عربي ودولي
0
الاحتلال يستخدم كل الأساليب بما فيها حرق الخيام وتدمير مراكز الإيواء..
التهجير بالحرق عملة رائجة في غزة والضفة الغربية
❖ رام الله - محمـد الرنتيسي
بدا قصف المربعات السكنية وتدمير المنازل المأهولة، سواء في قطاع غزة أو الضفة والغربية، من الطرق الرائجة التي يلجأ إليها جيش الكيان الإسرائيلي لتهجير بقية من المواطنين وتفريغ المناطق الفلسطينية من السكان، مجبراً عشرات الآلاف منهم على النزوح، على وقع عدوان عميق تشهده فلسطين من شمالها إلى جنوبها. في عتمة الليل، تتسلل طائرات الاحتلال الحربية لتصب حممها على أشباه المنازل والخيام والمربعات السكنية في قطاع غزة، لتهجير من تبقى من سكانه، وفي وضح النهار تنسف القوات الغازية المنازل في جنين وطولكرم، وتواصل تهجير أهلها بعد إخراجهم منها بالقوة الغاشمة.
ويحبس الفلسطينيون أنفاسهم، مع انهيار الخيط الرفيع الذي علّقت عليه آمالهم بوقف الحرب، بعد الانتهاكات التي تمادت حتى بلغت حد التملّص من بنوده الأعمق، المتعلقة بانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة، فأخذ الكيان يشن أعتى موجات غاراته في غزة التي كانت خرجت للتو من ساح الوغى، وبدا متحفزاً لحرب الجبهات المتعددة في غزة والضفة الغربية وحتى في لبنان، الذي اهتز فيه اتفاق وقف النار أيضاً. وثمة عمليات كرّ وفرّ بين النازحين في قطاع غزة ومقاتلات الاحتلال الحربية والمسيّرة التي تباغتهم بين الحين والآخر، ما يصيب السكان بذعر شديد، خصوصاً مع قلة الحيلة في الإحتماء من جحيم الغارات الملتهبة، التي تحرق المنازل والخيام والمستشفيات، وتهجّر السكان.
حسب شهادات مواطنين غزيين، فهذا الأسلوب حصد أرواح مئات المواطنين وأباد عائلات بأكملها، ومنها الغندور وأبو نصر والرنتيسي والمصري، وبالإمكان مشاهدة تلبد سماء خانيونس وجباليا ورفح بالدخان الأسود، الناتج عن حرق المنازل والخيام ومراكز الإيواء، التي أخلاها جيش الاحتلال بالقوة من النازحين. يروي المواطن ياسر أبو شمالة من خانيونس، أن جيش الكيان عمل على إجلاء المواطنين عبر التهديد بالقوة العسكرية، ويعمد إلى إلقاء القنابل على التجمعات السكنية، مع حجب عمل الأطقم الطبية والدفاع المدني، مبيناً أنه يستخدم كل الطرق والأساليب لدفع المواطنين على الهجرة والنزوح، مضيفاً: «غالبية مراكز الإيواء من مدارس وعيادات أممية أصبحت خالية، ويتم حرقها كي لا يعود إليها النازحون ثانية».
ويضيف: «حرقوا الخيام في خانيونس وبيت حانون والمواصي ورفح، مع دخول آليات عسكرية إسرائيلية مدرعة، وشن غارات جوية مكثفة، تستهدف مراكز الإيواء وأي منازل أو خيام مأهولة بالقنابل الحارقة والرشاشات الثقيلة، وهناك مجازر مروعة بحق المواطنين، ومن ينجو منهم يتم اعتقاله وترحيله بالقوة».
وأينما يولي الفلسطينيون وجوههم، لا يشاهدون إلا سحب الدخان وألسنة النيران تتصاعد، ولا يسمعون إلا نداءات الاستغاثة لإنقاذهم، فلا مكان صالح للحياة، بعد أن أخذ جيش الاحتلال يوسع دائرة النار، من رفح إلى جنين. فعلى غرار ما يحدث في غزة، وفي ذروة العدوان الشامل، تدحرجت كرة النار إلى شمال الضفة الغربية، وامتدت إلى مخيمات جنين وطولكرم نور شمس وعين بيت الماء، التي فرّ غالبية سكانها من جحيم القصف وحرق المنازل، وأصبحوا يبيتون في العراء ودون مأوى. وفوجئ مواطنون في هذه المخيمات بالنار تلتهم بيوتهم، وأرتال من الآليات الإسرائيلية الثقيلة تداهمهم، وبدت علامات الحزن والحيرة على وجوه الأهالي، وانتقلت عبارة «إلى أين نذهب» سريعاً إلى الضفة الغربية، التي غدت في قلب المحرقة، كما يقول حسن سوالمة من مخيم طولكرم، الذي غادر منزله مع عائلته على عجل، قبل أن يصبح هشيماً تذروه الرياح.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
0 تعليق