شفافيات

في مثل هذه المقالات، التي نؤصل فيها للتربية الوطنية في الدولة، بما لم يسبق اليه بشمولية من قبل، يمكننا فقط من وضع هيكلة للتربية الوطنية المؤثرة، في السلوك الانساني الوطني الكويتي، وبإمكاننا إعطاء تفاصيل أكثر اذا اتسع المجال لذلك لاحقا.

تحدثنا من قبل عن دور المؤسسات الوطنية في التربية الوطنية وبعامة؛ ونأتي هنا في هذه العجالة بشيء من التركيز على آلية الدور المدرسي في التربية الوطنية المدرسية التي يجب أن تقسم الى ثلاث مراحل تعليمية تربوية: التربية الوطنية في المرحلة الابتدائية، وفي المرحلة المتوسطة وفي المرحلة الثانوية.

ويجب أن تنحو التربية الوطنية المدرسية المنحى التربوي العلمي في بناء مناهجها، فتراعي:

مطالب نمو المتعلم؛ وحاجة المجتمع؛ والمعاصرة؛ وطبيعة المادة الدراسة؛ والأهداف التعليمية في المنهج العلمي التطبيقي وليس العاطفي أو الإنشائي، بحيث يجد المتعلم فيها في المراحل التعليمية الثلاث الفائدة التطبيقية المباشرة، والمتعة الشعورية والعملية، في تعلم هذه المادة؛ وهي الطبيعة التعليمية التربوية التي يجب ان تسود مواد التعليم كله.

وفي آليات التكوين التربوي للتربية الوطنية المدرسية في المراحل الثلاث، يمارس المتعلم الأنشطة المكملة للتعليم الفلسفي الفكري النظري الذي يتلقاه المتعلم من الكتاب؛ وتشمل الانشطة أعمالاً ممارسة داخل المدرسة، وخارجها، ومن أمثلة الانشطة المدرسية في المرحلة الابتدائية كتوصيف لشكل من اشكال المادة التعليمية:

ممارسة الزراعة بهدف تجميل الوطن، فيتم غرس الورود من قبل المتعلمين في حديقة المدرسة على شكل خريطة الكويت، أو علم الكويت، او "ابراج الكويت"، ونحو ذلك؛ ويكون هذا النشاط مرتبطا بدرس نظري عنوانه "أُجمِّلُ وطني الكويت".

وهذا ضربته، مثلا، توصيفيا فقط وأنموذجا تصوريا لآلية تطبيقية لمنهج متكامل يهدف الى بناء الاتجاه الوطني التربوي في مدارس دولة الكويت، مع ملاحظة تعاضد كل المواد الدراسية في هذا البناء التربوي، وغيره فيما يسمى في علوم المناهج بالمنهج الشامل او التكاملي، وهنا يمكن أيضا أن تسند مادة العلوم والتربية الاسلامية واللغة العربية هذا المنهج بتكاملية متنوعة ويتم تدريب المعلمين على هذه التكاملية.

... وللحديث بقية إن شاء الله.

كاتب كويتي