مشاركون بجلسة القطري للصحافة: تحديات تواجه الإعلام في تغطية الأزمة السودانية

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نظم المركز القطري للصحافة، بالتعاون مع منظمة النيل للثقافة والإعلام، جلسة نقاشية بعنوان “تحديات الإعلام في تغطية الأزمة العسكرية والإنسانية في السودان” في مقر المركز، بحضور نخبة من السياسيين والإعلاميين والمهتمين بالشأن السوداني. افتتح الجلسة السيد عبدالله حيي السليطي، نائب رئيس المركز القطري للصحافة، بكلمة رحب فيها بمنظمة النيل للثقافة والإعلام والشراكة في تنظيم الجلسة، مشيرا إلى أن الحرب في السودان دخلت عامها الثالث، وهي مؤثرة بشكل كبير على المجتمع السوداني وسمعة البلاد.

وقال «منذ منتصف أبريل 2023، يواجه السودان أزمة إنسانية غير مسبوقة نتيجة للصراع بين الجيش ومليشيا الدعم السريع، حيث يعاني حوالي 25 مليون سوداني من نقص حاد في الغذاء وهم بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية وفقًا للمنظمات الدولية».
وفي مداخلته تحدث حمزة بلول، وزير الإعلام السوداني السابق، عن الصعوبات التي واجهتها المؤسسات الإعلامية خلال فترة توليه المنصب، موضحا أن الحرب أسهمت في تفاقم المشكلات داخل المؤسسات المدنية، محذرًا من تحول الصراع إلى حرب أهلية بسبب ظهور مليشيات متعددة تتقاتل على أسس قبلية ومناطقية.
وأكد ضرورة اتحاد القوى المدنية والسياسية السودانية، ودعوة المجتمع الدولي للقيام بدوره لوقف الحرب فورًا.
وأشار بلول إلى أن ضعف الميزانية وتمويل وزارة الإعلام كان من أبرز التحديات التي واجهت الحكومة الانتقالية، مما أدى إلى عمل المؤسسات الإعلامية بالحد الأدنى. توقف التعيين في التلفزيون الرسمي منذ عام 2003، وفي الإذاعة منذ 2001، مما جعل معظم الصحفيين في السودان يتجاوزون الستين من العمر، غير ملمين بالتقنيات الحديثة، مشددا على ضرورة نزع شرعية الحرب من قبل القوى المدنية والسياسية، والضغط لوقفها ومحاسبة مرتكبي الجرائم.
أزمة الإعلام السوداني
من جانبه، أكد الدكتور عبدالمطلب صديق، أستاذ الإعلام بجامعة قطر، أن الحرب في السودان خلقت أزمة في الإعلام، حيث لا تعكس وسائل الإعلام حقيقة ما يجري في البلاد. وأشار إلى أن الإعلام السوداني يعاني من مشكلات بنيوية منذ الاستقلال، حيث كانت الصحافة تخدم المستعمر، مما أدى إلى انقطاع تواصل الأجيال. وأضاف أن كل نظام سياسي في السودان وضع قوانين إعلامية تخدم مصالحه، مما جعل الإعلام أداة للسلطة.
وأشار صديق إلى أن الشعب السوداني يدفع ضريبة الحرب عبر اللجوء والتشرد والمعاناة الإنسانية، معترفًا بأن الحرب أصبحت أكبر كارثة إنسانية في الوقت الراهن. وأكد على ضرورة عدم التعويل على المجتمع الدولي لحل الأزمة السودانية، حيث إن الحرب غير مفهومة للكثيرين، حتى للسودانيين أنفسهم.

 دور الإعلام القطري
أشاد صديق بالدعم القطري المستمر للسودان، مشيرًا إلى أن الدعم القطري في دارفور كان بمثابة صمام أمان طيلة السنوات الماضية، وعمل على وقف الحرب. وأضاف أن دولة قطر لعبت دورًا هامًا في التفاوض بين الفصائل، وخصصت مبلغ ملياري دولار لإعادة إعمار دارفور، تم صرفها عبر المنظمات الخيرية القطرية في مدن دارفور الرئيسية، مما أدى إلى استقرار سياسي وثقافي وتعليمي.

تغطية الجزيرة للأزمةأكد عثمان كباشي، الصحفي في الجزيرة نت، أن تغطية الحروب والأزمات غالبًا ما تكون أوضاعها غير طبيعية، والتغطية الصحفية في زمن الحرب ليست كالتغطية في الظروف العادية. وأشار إلى أن قناة الجزيرة خصصت فريقًا خاصًا لإعداد الأخبار وتحليل الأحداث منذ بداية أزمة السودان، مما أضاف أعباء جديدة على غرف الأخبار والصحفيين لتقديم تغطية شاملة تراعي جميع الجوانب. ومن الحضور أكد الكاتب الصحفي بابكر عيسى أن الأزمات ليست بجديدة على السودان، ولكن الجديد في هذه القضية الإعلامية هو أن الحروب غيبت الحقيقة عما يحدث في السودان، معتبرًا ذلك تقصيرًا من الجهات الرسمية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق