرا لضمان الحفاظ على هويتها.وأشارت إلى أن هناك اهتماما متزايدا بهذه الفنون، خاصة من خلال المعارض والورش، إلا أن التحدي يكمن في تقديمها بأساليب تصل إلى الأجيال الجديدة، مثل دمجها في الفنون الرقمية والتصوير الفوتوغرافي، منوهة بأن الأجواء الروحانية لشهر رمضان تعتبر مثالية لإبراز هذه الفنون ودعمها بما يتلاءم مع الشهر الفضيل.من جهتها، قالت الفنانة إيمان السعد المتخصصة في الفنون الزخرفية والخط العربي، إن الفن الإسلامي يمتلك طابعا مميزا عن بقية الفنون، ويحتل مكانة رفيعة في متحف الفن الإسلامي من خلال مقتنياته النادرة واللوحات القيمة، فضلا عن إتاحة الفرص لاكتسابه عبر الورش التعليمية التي يقدمها المختصون. ومع ذلك، ترى السعد أن الحفاظ على هذا الفن والارتقاء به يتطلب إنشاء مركز متخصص يجمع الخطاطين والمزخرفين والمهتمين بهذا الفن بجميع أنواعه، من خط وزخرفة وتذهيب ومنمنمات، بهدف تبادل المعرفة وإقامة ورش فعالة ودروس مستمرة والمشاركة في المعارض الداخلية والخارجية.
أما الفنانة التركية المقيمة في قطر خديجة يتيش، فترى أن الفنون الإسلامية في قطر تشهد نموا ملحوظا، مشيرة إلى أن الاهتمام بالفنون التقليدية مثل التذهيب والخط العربي يقتصر غالبا على فئات محددة مقارنة بالتيارات الفنية الحديثة، لافتة إلى أن هذه الفنون تعد عنصرا أساسيا في تعزيز الهوية الثقافية والحفاظ على الإرث الجمالي، ما يستدعي بذل جهود أكبر لنشرها على نطاق أوسع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق