في لقاء غير تاريخي، ومطول وممل أجرى الاعلامي المتميز عمار تقي مع الدكتور عبدالله النفيسي، اللقاء رغم طول حلقاته، وعدم حمله اي جديد، لكن كان بحق استفزازياً، فهو رغم تفاخره بمؤهلاته العلمية، وتعلمه في أرقى جامعة عالمية، وتشدقه بمؤلفاته وعشقه للتفاخر، لكن كل ذلك لا يعني أن الرجل ينفع أن تضعه في صفوف العلماء، وأن تسمع له، أو تقرأ كتاباته.
اعترف هنا بأن مكتبتي للاسف تضم بعض مؤلفاته، وارجو الا تكون هذه السطور السابقة محل إثارة، او زعل، او اي شيء من هذا القبيل، فالقلم ذلك الشيطان البغي هو الذي يضعني، او يوقعني رغم أنفي في مطبات ومواقف لا أرغب الوقوع بها، لكن تبقى مساحة العذر والاعتذار كافية، لان نعفو او نتسامح ونتصافح، او ننسى ونتناسى، تلك هي شيم العقلاء والطيبين.
بعد كل هذا ندخل في صلب الموضوع الذي نويت الكتابة عنه، وطرفه الاول الاستاذ الدكتور عبدالله النفيسي، صاحب اللقاء، وحديثه عن اسباب غزو الكويت، من قبل أرعن وجاهل وصفيق اسمه صدام حسين التكريتي.
يقول النفيسي في معرض اعترافه إن صدام حسين خرج من حربه مع ايران بخزائن خاوية فطلب من الكويت 15 مليار دولار، ويعقب هو بنفسه "شنو عشرة مليار دولارات.. بكل بساطة، وبقلب بارد طالب النفيسي الكويت للرضوخ لابتزازات صدام، حينها، لكن السؤال الذي تجاهله، او تهرب منه، ما ضمان الا يكرر طلبه مرة تلو أخرى، وماذا إن يستغل ضعف الكويت بمطالبات اخرى، كاحتلال الجزر، وضم الحقول النفطية الحدودية، وما ضمان ألا يطالب ضم الكويت إلى العراق؟
صدام حسين لم يكن بريئاً، ولا كانت خزائنه فارغة، فقد كان هناك اكثر من 40 مليار دولار تستثمر للعراق في الخارج، ولا كانت الكويت قد قصرت بمد العون المالي عند الحاجة، فالكويت التي جعلت نفسها الحديقة الخلفية في حربه العبثية مع ايران، ودفعت مليارات الدولارات لشراء الاسلحة من الغرب، ورغم ان الحرب قد جعلتها ساحة، وغير ذلك الذي لا مجال لذكره حتى لا نوقظ المواجع.
لكن يبقى القول: ان صدام كانت عينه على الكويت باعتبارها لقمة سهلة الهضم، وبوابة لاحتلال كل الخليج، لكن جهله، وغروره، ومرض العظمة الذي ركبه جعله يرتكب حماقة غزو الكويت، بعد كل ما قدمته له، لكن يبقى النذل نذلاً، حتى وان جعلت منه قديساً.
صدام حسين لم تكن حدود طمعه قضم الكويت، بل كان يريدها طريقاً ممهداً لقضم كل الخليج، وإعلان نفسه إمبراطوراً على المنطقة من مشيخة الأهواز في ايران الى آخر نقطة في الخليج، وقيام الدولة العربية الكبرى من الخليج واليمن بخطة تآمرية، ثلاثية او رباعية، بضم اليمن والاردن الذي حلم ملكه بجعل نفسه شريفاً مرة اخرى على الحجاز... انها عقول البغال واحلام العصافير.
أقول أخيراً للأستاذ المتخصص في العلوم السياسية ليت كتبك قد نفعتك في فهم ما يخطط أعداؤنا لنا، وليت الأمور صارت بحسابات دولارات او دنانير لكن العشرة مليارات دولار ما كانت الا اختبار نوايا، اعرف نفسك تعرف عدوك.
صحافي كويتي
0 تعليق