في تحرك لافت وغير مسبوق داخل المجتمع الثقافي الإسرائيلي، وقّع أكثر من 600 من المثقفين والفنانين والأدباء الإسرائيليين على عريضة علنية تطالب بوقف فوري للحرب على قطاع غزة، وإعادة الأسرى الإسرائيليين، ووضع خطة شاملة لمستقبل القطاع وسكانه.
العريضة التي جرى إعدادها وتوقيعها خلال يومين فقط، حظيت بمشاركة واسعة من شخصيات بارزة في الأوساط الأدبية والفنية، من بينهم الكاتبة نيتزا بن دوف الحائزة على جائزة إسرائيل، والمسرحي المعروف يهوشوع سوبول، والحائزة على جائزة سابير عوفر أورين، إلى جانب الصحفية والكاتبة دانييلا لندن ديكل، وغيرهم من النخب الفكرية المؤثرة في المجتمع الإسرائيلي.
ووجّه الموقعون في رسالتهم انتقادات حادة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متهمين إياه بانتهاك القيم الأساسية للدولة، وتحويل إسرائيل من دولة ديمقراطية إصلاحية إلى كيان يُدار وفق مصالح شخصية ضيقة.
وأشاروا إلى أن استمرار الحرب على غزة لا يرتبط بأهداف أمنية بقدر ما يعكس مخاوف نتنياهو من انتهاء الحرب، الأمر الذي قد يؤدي إلى سقوط حكومته ومحاكمته في قضايا الفساد التي يواجهها.
أخبار تهمك
العريضة جاءت بعد سلسلة من رسائل الاحتجاج التي وقّعها أفراد من سلاح الجو والاستخبارات والعاملين في القطاع الطبي، والذين أعربوا بدورهم عن رفضهم لاستمرار الحرب التي تهدد حياة الجنود والمحتجزين الإسرائيليين وتُلحق دماراً واسعاً بقطاع غزة وسكانه.
ردود الأفعال الرسمية على هذه الخطوات جاءت سريعة وحادة، حيث أقدمت بعض المؤسسات على طرد الموقعين، بينما واصل نتنياهو اتهام معارضيه بتقويض الأمن القومي، في الوقت الذي يستغل فيه الدعم الائتلافي لتمرير قوانين تعفي المتدينين من الخدمة العسكرية.
ويرى المراقبون أن هذا التحرك يعكس تصاعد حدة الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي، ويفتح الباب أمام موجة جديدة من المعارضة السياسية والثقافية لنهج الحكومة الحالية في التعامل مع الحرب والمشهد الداخلي المتأزم.
0 تعليق