أعلنت الشرطة في كوريا الجنوبية، عن احتجاز رجل يشتبه في تسببه باندلاع أكبر حريق غابات في تاريخ البلاد، الذي بدأ في 22 مارس الجاري، وأسفر عن مصرع 26 شخصاً على الأقل، وتدمير أكثر من 4000 مبنى، بما في ذلك معابد تاريخية تعود إلى قرون مضت، في منطقة ويسونج بجنوب شرق البلاد.
ووفقاً للتحقيقات الأولية التي أجرتها شرطة إقليم «كيونجبوك» فإن المشتبه به، وهو رجل في العقد الخامس من عمره، كان يؤدي طقوساً تقليدية لتكريم أسلافه عند قبر عائلي عندما اندلع الحريق، وتشير الروايات إلى أن الرجل حاول إشعال نار صغيرة باستخدام موقد أو أداة مشابهة لإحراق الأعشاب الضارة حول القبر، لكن النيران خرجت عن السيطرة بسبب الرياح القوية والجفاف الشديد الذي كان يعم المنطقة.
الحريق، الذي امتد على مساحة 119 ألف فدان - أي ما يعادل 80% من مساحة العاصمة سيول، تسبب في أضرار هائلة شملت تدمير معبد «غونسا» أحد المواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، والذي يعود تاريخه إلى القرن السابع الميلادي، كما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان وتدمير منازل ومصانع ومواقع تراثية أخرى.
وأكدت الشرطة أن المشتبه به لم يُعتقل رسمياً بعد، بل تم «حجزه» كجزء من الإجراءات القانونية في كوريا الجنوبية، حيث سيخضع للاستجواب بعد اكتمال التحقيقات في موقع الحادث، ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر قريبة من التحقيق أن الرجل نفى التهم الموجهة إليه، مدعياً أن «الحريق كان حادثاً عرضياً».
أخبار ذات صلة
من جانبها، أعلنت الحكومة الكورية الجنوبية عن تخصيص منطقة ويسونج ومحيطها كـ«منطقة كوارث خاصة»، مع توفير مساعدات طارئة للمتضررين، وقال رئيس الوزراء بالوكالة، هان دوك-سو، في تصريح سابق: «نحن نواجه أزمة غير مسبوقة، وأضرار الحرائق تتفاقم بسرعة، مما يتطلب استجابة شاملة من جميع الجهات».
وتأتي هذه الكارثة في وقت تشهد فيه كوريا الجنوبية ظروفاً مناخية استثنائية، حيث ساهمت درجات الحرارة المرتفعة غير المعتادة خلال الربيع والرياح القوية في تفاقم الحرائق. وتستمر فرق الإطفاء في مكافحة بقايا النيران في عدة مناطق، بمساعدة أكثر من 120 مروحية وآلاف رجال الإطفاء.
0 تعليق