لم يلغ مولود الإعلام الرسمي الجديد الذي سموه "القناة الإخبارية"، غيرها من قنوات إخبارية، كما توهم أصحابها، فقد غامرت وزارة الإعلام، مهنياً ومادياً، في الدخول إلى ساحة إعلامية مشغولة أساساً، وفيها سقف حريات عالياً، ومساحات تعبير مهنية لا تقوى عليها وزارة الإعلام والثقافة! عملاقنا الجديد... مطار الكويت الذي شهد عدداً غير معقول من التصريحات، من رؤساء وزراء، ووزراء، والزيارات إلى موقع عملاق الطيران الجديد، ولم يشرح أحد سبب التأخير في الإنجاز، لكن الأمر الذي يطمئن هو اطمئنان الوزراء والحكومات المتعاقبة، ولا دخل بتقدير حكومي متواضع، ورأي غير فني بمجلس الأمة سابقاً.
نتجاوز مرغمين التأخير، بإنجاز المطار العملاق كما سمعنا، لكن السؤال: هل المطار العملاق الجديد سيجذب شركات الطيران العالمية التي قاطعت مطار الكويت، وخدمات الطيران المدني، هل ستعود شركات الطيران العملاقة الغربية إلى استئناف رحلاتها إلى الكويت؟ من حقنا نتساءل بسذاجة عفوية، ومن حق الحكومة عدم الرد، ولا التعليق بتعمد، أو من دون قصد، ومن حق شركات الطيران الغربية عدم المغامرة من جديد مع مطار الكويت القديم والجديد، فالتجارب مضنية على الشركات والمسافرين أيضاً!
مطار الكويت الحالي رغم تواضع معرفتي الفنية في خدمات الطيران، يتميز بجانب متخلف، وهو مصافحة المسافر المغادر مع المسافر القادم في آن واحد، وهو من المؤكد تم تفاديه في العملاق الجديد، المطار، الذي سيعج برحلات الخطوط الجوية الكويتية، ومثيلاتها، وربما تتكرم بعض الشركات الغربية بإعادة النظر!
بالتأكيد تنشيط السياحة على يد وزارة الإعلام سيحول المطار العملاق وجهة سياحية للمشاهير من أجل زيارته، والتصوير في مرافقه، وخدماته المحافظة، ورفاهية الاختلاط، وعدم الاختلاط!
وزارة الإعلام صرفت، بل استنزفت المال العام، ووقت برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الكويت على دراسة، أو أكثر، لوضع تصورات للسياحة في الكويت، لكن الحظ، آنذاك، لم يحالف وزارة الإعلام، ولا وزارة التجارة التي انتقل إليها قطاع السياحة، وعاد القطاع إلى قاعدته الحنونة بوزارة الإعلام من دون محاسبة، مالية ولا قانونية، على مبالغة "السياحة" الحالمة!
هل عملاق الكويت الجديد سيفتح أبواب "السياحة" كما رسمتها وزارة الإعلام؟ الله أعلم!
هل مصير مطار العملاق الجديد مرتبط بمصير "السياحة" في الكويت؟
هل مراجع الفتاوى والدين، الرسمية وغير الرسمية، بالتعاون مع الطيران المدني ستضع الشروط والضوابط للباس المحتشم للنساء الأجانب -طبعا- عند الانتقال من المطار الجديد إلى شواطئ البحر، والجزر، من دون الخروج عن الآداب العامة؟
هل مطار الكويت الجديد سيعقد الأمور على ركاب الـ"ترانزيت" الذين يحملون المحظورات، ولا يعلمون بطبيعة قوانين المدينة الناشفة (Dry city)؟
هل سيفرض الطيران المدني حظر تقديم المحظورات فوق الأجواء الكويتية، قبل الهبوط في مطار الكويت العملاق المقبل، كما هي حال المطار القديم؟
لولا مشاريع الحكومة، ما وجدنا مادة للكتابة الساخرة، والجادة، فشكرا للجهات الرشيدة على الدعم المجاني، للكتّاب، والصحافيين، والحالمين بالسياحة، والمنتفعين المنتظرين لمشاريع وهمية، ومناصب، وتسميات سياحية جديدة. شكراً لجميع الوزراء الذين خصصوا من وقتهم الثمين، وجهدهم العظيم، لمتابعة مشروع العملاق الجديد، الذي قد ينافس غيره في الخليج، ويسرق من المسافرين أرقاماً لا تحصى!
شكراً لشركات الطيران العالمية في حال قررت استئناف العودة إلى عملاق الكويت الجديد، وتجاوز منغصات المطار القديم، وتلبية أوهام "السياحة"، ونلتمس العذر لهم في حال الرفض.
لكن، بالتأكيد، الخطوط الجوية الكويتية سوف تنافس الطيران العالمي، والمطارات الدولية من المال العام حتى لو اقتضت الحال المغامرة!
KAltarrah@
0 تعليق