سلّط تقرير لوكالة أنباء “شينخوا” الصينية الضوء على اكتشافات أثرية هامة أعلنت عنها وزارة السياحة والآثار المصرية، حيث كشفت بعثة أثرية مصرية فرنسية مشتركة عن مقابر ومبانٍ جديدة تُلقي الضوء على المزيد من تاريخ معبد الرامسيوم في مدينة الأقصر جنوب مصر.

ووفقًا لبيان رسمي صادر عن الوزارة الجمعة الماضية، فقد عثرت البعثة على مجموعة من المقابر تعود إلى العصر الانتقالي الثالث (نحو 1069 – 525 قبل الميلاد)، بالإضافة إلى مخازن لزيت الزيتون والعسل في محيط المعبد.

وأضاف التقرير أن أعمال التنقيب كشفت داخل المعبد عن وجود ما يُعرف بـ”بيت الحياة”، وهي مدرسة علمية ملحقة بالمعابد الرئيسية، حيث عُثر على تصميم معماري متكامل للمؤسسة التعليمية، إلى جانب مجموعة أثرية غنية تضمنت بقايا رسومات مدرسية ولعب أطفال. وتُعد هذه أول إشارة أثرية تؤكد وجود مؤسسة تعليمية داخل معبد الرامسيوم.

كما اكتشف الفريق مجموعة من المباني على الجانب الشرقي من المعبد، يُعتقد أنها كانت مكاتب إدارية، ما يشير إلى أن المعبد لم يكن فقط مكانًا للعبادة، بل أيضًا مركزًا إداريًا واقتصاديًا متكاملًا.

وفي تصريحات لوكالة “شينخوا”، قال محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن الاكتشافات توضح وجود نظام إداري هرمي داخل المعبد، يشمل موظفين مدنيين، مما يعكس أهمية الرامسيوم كمركز لتوزيع المنتجات والخدمات لسكان المنطقة، بما فيهم حرفيو دير المدينة الذين كانوا ضمن النظام الملكي للإدارة الإقليمية.

يُذكر أن الملك رمسيس الثاني (1279–1213 قبل الميلاد)، الذي تُعد فترة حكمه ثاني أطول حكم في التاريخ المصري، شيّد معبد الرامسيوم خلال فترة حكمه. وقد تعرض المعبد لأضرار كبيرة جرّاء زلزال ضرب المنطقة في عام 27 قبل الميلاد.

وتضمن التقرير صورة غير مؤرخة لقطع أثرية عُثر عليها في إحدى المقابر القديمة، مؤكدًا أهمية هذه الاكتشافات في إعادة رسم ملامح الحياة الدينية والإدارية والتعليمية في مصر القديمة.